الثبات ـ فلسطين

يعد التعليم الابتكاري عملية بناءة اجتماعية تُركز على المتعلم، بحيث يدعم المتعلمين في أن يكونوا ببيئة داعمة مُحفزة للإبداع والابتكار، لكن رغم عدم توفر هذه الشروط، والبيئة المناسبة، إلا أن المهندسة الفلسطينية إبنة مدينة غزة المحاصر، ناديا زهير الخطيب، استطاعت لفت الإنتباه بموهبتها، وشغفها في مجال الذكاء الإصطناعي، لتتمكن من ابتكار نظارات ذكية متطورة جداً تكون بمثابة أداة ووسيلة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، في مواجهة صعوبات الاتصال والتواصل مع الآخرين.

وتحدثت الخطيب، وهي خريجة كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية، لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن موهبتها، قائلة: "بدأت تجربتي عندما كنت أفكر بفكرة لمشروع التخرج، وكنت قد قررت مسبقاً أن مشروع تخرجي لا يمكن أن يكون مجرد مشروع فقط، بل يجب أن يكون مشروعاً ملموساً وحقيقياً، وأن يكون رسالة عظيمة، وبذرة لمشروع هدفه كبير، يخدم المجتمع، وكنت مصرة على إستخدام الذكاء الاصطناعي فيه،  حتى أجمع ما بين شغفي ورسالتي ومنه تكون الإنطلاقة".

وأضافت: "في المقابل كان لدي رسالة واهتمام بجميع ذوي الاحتياجات الخاصة، وليس فئة معينة تحديداً، وبعد تفكير عميق بتحديد الفئة التي سيقدم لهم المشروع و يكون مساعداً لهم، قررت أن تكون أول رسالة أقوم بالعمل عليها مقدمة للناس العظيمة (ذوي الاحتياجات السمعية) ومن ضمن أسباب اختياري لهذه الفئة، قلة الاختراعات المقدمة والمساعدة لهم، ففكرت بعمل نظارات ذكية تكون بمثابة وسيلة تساعدهم في مواجهة صعوبات الاتصال والتواصل بشكل فعال، مع من حولهم، وتساعدهم على فهم الآخرين من خلال ترجمة أصوات من يتحدث معهم إلى لغة مكتوبة".

وبينت أن "نظارات أذن السلام Peace Ear Glasses عبارة عن نظارة مرفقة بملحق بجهاز صغير بحجم الجيب، تقوم بترجمة أصوات الأشخاص وحديثهم من خلال المايك المرفق لدى النظارة إلى لغة مكتوبة، تعرض وتنعكس على عدسات النظارة، ليتم قراءتها وفهمها"، مشيرة إلى أن "النظارة صممت بملحق مناسب كي لا تعيق الرؤية، ولا تؤثر على العين، وتكون مناسبة لتسهيل التواصل مع من لا يستطيعون السمع"، موضحة أنه "نظراً لندرة ومحدودية الموارد والقطع التي كانت عائقاً كبيراً، تم انجاز  نموذج أولي من المشروع، أي مجرد نسخة يدوية تحتاج للكثير من التجهيز والتطوير والإضافات المناسبة، لتصبح منتجاً نهائياً يخدم 466 مليون شخص من ذوي الإحتياجات السمعية".