بوتين يستعرض محطات تطور الأوضاع في أوروبا ويكشف منابت "الفاجعة الأوكرانية عام 2014"

الثلاثاء 22 حزيران , 2021 10:38 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقالة نشرتها صحيفة "Die Zeit" الألمانية إلى أسباب تلاشي حلم ديغول بالقارة الواحدة وأوروبا الكبرى، ويضرب مثلا بـ"الفاجعة الأوكرانية عام 2014".

وتوقف بوتين في المقال التي كتبها بمناسبة الذكرى 80 لبدء الهجوم الألماني على أراضي الاتحاد السوفيتي، عند محطات متفائلة بعد انتهاء الحرب، استعرض منها أن "رجال الأعمال الألمان صاروا في سنوات ما بعد الحرب رواد التعاون مع بلدنا. تم عقد (صفقة القرن) طويلة الأمد في سنة 1970 بين الاتحاد السوفييتي وجمهورية ألمانيا الاتحادية حول تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، والتي وضعت الأساس للاعتماد المتبادل البناء، وكانت نقطة انطلاق للعديد من المشاريع الكبرى لاحقا، بما في ذلك بناء خط أنابيب السيل الشمالي".

وتحدث الرئيس الروسي في هذا السياق عن بروز أمل في أن "تكون نهاية الحرب الباردة نصرا مشتركا لأوروبا. وبدا وكأن تحقيق حلم شارل دي غول حول القارة الواحدة أصبح قاب قوسين وأدنى - وليس فقط جغرافيا  (من الأطلسي حتى الأورال)، ولكن ثقافيا وحضاريا – من لشبونة وحتى فلاديفوستوك".

وشدد بوتين على أن روسيا انطلاقا من منطق بناء أوروبا الكبرى التي توحدها القيم والمصالح المشتركة، سعت إلى تطوير علاقاتها مع الأوروبيين، وتم بالتعاون مع الأوربيين إنجاز الكثير على هذا الطريق "ولكن ساد نهج آخر. وجاء في فحواه توسع حلف شمال الأطلسي الذي يعتبر بحد ذاته من مفرزات الحرب الباردة. فقد أُقيم أساسا للتصدي في زمن تلك الحقبة. فإن تمدد الحلف باتجاه الشرق بالتحديد، والذي بدأ أصلا من أنهم أقنعوا القيادة السوفييتية بعضوية ألمانيا المتحدة في الناتو، – قد أصبح أحد أسباب النمو السريع لعدم الثقة المتبادل في أوروبا".

ورصد الرئيس الروسي استعجالا "في نسيان تلك الوعود الكلامية حول "أنه (الحلف) غير موجه ضدكم" وأن "حدود الحلف لن تقترب منكم". وكانت السابقة قد انطلقت. ومنذ عام 1999 جاء بعدها خمس "موجات" لتوسع الناتو. ودخلت ضمن هذه المنظمة 14 دولة جديدة، من ضمنها جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق".

وضرب بوتين مثلا عن السياسة العدوانية التي انتهجها حلف سمال الأطلسي ضد روسيا، متمثلا ذلك في "الفاجعة الأوكرانية عام 2014"، وفي تلك الواقعة "دعمت أوروبا بنشاط الانقلاب المسلح على الدستور في أوكرانيا. وبدأ كل شيء من هنا. لماذا كان يجب فعل ذلك؟ فالرئيس يانوكوفيتش حينها كان قد وافق على جميع مطالب المعارضة. لماذا قامت الولايات المتحدة بتنظيم الانقلاب، ودول أوروبا قامت خاضعة بدعمه مسببة انقسام في أوكرانيا ذاتها وخروج القرم من قوامها؟".

وتوصل الرئيس الروسي في مقالته إلى استنتاج مفاده أن نظام الأمن الأوروبي "تدهور بأكمله بشكل كبير في الوقت الحالي. تتزايد التوترات، في حين باتت مخاطر حدوث سباق تسلح جديد واقعية".

وحذر بوتين من فقدان فرصة كبيرة في الوقت الحالي "يمنحنا إياها التعاون، والأهم من ذلك أنه، أي التعاون، بحد ذاته هام للغاية الآن، خاصة عندما نواجه جميعا تحديات مشتركة مثل الجائحة وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة".

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل