الثبات ـ لبنان

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

كنا قد حذرنا في أكثر من بيان سابق من انفجار الشارع بسبب حالة الجوع والفقر ودائماً كنا نطالب المسؤولين بأن يبادروا بسرعة لتشكيل الحكومة التي تعتبر المدخل لحل الأزمة ولإعطاء المبرر للدول التي تريد مساعدة لبنان لتقديم هذه المساعدات، غير أن كلامنا وكلام الكثير من الحريصين على هذا البلد كان لا يلقى آذاناً صاغية وبقي كل طرف متمسكاً بمواقفه ولم يوفق دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري حتى الآن للتوفيق بين طرفيّ تشكيل الحكومة رغم الصيغ المعقولة التي قدمها، وما حصل بالأمس في طرابلس هو دق لجرس الإنذار في إمكانية تطور الأمور إلى معارك داخلية ستُدْخِل البلد إلى آتون نار يعلم الله فقط متى نخرج منها، والأخطر من ذلك أن تكون هذه الأحداث مدفوعة من جهات خارجية بالتعاون مع مافيا الفساد في السلطة وخارجها لإشعال حرب يُعمي دخانها الناس عن النظر إلى المكمن الحقيقي للأزمة الكامن فيهم أصلاً.
لذلك فإن ما حصل يستدعي إعلان حالة طوارئ أمنية وسياسية ويفرض على القوى التي تمنع إلى اليوم تشكيل الحكومة أن تتنازل عن بعض من مطالبها الحزبية الضيقة لمصلحة حفظ الوطن، فماذا ينفعنا إذا ما تصلبتم في مواقفكم وبدلاً من أن تأخذوا مطالبكم الصغيرة ضاع الوطن برمته؟!!
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع المأساوي والخطير ندق ناقوس الخطر ونعلن ما يلي:

أولاً:  نطالب القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار أحداث طرابلس الأخيرة وإلقاء القبض على مطلقي النار والتحقيق معهم وصولاً لمعرفة من يحركهم وبالتالي فضح المشروع الذي يُراد تنفيذه في لبنان.
ثانياً: مع تقديرنا للمواقف التي أُعْلِن عنها بعد اجتماع مجلس الدفاع الأعلى إلا أنها تبقى قاصرة عن إيقاف تردي الأوضاع لأنها تعالج النتائج دون الاهتمام بالأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع الأمني وبالتالي على حكومة تصريف الأعمال القيام بواجباتها في حل المشكلة الاجتماعية وملاحقة المحتكرين وعدم اللجوء إلى زيادات في أسعار المواد الأساسية بالإبقاء على دعمها بانتظار تنفيذ المقررات المتعلقة بالبطاقة التمويلية.

ثالثاً: ننوه بقيام مجلس النواب بإصدار القوانين المتعلقة بالبطاقة التمويلية ونطالب بالإسراع في تنفيذها وعدم إدخالها في متاهات اللجان، وهذا ما يفرض على حكومة تصريف الأعمال إعلان حالة طوارئ لكي تصدر هذه البطاقة بأسرع وقت ممكن.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين تمادي الإمارات العربية المتحدة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال افتتاح قنصلية للكيان في دبي بحضور وزير الخارجية الصهيوني، ويعتبر أن هذا العمل هو مساهمة من الإمارات في سفك الدم الفلسطيني وإجهاض القضية الفلسطينية تستوجب حراكاً مناسباً لإعلان رفض هذه الأعمال التطبيعية الخيانية. 

خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام قوات الاحتلال الأميركي في العراق بقصف مراكز لقوات الحشد الشعبي والتي هي جهة أمنية رسمية تخضع لرئاسة مجلس الوزراء، ونعتبر أن ما حصل بالأمس من إصابة 15 مواطناً عراقياً بانفجار عبوة ناسفة داخل احد الأسواق في مدينة الصدر شرق بغداد يتكامل مع الاعتداء الأميركي وهو من ضمن خطته لإبقاء قواته في العراق والاستمرار في احتلاله، وندعو إلى مقاومة شعبية لإخراج قوات الاحتلال الأميركي من العراق تنفيذاً لإرادة الشعب العراقي التي عبر عنها في القرار الصادر عن مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية من العراق.