الثبات ـ لبنان

لقد فقدنا برحيل المناضل الكبير الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل  رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية، أمضى حياته بالنضال من اجل القضية، وكان للعمليات التي خطط لها ونفذها الأثر الكبير في إعلاء صوت الحق وله الفضل بإخراج المئات من سجون الاحتلال الصهيوني من خلال عمليات التبادل مع جنود صهاينة أسرهم في معارك مختلفة، والجميع يشهد لهذه القامة الكبيرة أنه لم يتراجع يوماً ولم يتنازل عن المطالبة بالحق الفلسطيني بكامل تراب فلسطين، لذلك لم يؤيد ولم يوافق على كل مندرجات العملية الإستسلامية التي خططت وعملت لها الرجعية العربية، وكان خصماً عنيداً لمن تنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم على كامل التراب الفلسطيني من خلال اتفاق أوسلو الخياني والذي أثبت صحة توقعاته أن الصهاينة ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية لن يعطوا الفلسطينيين حتى هذا الشيء القليل الذي وعدوهم فيه باتفاقية الذل والعار أوسلو، فإذا بهم يصلون إلى صفقة القرن ويقطّعون أوصال الضفة الغربية ويستمرون في اعتقال الآلاف الأسرى ويستمرون في مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة لصالح إقامة مستوطنات للصهاينة.
لقد جمعنا مع الراحل الكبير المناضل أحمد جبريل مؤتمرات ومناسبات عدة، وكان لنا معه مناقشات مفيدة، فقد كان يردد دائماً أن صيغة تجمع العلماء المسلمين هي التي تحتاجها الأمة إذ أن سبب تراجعها وهزيمتها هي الفرقة والعصبية والاقتتال الداخلي، بينما سبب الانتصار ومدخله الوحيد يكون من خلال وحدة الأمة.
 إلى جنان الخلد أيها الراحل الكبير والمناضل العربي والثائر الفلسطيني، وباسم تجمع العلماء المسلمين نتقدم من أسرته ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة ومن الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة بأسمى آيات العزاء، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفسيح من جناته.