عنصر سابق بسلاح الجو الأمريكي يكشف سبب تسريبه أسرارا حكومية

الجمعة 23 تموز , 2021 01:30 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

قال المحلل السابق بمخابرات القوات الجوية الأمريكية إن ذنبه بالمشاركة بضربات قاتلة لطائرات مسيرة بدون طيار بأفغانستان هو ما دفعه لتسريب أسرار حكومية حول برنامج هذه الطائرات للإعلام

من المقرر أن يُحكم على المحلل السابق، دانيال هيل، من ناشفيل بولاية تينيسي، الثلاثاء، في المحكمة الجزئية الأمريكية بالإسكندرية بولاية فريجينيا، بعد إدانته بانتهاك قانون التجسس بتسريب وثائق سرية للغاية.

وفي أوراق المحكمة التي قُدمت يوم الخميس، طلب محامو هيل أن يحصل على حكم بالسجن من 12 إلى 18 شهرا ، وهو ما سيكون أقل بكثير من إرشادات إصدار الأحكام.

وفي رسالة خطية من 11 صفحة من سجن الإسكندرية حيث كان محتجزا، حدد هيل ما دفعه إلى انتهاك القانون، واصفا أسفه ورعبه عندما شاهد مقاطع فيديو مروعة لأفغان قتلوا وقطعوا إربا، لأن عمله ساعد في تعقبهم.

وقال إنه عندما تم إرساله إلى أفغانستان في عام 2012، كانت وظيفته هي تعقب إشارات الهواتف المحمولة المرتبطة بأشخاص يُعتقد أنهم مقاتلون أعداء.

وكتب هيل: "لا يمر يوم لا أشكك فيه في مبررات أفعالي تلك".

ويتفاقم الشعور بالذنب بسبب طبيعة برنامج ضربات الطائرات بدون طيار، حيث يتم قتل عناصر أفغانية أثناء حياتهم اليومية، وفي بعض الأحيان مع مقتل مدنيين أبرياء كأضرار جانبية، وليس في ساحة معركة تقليدية.

كتب هيل: "إن الرجل المسلح المنتصر يحافظ على شرفه على الأقل من خلال مواجهته لعدوه في ساحة المعركة.. ولكن ما الذي يمكن أن أفعله للتعامل مع الوحشية التي لا يمكن إنكارها التي ارتكبتها؟".

ونتيجة لذلك، وبحسب تعبيره أجبره ضميره على الكشف عن تفاصيل حول كل ذلك وأسرار برنامج الطائرات لمراسل استقصائي التقى به من قبل. وأظهرت الوثائق، من بين أمور أخرى، أن برنامج الطائرات بدون طيار لم تكن دقيقة في أهدافها كما تدعي الحكومة فيما يتعلق بتجنب قتل المدنيين.

وسرب هيل الوثائق بعد أن ترك سلاح الجو وتولى وظيفة مدنية كخبير في أسماء المواقع الجغرافية، معتمدا على خبرته في اللغة الصينية للمساعدة في إضافة أسماء المواقع إلى الخرائط.

ويطالب محامو هيل بإصدار حكم مخفف على موكلهم بالنظر إلى دوافعه التي شرحها، ولأن الحكومة الأمريكية لم تظهر أي ضرر فعلي حدث نتيجة للتسريبات.

وقال محاميا الدفاع تود ريتشمان وكادينس ميرتس: "لقد ارتكب هيل الجريمة للفت الانتباه إلى ما يعتقد أنه سلوك حكومي غير أخلاقي تم ارتكابه تحت عباءة السرية ويتعارض مع التصريحات العلنية للرئيس أوباما آنذاك بشأن الدقة المزعومة لبرنامج الطائرات بدون طيار للجيش الأمريكي".

لكن المدعين العامين يقولون إن الكشف عن الوثائق السرية كان من الممكن أن يتسبب في أضرار جسيمة. 

وفي مستندات الحكم، كتب المدعيان جوردون كرومبيرج وألكسندر بيرانج، أن الوثائق التي سربها هيل تم العثور عليها على الإنترنت بين مواد مخصصة لمساعدة مسلحي تنظيم داعش لتجنب اكتشافهم.

وأوضح ممثلو الادعاء أن تسريبات هيل كانت أكثر خطورة من تلك التي قامت بها ريالتي وينر، وهي متعاقدة سابقة بوكالة الأمن القومي الأمريكي وحُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، وهي الأطول التي تُمنح لمبلّغ عن مخالفات تمت مقاضاته بتهمة تسريب وثائق سرية للإعلام .

ولا يطلب المدعون عقوبة سجن محددة على هيل لكنهم يقولون إن العقوبة المناسبة ستكون "أطول بكثير" من 63 شهرا التي فرضت على المتعاقدة وينر.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل