أيسلندا قد تكون طرف قارة شاسعة غارقة

الخميس 29 تموز , 2021 03:16 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

قد تكون أيسلندا آخر بقايا مكشوفة لقارة بحجم تكساس تقريبا، تسمى أيسلنديا، غرقت تحت شمال المحيط الأطلسي منذ نحو 10 ملايين سنة.

وتتعارض النظرية الجديدة، التي اقترحها فريق دولي من علماء الجيوفيزياء والجيولوجيين، مع الأفكار القديمة حول تكوين أيسلندا وشمال المحيط الأطلسي، لكن الباحثين يقولون إن النظرية تشرح كلا من السمات الجيولوجية لقاع المحيط ولماذا تكون قشرة الأرض أسفل أيسلندا أكثر سماكة مما ينبغي.

وقال خبراء خارجيون غير منتسبين إلى البحث لموقع "لايف ساينس" إنهم يشككون في وجود أيسلنديا بناء على الأدلة التي تم جمعها حتى الآن.

ومع ذلك، إذا أثبتت الدراسات الجيولوجية هذه النظرية، فإن الفكرة الجديدة الجذرية للقارة الغارقة يمكن أن يكون لها آثار على ملكية أي وقود موجود تحت قاع البحر، والذي ينتمي بموجب القانون الدولي إلى بلد يمكن أن يُظهر أن قشرة القارة تمتد إلى هذا الحد.

وقالت جيليان فولغر، الأستاذة الفخرية للجيوفيزياء في جامعة دورهام في المملكة المتحدة: "المنطقة التي تحتها مادة قارية، امتدت من غرينلاند إلى الدول الاسكندنافية. بعضها في الغرب والشرق غرق الآن تحت سطح الماء، لكنها لا تزال أعلى مما ينبغي.. وإذا انخفض مستوى سطح البحر 600 متر (2000 قدم)، فسنرى المزيد من الأراضي فوق سطح المحيط".

القارة المفقودة

وأوضحت فولغر أن منطقة شمال الأطلسي كانت ذات يوم أرضا جافة تماما شكلت شبه القارة العملاقة بانجيا منذ نحو 335 مليونا إلى 175 مليون عام. لطالما اعتقد الجيولوجيون أن حوض شمال المحيط الأطلسي تشكل عندما بدأت بانجيا في الانهيار قبل 200 مليون سنة وأن أيسلندا تشكلت قبل نحو 60 مليون سنة فوق عمود بركاني بالقرب من وسط المحيط.

لكن فولغر ورفاقها يقترحون نظرية مختلفة: أن المحيطات بدأت تتشكل تقريبا جنوب وشمال أيسلندا، ولكن ليس غربا وشرقا، مع تفكك بانجيا. وبدلا من ذلك، كتب الجيولوجيون أن المناطق الواقعة إلى الغرب والشرق ظلت متصلة بما يعرف الآن بغرينلاند والدول الاسكندنافية.

ووفقا للنظرية الجديدة، لم تنفصل بانجيا بشكل نظيف، وظلت قارة أيسلنديا المفقودة كشريط غير منقطع من الأرض الجافة بعرض 200 ميل (300 كيلومتر) على الأقل بقي فوق الأمواج حتى نحو 10 ملايين سنة مضت.

وأضافت فولغر أنه في نهاية المطاف، غرقت الأطراف الشرقية والغربية لأيسلنديا، ولم يبق منها سوى أيسلندا.

وقال علماء الجيولوجيا إن هذه النظرية تفسر لماذا يبلغ سمك صخور القشرة الأرضية تحت أيسلندا الحديثة نحو 25 ميلا (40 كم) بدلا من حوالي 5 أميال (8 كيلومترات)، وهو ما يمكن توقعه إذا تشكلت أيسلندا فوق عمود بركاني.

وقالت فولغر في بيان: "عندما نظرنا في احتمال أن تكون هذه القشرة السميكة قارية، أصبحت بياناتنا فجأة منطقية. قادنا هذا على الفور إلى إدراك أن المنطقة القارية كانت أكبر بكثير من أيسلندا نفسها، هناك قارة مخفية تحت سطح البحر".

وقدرت فولغر وزملاؤها أن أيسلنديا امتدت ذات مرة على أكثر من 230 ألف ميل مربع (600 ألف كيلومتر مربع) من الأراضي الجافة بين غرينلاند والدول الاسكندنافية، وهي مساحة أصغر قليلا من تكساس. (اليوم، تبلغ مساحة أيسلندا نحو 40 ألف ميل مربع، أو 103 آلاف كيلومتر مربع).

وأشاروا إلى وجود منطقة مجاورة بحجم مماثل، تشكل "أيسلنديا الكبرى" إلى الغرب مما يعرف الآن ببريطانيا وإيرلندا. لكنهم قالوا إن تلك المنطقة أيضا غرقت تحت الأمواج.

وأظهرت الأدلة الأحفورية أن بعض النباتات التي تنتشر عن طريق إسقاط البذور متطابقة في كل من غرينلاند والدول الاسكندنافية. وقال المؤلفون إن هذه النتيجة تعزز فكرة أن قطاعا عريضا من الأراضي الجافة كان يربط المنطقتين. ومع ذلك، فإن الجيولوجيين ليسوا على علم بأي دليل أحفوري لأي حيوانات في القارة المفقودة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل