تجمع العلماء المسلمين يقيم ندوة فكرية بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء

الأربعاء 11 آب , 2021 04:50 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أقام تجمع العلماء المسلمين ندوة فكرية بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء. حاضر في الندوة: الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ حسين الخشن. ورئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ الدكتور ماهر عبد الرزاق. أدار الندوة عضو المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين حبلي.

محاضرة الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ حسين الخشن:
إن المجابهة مع الدين ومع المفاهيم الدينية في الغالب تتخذ شكلين، الشكل الأول المجابهة العلنية، إلحاد، كفر، تكذيب وهذه المواجهة هي التي ابتلي بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، معركة التنزيل، كذبوا بتنزيل القرآن، ولكن ثمة شكل آخر من أشكال الفساد والإفساد والمجابهة مع الدين، هذا الشكل هو المجابهة الخفية والتي تلبس لبوساً دينياً والحال انها تعمل على إسقاط الدين، وهنا تكون المعركة أخطر لأنك تواجه أشخاصاً يحملون عنوان الدين وشعارات الدين، هذه كما يصفها النبي معركة التأويل، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يشير إلى علي عليه السلام: " إنك تقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله"، معركة التأويل معركة خطرة وصعبة جداً أشخاص قد يكونون في الظاهر من الصالحين من المؤمنين، من الذين يحملون شعارات الدين بحماسة، المعركة مع هؤلاء معركة صعبة، أصحاب الجباه السود، ألم يواجه علي عليه السلام المعركة مع هؤلاء؟ ولذلك يقول الإمام علي وهو يتحدث عن خطورة المعركة مع هؤلاء يقول:"أنا الذي فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ وَلَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِئَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي" أنا أواجه هؤلاء الذين يرفعون المصاحف ويرفعون شعارات الدين، لا حكم إلا لله وما إلى ذلك من شعارات، إذاً المعركة هنا معركة باسم الدين وتوظف المفاهيم الدينية بتفسير خاطئ، بتحليل خاطئ لمواجهة الدين نفسه، والرموز الدينية الحقة، ولكن ما أرادته ثورة الحسين عليه السلام، فعلاً وما بينته الكثير من الأحاديث الشريفة عن أبيه علي عليه السلام، أن مفهوم الاعتزال لا شرعية له عندما تكون المعركة بين الحق والباطل، فلا حياد بين الحق والباطل. عندما يكون هناك مشروع حق ومشروع باطل لا يوجد حياد. طبعاً أنتم تستحضرون معي اليوم دعوات الحياد بين المظلومين المضطهدين وبين الظالمين الصهاينة المحتلين، ولو كان المسيح حياً لأخرج هؤلاء الذين يتكلمون باسمه، طردهم من الهيكل لأنهم لم يقفوا إلى جانب المظلومين، لأن لسان المسيح لسان الانتصار للمظلوم، كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، هذا لسان المسيح، هذا لسان الأنبياء، فلا حياد في المعركة بين الحق والباطل على الإطلاق.
محاضرة رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ الدكتور ماهر عبد الرزاق:
إذا أردنا أن نستخلص الدروس والعبر، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا وقلنا ان الهجرة كلها عِبر ولكن أنا استوقفني درسين أو نقطتين، النقطة الاولى الثقة بنصر الله تبارك وتعالى وبوعده، وهذا ما نحتاجه نحن اليوم أن نثق أن الله تبارك وتعالى نصرنا لأننا نحن معسكر الإيمان والحق، مهما فعلت قوى الشر، ومهما تسلحت ومهما استعدت ومهما حاكت علينا من مؤامرات علينا أن نضع نصب أعيننا أن الله تبارك وتعالى ناصرنا. نحن لا نخشى معسكر أبا لهب، وأبو جهل هو المعسكر نفسه، النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قاد جبهة المقاومة، وهو الذي قاد جبهة تحرير مكة، وهو الذي قاد الجيوش، وهو الذي قاد هذه الأمة وواجه، لذلك الدرس الأول علينا أن نستفيد منه هو أن الله ناصرنا، فلنطمئن أن الله معنا، ليس مع أولئك الطغاة وليس مع أولئك المفسدين في الأرض، إنما الله مع المؤمنين الصادقين.
هذا وعد الله للمؤمنين، لذلك نحن نعتبر أن إخواننا في فلسطين وفي لبنان وفي العراق وفي اليمن. وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي معسكر واحد ضد الظلم والطغيان، هي معسكر لا تحزن إن الله معنا. نعم هذه قضية محسومة، إذا كان النصر هو من عند الله فلما نحزن نحن ولما نخاف نحن؟ النقطة الثانية الذي يجب أن نتعلمها في الهجرة هي التضحية، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا درساً عظيماً في التضحية، عندما يترك مكة ويتخلى عنها ويهاجر، ويقول لها إنك لأحب بقاع الأرض إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت. يعلمنا أنه كان يتعلق بوطنه ويعلمنا الوطنية الحقيقية، أن نحب أرضنا ونتمسك بها، ضحى بكل شيء، وهنا يقول لنا ان الدين والحفاظ على الدين أغنى من المال وأغنى من الأوطان وأغنى من الأنفس. هذه هي الهجرة التي نحن نواجه كل الناس بها، لماذا لم تهاجر حتى الآن؟ لماذا لم تهاجر من الخيانة إلى الولاء الحقيقي؟ لماذا لم تهاجر من الطعن بالأمة والتآمر على الأمة إلى مناصرة الأمة ومناصرة قضاياها المحقة؟ المطلوب اليوم من خونة هذه الأمة الذين يتآمرون علينا بالليل والنهار، وعلى قضايانا المحقة على فلسطين وعلى مقاومتها وعلى الأمة ووحدتها، ويشككون بوحدة هذه الأمة ويعملون على تفريقها وتمزيقها، هؤلاء مطلوب منهم أن يهاجروا من معسكر الضلال، المعسكر الأمريكي الصهيوني الى معسكر الايمان، إلى جبهة الإيمان إلى جبهة غار حراء عند النبي صلى الله عليه وسلم، لا يكونوا أمام الباب، إنما يكونوا مع النبي صلى الله عليه وسلم داخل الغار لا تحزن إن الله معنا. فالذين وقفوا أمام الغار يتآمرون على النبي ويريدون قتله، هؤلاء اليوم هم جبهة الخيانة، هم يقفون على كل غار عندنا وكل مدخل إلينا، كل باب من أبوابنا يقفون على هذه الأبواب، يريدون قتلنا والقضاء علينا، ولكن نحن الله معنا، إذا كان الله معنا فمن علينا وإذا كان الله عليك فمن معك.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل