عثماني أو غربي؟ فرانس برس تكشف حقيقة أول لقاح في العالم

الأربعاء 29 أيلول , 2021 11:21 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، بأن المنشورات التي تتحدث عن ظهور أول لقاح في العالم في السلطنة العثمانية "غير صحيحة".

وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة حول العالم، منشورات تدعي أن أول لقاح ظهر في العالم كان في السلطنة العثمانية في القرن الثامن عشر، وأرفقت بعض هذه المنشورات بصورة وثيقة قيل إنها شهادة تلقيح عثمانية من ذلك الحين.

وقالت الوكالة الفرنسية إن "الادعاء "غير صحيح" فأول لقاح في العالم ظهر في بريطانيا أما شهادة التلقيح المنشورة فتعود إلى مطالع القرن العشرين".

وجاء في المنشورات أن طبيبا بريطانيا حاول إقناع الأوروبيين بفاعلية لقاحات الجدري مستندا على أن "العرب في حلب والأتراك في إسطنبول كانوا يستخدمون التطعيم لعقود طويلة في عهد الخلافة العثمانية".

وأضاف المنشور أن "زوجة السفير البريطاني في اسطنبول آنذاك كتبت رسالة هي أيضا لاقناع الأوروبيين بجدوى اللقاح الذي يستخدمه مواطنو الدولة العثمانية".

وأرفقت منشورات أخرى بصورة وثيقة قيل إنها شهادة تلقيح صدرت في الدولة العثمانية عام 1721، أو 1761 في منشورات أخرى وظهرت هذه المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة حول العالم، ولا سيما بالعربية والإندونيسية.

وحسب الوكالة الفرنسية، لقد "شجعت السلطات العثمانية ولا سيما في القرن التاسع عشر، الطب الغربي مقابل الطب التقليدي فظهرت كليات الطب في أرجاء السلطنة واستقدم لهذه الغاية أطباء من دول أخرى للمساهمة في هذه الحركة العلمية، لكن أول لقاح في العالم لم يظهر في السلطنة العثمانية مثلما

ادعت المنشورات".

وحسب الوكالة فقد ظهر أول لقاح فعال في العالم على يد الطبيب البريطاني إدوارد جينير، وكان ذلك في العام 1796، وفقا لمصادر علمية عدة من بينها لمنظمة الصحة العالمية.

وحول قصة شهادة التلقيح المتداولة، قالت الوكالة الفرنسية، "ذيّلت الوثيقة المتداولة والتي قيل إنها تعود إلى العام 1721، بتاريخ 27 أغسطس 1322 ويشير هذا العدد إلى السنة الهجرية، ما يعني أن هذه الوثيقة تعود إلى السنوات الأولى من القرن العشرين".

وبحسب عدد من المؤرخين والخبراء الذين استطلعت آراءهم وكالة "فرانس برس"، ومن بينهم نوخيت فارليك المتخصصة في التاريخ العثماني، فإن "الوثيقة مؤرخة بحسب التقويم الرومي وهو تقويم عثماني يختلط فيه التقويم الشمسي بالسنوات الهجرية ولا يمكن أن يكون هذا التاريخ متجاوزا العام 1906

للميلاد".

وبحسب الخبراء، "توثق هذه الشهادة الصادرة في السنوات الأولى من الأعوام 1900، تلقي شاب في الثانية والعشرين من العمر جرعة ثالثة من لقاح لم يحدد ضد أي مرض".

وحول قصة رسالة زوجة السفير البريطاني لدى السلطنة العثمانية "صحيح أن ماري مونتاغو توجهت برسالة إلى صديقتها عام 1717 تحدثت فيها عن مرض الجدري. لكن الرسالة لم تأت على ذكر أي نوع من اللقاحات، بل تناولت علاجا معتمدا في السلطنة العثمانية يطلق عليه اسم "التجدير" (variolation)" وفق

الوكالة الفرنسية.

وكان هذا العلاج معتمدا في الصين وإفريقيا والسلطنة العثمانية قبل وصوله إلى القارة الأوروبية، ولم يخل من المخاطر.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل