مشعل يطرح رؤية للخروج من الأزمة الفلسطينية الراهنة

الخميس 30 أيلول , 2021 06:32 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

قال رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، إن "هناك ثلاثة عناصر في تشخيص الأزمة الفلسطينية، على رأسها أزمة قيادة، وغياب الفعل النضالي المؤثر والمتتابع، بشقيه المقاوم والسياسي، وأزمة الانقسام".

وأضاف مشعل خلال جلسة حوارية إلكترونية عقدها مركز مسارات، بحضور العشرات من الباحثين والإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين في الداخل المحتل والشتات، أن "الأمم والشعوب والحركات والنضالات تحتاج إلى قيادة تملك الرؤية، والقرار، والجرأة، والقدرة على المخاطرة وصناعة التحولات، والخروج من الأزمات وحالة الجمود".

وأكد أن الأزمة الثانية هي غياب الفعل النضالي المنهجي والمؤثر، بشقيه المقاوم والسياسي، والمتتابع والمتكامل بين مختلف ساحات الوطن، وأماكن تواجد شعبنا في الداخل والخارج، رغم أن لدينا مقاومة عظيمة في غزة خاضت أربع حروب، وأبلت بلاء عظيمًا، وأشعرتنا بالفخر كفلسطينيين.

وأوضح مشعل أن ملحمة القدس، وصمود أهلنا في ساحات المسجد الأقصى، والدفاع عن المقدسات، وإفشال مخططات التهويد والتقسيم، ومعركة باب العامود والشيخ جراح، والصمود الأسطوري في كل أحياء القدس، ومواجهة مخططات تهجير الناس، وإشغالهم عن المهمة الوطنية، كلها شكلت عناوين للمقاومة.

وتابع أن الضفة الغربية تشهد موجات وهبات من المواجهة والمقاومة بين الحين والآخر، رغم ظروف الانقسام، والتنسيق الأمني الذي يحول دون تحولها إلى انتفاضة حقيقية، كما جرى إبان اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وكان تأثيرها كبيرًا في إجبار الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة.

وأشار مشعل إلى أن مساهمة أهلنا في مناطق الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 في مسيرتنا الوطنية عمومًا، خاصة في ظل معركة سيف القدس، وانتفاضهم، وتشكيلهم جبهة مهمة في وجه الاحتلال لتقويضه من داخله، فضلًا عن دور الشتات الفلسطيني، خاصة في مخيمات دول الطوق، وكل مواقع الهجرة واللجوء، بجانب دور الأمة معنا وأصدقائنا حول العالم.

وتطرق مشعل الى الأزمة الثالثة المتمثلة بحالة الانقسام المزمنة والمستعصية على الحل إلى هذه اللحظة للأسف، ولها أسبابها الداخلية والخارجية، رغم أن العاملَين السابقين في تشخيص الأزمة، أسهما في استعصاء الانقسام على الحل، لأنه لو توفرت القيادة والفعل النضالي المؤثر لأعطت روحًا حقيقية تدفع جميع الأطراف إلى تجاوز الخلافات.

وأكد أن الخروج من هذا الواقع الذي يشهد تراكمًا للأزمات، يتطلب العمل على ثلاثة محاور مجتمعة، أولها إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية، يكون لها صيغة جديدة، وروحًا جديدة، وبرنامجًا نضاليًا وسياسيًا متجددًا وفاعلًا وحيويًا ومؤثرًا.

وأكد أن القيادة هي مَن تُحدث الفارق في الوضع القائم، وإلا سنبقى في حالة من هذا الشتات، وعندما تتشكل القيادة المرجوة، تصاحبها حالة من بناء المؤسسات الوطنية، خاصة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكل الهياكل الحزبية والنقابية والجامعية والبلديات بصورة ديموقراطية حقيقية.

وأشار أن المحور الثاني للخروج من الأزمات، يتعلق باستعادة زمام الفعل المؤثر، عبر برنامج نضالي مقاوم وسياسي متعدد الجبهات والميادين، متناغم ومتكامل ومتتابع، لنقل القضية إلى موقع أفضل، وإجبار الاحتلال على التراجع، ويساعدنا على التقدم على طريق التحرير والعودة واستعادة الحقوق، وتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات ومراكمتها، كما حصل في انتصار معركة القدس، وصولا إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، واستعادة المقاومة لعافيتها في الضفة الغربية، ومعركة تحرير الأسرى من خلال صفقة تبادل مشرفة، وتعزيز دور أهلنا في 48، وفي الشتات، وعلى مستوى الأمة، والساحة الدولية.

وأشار إلى أن المحور الثالث للخلاص من أزمتنا الفلسطينية يتمثل في استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، لأنه إذا نجحنا في إعادة تشكيل القيادة، واستعادة زمام الفعل النضالي المؤثر، سننجح في إنهاء الانقسام.

وشدد رئيس حماس في الخارج على أن غزة رغم حصارها الظالم تعيش مقاومة بطلة، في حين أن الضفة مثقلة بالتنسيق الأمني، مبينًا أن الجميع تحت الاحتلال، لكن غزة بدون استيطان، بدليل أنها صنعت مقاومة عظيمة.

وأوضح مشعل أن الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية يعبد الطريق لإعادة بنائها من جديد، واستيعاب القوى والفصائل كافة، وقد عقدت من أجل ذلك اجتماعات متفرقة، لكنها لم تستمر للأسف، لاعتبارات تخص مخاوف بعض الأطراف.

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل