تجمع العلماء المسلمين يقيم لقاء علمائي في ذكرى وعد بلفور المشؤوم

الثلاثاء 02 تشرين الثاني , 2021 05:22 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

في ذكرى وعد بلفور أقام تجمع العلماء المسلمين لقاءً علمائياً استنكاراً وشجباً لهذا الوعد المشؤوم، حضره أعضاء المجلس المركزي، وألقى في هذه المناسبة رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله الكلمة التالية:

نجتمع اليوم في ذكرى مشؤومة في تاريخ أمتنا الإسلامية والعربية كانت سبباً لمآسينا منذ حصولها وهي ذكرى الوعد المشؤوم الذي أعطته حكومة بريطانيا إلى اللورد روتشيلد في الثاني من تشرين الثاني من العام 1917 والذي اصطلح على تسميته بوعد بلفور نسبة إلى وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت أرثر جيمس بلفور.
بالرجوع إلى نص هذا الوعد المشؤوم نجد أن النص يتضمن العبارة التالية:" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي وسنبذل غاية جهدنا لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
أوردت هذا النص لأثبت أن الإنكليز كانوا يعرفون أن هذه الأرض ليست لليهود وأنهم سيجلبون إليها اليهود باعتبارهم مساكين لا أرض لهم، وبالتالي فإن الغاصب لفلسطين في الأساس هو الاستعمار والاستكبار البريطاني، وعليه يحق لأهل فلسطين والعالم الإسلامي أن يلاحق الدولة البريطانية قانونياً أمام كل المؤسسات الدولية، وهذا وإن لم يكن طبعاً سبيلاً لتحرير فلسطين، وهو أيضاً لن يكون سبيلاً لإدانة بريطانيا إلا أنه سيكون بالضرورة تسجيلاً للجريمة العظمى التي ارتكبتها بريطانيا في أمتنا إن لجهة الملايين المهجرة الآن من أرضها، أو لجهة الأملاك المسلوبة، أو لجهة الكم الهائل من الشهداء الذين ارتقوا في سبيل تحرير فلسطين.
يجب أن لا ننسى أيضاً الخيانة العظمى التي ارتكبت في العالم الإسلامي من دولة كبرى وحاضرة إسلامية مهمة وهي المملكة العربية السعودية التي أعطت وعداً بلسان ملكها وقتها عبد العزيز للمندوب البريطاني برسي كوكس يقول فيها:"أنا السلطان عبد العزيز آل سعود أقر وأعترف ألف مرة  للسير برسي كوكس لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة".
ومنذ ذلك الوقت عملت المخابرات البريطانية وعملائها من حكام العالم العربي على ضرب البنية الأساسية لقوة المسلمين والعرب من خلال إدخالهم في حروب جانبية ( حرب اليمن) مصر والسعودية أو ضرب الثورة الفلسطينية (أيلول الأسود) في الأردن أضف إلى ذلك الهزائم المتكررة للجيوش العربية تحت عناوين النكبة والنكسة حتى بات يدور في خلد كل عربي ومسلم أن جيش الصهاينة هو جيش لا يقهر، وجاءت المقاومة التي كانت كقمر يعكس نور الشمس التي بزغت من إيران لتهزم هذا الجيش وتحطم أسطورته.
هذا المشهد يتكرر اليوم من خلال الحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية على اليمن والتي أدت إلى الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير كامل للبنى التحتية، كل ذلك لأن هذا الشعب رفض أن يكون تحت وصاية أي دولة وأنه يسعى للحرية والسيادة والاستقلال، هذه العناوين الثلاثة التي تستغلها الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط أنظمة في عالمنا العربي لأنها ترفض الإذعان لإملاءاتها هي نفسها مرفوضة منها في اليمن.
ونشهد اليوم أيضاً هجمة على لبنان المقاومة من قبل مملكة الشر السعودية لإسقاط لبنان لأنه رفض أن يدخل في صفقة القرن، ولأنه واجه التطبيع، ولأنه رفض توطين الفلسطينيين للإجهاز على القضية الفلسطينية، ويصر على عودة النازحين السوريين فاتخذت من كلمات قالها الوزير الوطني الشريف والشهم جورج قرداحي، قالها قبله أكثر من مسؤول غيره بنفس النص بل وفي معانٍ أشد لتشن حرباً على لبنان وشعبه، وفضح وزير خارجيتها بالأمس حقيقة الأمر بأن قال أن المسألة ليست موضوع تصريح الوزير جورج قرداحي بل في سيطرة حزب الله على مفاصل السياسة في لبنان.
أيها السادة العلماء في هذا اللقاء الكريم يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نؤكد على ما يلي:
أولاً: هذه الأرض التي اسمها فلسطين ليست ملكاً لبريطانيا لتعطيها لمن تشاء وكل حكام العرب لا يملكون أن يتنازلوا عن شبر من أرضها وهي ملك للمسلمين حتى قيام الساعة وسيحررونها بإذن الله تعالى.

ثانياً: ندعو لإقامة دعوى من الشعب والمؤسسات المدنية الفلسطينية على بريطانيا للجريمة التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين بتمكين اليهود من احتلالها وبالتالي على المآسي التي نتجت عن ذلك ومطالبتهم بالتعويضات.

ثالثاً. ندعو الفصائل الفلسطينية كافة لحمل ما تيسر لها من سلاح والعمل على الضغط على العدو الصهيوني للتراجع عن مشاريعه التهويدية وإبقاء شعلة الجهاد متقدة حتى يمن الله على أمتنا بمن يقود جحافلها ويحررها من الصهاينة الغاصبين.

 رابعاً: نؤكد على أن دول الاستكبار العالمي بأجمعها تدين بالولاء للكيان الصهيوني لذا فإن تعليق الآمال على أن يقوموا  بإعطائنا حقوقنا هو من قبيل التمسك بالأوهام.

خامساً: إن كل ما يحصل في العالم العربي والإسلامي اليوم ينطلق من خطة محكمة وضعتها أجهزة المخابرات الصهيوأميركية والتي تستهدف حماية الكيان الصهيوني وإطالة أمد بقائه، وإن سياسات التطبيع التي يعمد إليها بعض الحكام العرب إنما تنطلق من هذه الخطة التي هم فيها مجرد أدوات صغيرة ينفذون أوامر أسيادهم حفاظاً على عروشهم.

سادساً: ندعو الشعب اللبناني للوقوف صفاً واحداً دعماً للوزير جورج قرداحي ونصر على أن لا يستقيل ونرفض أن يُقال، ونعتبر الموقف السعودي والخليجي تدخل سافر في الشأن الداخلي اللبناني يمس السيادة والحرية والاستقلال وهو مرفوض من كل الشعب اللبناني.

سابعاً: نقول للحكام العرب السائرون على نهج التطبيع والاستسلام، حزب الله مكون أساسي في الدولة اللبنانية وإذا ظنوا أنهم بتصرفاتهم الصبيانية الرعناء هذه يمكن أن يدقوا إسفيناً بينه وبين الشعب الذي يحبه من طوائفه كافة، فإنهم واهمون وسيثبت التاريخ أن خيار الشعب اللبناني بالمقاومة هو الخيار الصحيح الذي سيؤدي حتماً لزوال الكيان الصهيوني.

ثامناً: نأمل أن تتكلل مساعي دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في قمة المناخ بالنجاح، وندعوه مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الوزراء للعمل وبسرعة لوضع حلول للخروج من الأزمة المعيشية والاقتصادية التي تحتل اليوم الأولوية بالنسبة للشعب اللبناني.

تاسعاً: ندعو الدول العربية لإلغاء أي اتفاقيات معقودة مع العدو الصهيوني وإذا ما لم تقم الحكومات بهذا العمل ندعو الشعوب للضغط على حكوماتها لفرض ذلك عليها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل