الثبات ـ لبنان

عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي وتدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنه البيان التالي:
تستمر القرارات التي تتخذها الحكومة بالتعاون والتنسيق مع مصرف لبنان في إرهاق المواطنين بزيادة الأسعار من خلال رفع الدعم عن السلع الأساسية والضرورية والتي كان يُقال أنها لن تشمل الدواء، ثم قيل بعد رفعه عن بعض الأدوية أنها لن تشمل الأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة، فإذا بنا نصل إلى رفع دعم جزئي عن هذه الأدوية مقدمة بحسب السياق العام إلى رفع كامل، ما يهدد صحة المواطن الذي بات غير قادر على الحصول على الدواء الضروري لاستمراره بالحياة. وبعد أن وعدت الحكومة بأن رفع الدعم لن يحصل قبل إقرار البطاقة التمويلية فإذا بها لا تصدرها ولا نعرف متى ستصدر خاصة بعد ربط ذلك بالتوافق مع الجهات المانحة التي يظهر أنها لن تقدم شيئاً قبل الثقة بأن هذه الأموال لن تذهب للصوص الذين اعتدوا على المال العام وسببوا إفلاس البلد، وهذا لن يحصل إلا من خلال الاستقرار الحكومي الذي يتعرض لهزات متتالية ناتجة عن التدخلات الأجنبية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على استغلال القضاء عبر القاضي طارق البيطار لأخذ ملف تفجير المرفأ بالاتجاه الخاطئ فيفلت المجرم من العقاب وهو الذي أحضر هذه المواد بالتعاون مع المخابرات الأمريكية لاستعمالها في سوريا ولبنان بعمليات إرهابية، ولأنهم لا يريدون أن يفتضح أمرهم أخذوا الملف باتجاه التقصير الوظيفي الذي لم يكن شاملاً بل استنسابياً وانتقامياً يطال فئة محددة ويُعرض عن أخرى، وبنفس الوقت يعتمد سياسة الكيل بمكيالين فيترك ملاحقة القضاة المسؤولين عن إقرار إدخال النيترات للمرفأ بحجة أن لهم جهة قضائية خاصة بملاحقتهم ويلاحق وزراء ورؤساء علماً أن الدستور يحصر ملاحقتهم بمجلس محدد، كل ذلك أثار الارتياب المشروع به ولكن يظهر أن الضغوط الخارجية وخاصة الأمريكية هي الأقوى وتستطيع فعل ما تريد.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام الواقع الذي يمر به البلد والمنطقة وبعد مناقشة هذه المسائل في المجلس المركزي نعلن ما يلي: 

 أولاً:  ندعو الحكومة اللبنانية لإطلاق البطاقة التمويلية فوراً ولو بتمويلها من الأموال التي حصلت عليها من صندوق النقد الدولي لأن الوضع الكارثي سيولد الانفجار الذي ستكون عواقبه وخيمة على الوطن والمواطنين، ويدعو تجمع العلماء المسلمين الحكومة لإعادة النظر في مسألة رفع الدعم عن الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة وإعطاء الأموال اللازمة لصندوق الضمان الاجتماعي الذي أصبح له بحسب معلوماتنا أكثر من سنة لم يصرف قرشاً واحداً للمواطنين.

ثانياً: يشكر تجمع العلماء المسلمين الحكومة العراقية على مصادقتها على إمداد لبنان بخمسمائة ألف طن من زيت الغاز لتوليد الكهرباء وندعو الدولة اللبنانية لفتح مسارات أخرى لمساعدات يمكن أن تقدم لنا من بلدان عرضت علينا المساعدة لكن لم تحصل بسبب الحظر الأمريكي الجائر.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام دولة الكويت بإيقاف إمدادات الجمعيات الخيرية الكويتية للشعب اللبناني المستضعف والتي تذهب في غالبيتها للفقراء والأيتام والمستضعفين، هذا التصرف الذي لم نكن نعهده سابقاً من الكويت  التي لها أيادٍ بيضاء في مساعدة اللبنانيين وندعوها لإعادة النظر في هذا القرار.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على إطلاق صاروخين على جنوب دمشق استهدفا مبنىً مهجوراً واستطاعت قوى الدفاع الجوي التابعة للجيش العربي السوري البطل إسقاط احدهما، وندعو مرة أخرى لتثبيت معادلة ردع العدو الصهيوني من خلال الرد على القصف بالقصف باعتباره اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.