لماذا تصدرت "خلية نابلس" قائمة المطلوبين؟

الجمعة 11 شباط , 2022 09:38 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

 نفّذت سلطات الاحتلال الثلاثاء الماضي عملية اغتيال كبيرة لم تشهد الضفة الغربية المحتلّة مثلها منذ 13 عاماً، أدت إلى استشهاد المطارَدين أدهم مبروكة ومحمد الدخيل و أشرف المبسلط، في محاولة لتوجيه ضربة قاسمة إلى خلية تتبع "كتائب شهداء الأقصى" في نابلس.

"الضربة الثلاثية" رفعت منسوب التصعيد الميداني، ليمتدّ من نابلس إلى جنين وشمال الضفة مروراً بضواحي القدس، ووصولاً إلى الحدود الشرقية في قطاع غزة، وسط توقّعات  باستمرار التصعيد في الأيام المقبلة.

تقول مصادر مطلعة، إن طريقة الاغتيال ألهبت الشارع الفلسطيني، بعدما أحدثت صدمة لديه كونها مفاجئة وقاسية، والأولى من نوعها منذ العام 2009 في نابلس، إذ أن آخر اغتيال مماثل وقع في البلدة القديمة في المدينة، واستهدف الشهداء: غسان أبو شرخ، عنان صبح، ورائد السركجي.

وعلى رغم أن هكذا عمليات تنفّذها سلطات العدو عادةً بحق المقاومين الذين قتلوا أو أصابوا "إسرائيليين"، إلّا أن هذه "الخلية النابلسية" لم تسفر عملياتها عن قتلى أو إصابات، لكن هناك أسباباً أخرى جعلتها تتصدّر قائمة المستهدَفين والمطلوبين للاغتيال، وأبرز تلك الأسباب: تميُّزها بعمليات إطلاق النار المتتالية باتجاه حواجز جيش العدو وآلياته، إضافة إلى تشكيلها حالة جديدة من "التنظيم المحلي المتميّز"، وإصرار المطارَدين فيها على عدم تسليم أنفسهم وتحدّي كلّ المكالمات "الإسرائيلية" المطالِبة إيّاهم وعائلاتهم بذلك.

وكانت أعلنت الخلية عن انطلاقتها بشكل غير رسمي، من خلال بيان عسكري وعرض مسلّح إبان معركة "سيف القدس" في شهر أيار الماضي، وتركّزت نشاطاتها في البداية على إطلاق النار تجاه نقاط وأبراج عسكرية محيطة بمدينة نابلس، من بينها نقطة عسكرية "إسرائيلية" على جبل جرزيم، ثمّ امتدّت لتصل إلى حاجز حوارة، ووثّقت الخلية بعض عملياتها بجرأة، حيث كان المقاومون يترجّلون من مركبة، ويطلقون النار باتجاه الهدف "الإسرائيلي"، ثمّ ينسحبون فوراً.

وبحسب المصادر، فإن مقاومين من الخلية نفسها أطلقوا النار تجاه جيش العدو عدّة مرّات خلال اقتحامات مدينة نابلس، لتُسجَّل أبرز هذه الاشتباكات في محيط البلدة القديمة ليلاً، وفي شارع عصيرة عصراً عند اعتقال قوة خاصة "إسرائيلية" لقائد الخلية، الأسير عبد الحكيم شاهين، قبل أشهر.

من جهتها، تَذكر "القناة 12" العبرية أن التحقيقات "الإسرائيلية" كشفت أن عدد عناصر الخلية ثمانية، وأنهم خطّطوا لتنفيذ عمليات جديدة، واحدة منها في يوم اغتيال الشهداء الثلاثة. وقد نجا من عملية الاغتيال المطارَد إبراهيم النابلسي، حيث لم يكن موجوداً في مركبة "سيات"، ليَظهر ممتشقاً بندقيته في تشييع رفاقه الثلاثة، وتهتف الجماهير الغاضبة تحيةً له بـ:"يا نابلسي إحنا معك"، وهو ما علّقت عليه "القناة 12" بأن "النابلسي تحدّى الجيش الذي يبحث عنه بمشاركته في جنازة أصدقائه الثلاثة".

ومع نجاة النابلسي من الاغتيال، وظهور عدد من أفراد الخلية الآخرين إلى جانبه بشكل علني، يبدو أن "الحساب لم يغلق كاملاً"، سواء من جانب العدو "الإسرائيلي" أو من المقاومين، إذ إن الميدان يشي باستمرار عمليات إطلاق النار الخاطفة ضدّ "الإسرائيليين" في نابلس ومحيطها على الأقلّ خلال الأيام المقبلة، كما أن جبهة جنين تغلي تحت الرماد مع القرار "الإسرائيلي" بهدم منازل منفّذي عملية "حومش" في بلدة السيلة الحارثية، حيث يتجهّز الشبان والمقاومون لصدّ عملية الاقتحام والهدم، فضلاً عن أن التسلسل التاريخي أثبت أن تراكمية الأحداث الساخنة تدفع دائماً باتجاه التصعيد، وتطرد الهدوء النسبي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل