مدرسة بوتين في الحرب

الخميس 10 آذار , 2022 10:50 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

مع العروض التاريخية الناضجة، والتحليلات الهادئة المتوازنة، وغير المتوازنة، من هنا وهناك، ومع ثقة الجميع، أو تسليمهم، بانتصار موسكو في اوكرانيا.. الا ان الكثيرين، من الطرفين، يتحدثون عن الخطأ في الحسابات، واستعجال السيطرة على كل البلاد، واستفقاد المناصرين لروسيا في أوكرانيا.. وصولا إلى استعجال الحرب العالمية.. 
لقد غيب عن هذه التحليلات السياسية العسكرية تحليل جغرافي وعملاني قد يكون في حسبان الروس، أو قد لا يكون، ومن عناصر ذلك:
١- أهمية السيطرة على المدى الجغرافي الحيوي شبه الدائري الممتد من الجنوب والشرق والشمال تاركا الغرب من منظور استراتيجي..
٢- ترك الغرب الاوكراني بابا لهرب النازحين والقيادتين السياسية والعسكرية المتورطتين بالعلاقة مع الخصم الرئيسي، الناتو.
٣- ترك الغرب الاوكراني لاستدراج الخصم، الناتو، إلى ساحة النزال الأوكرانية الداخلية، بدل الوصول بالجيش إلى غرب أوكرانيا على حدود حلف الأطلسي مباشرة.
ان هذا الفراغ المتروك يسمح لروسيا اصطياد كل المتدخلين من متطوعين وحلفاء وغيرهم وهم ضعفاء القوة وضعاف الحجة بالتدخل..
٤- أن هذا الفراغ المتروك يسمح للقوات المهاجمة بالاحتفاظ بقوتها مجتمعة ومتقاربة وقريبة من خطوط الدعم والاسناد والتموين الخلفية.. لأن الانتشار في كل الجغرافيا الأوكرانية يحتاج، ربما، ثلاثة أضعاف القوات المتحركة الآن. ويسهل ضربها واستفرادها وحصارها.. 
٥- اخيرا، لا بد من التذكير بامرين:
أ- في العقيدة العسكرية الروسية:  التحرك ببطء أو نظرية المحدلة.
ب- الهدف الروسي المعلن: الرغبة باستسلام حكومة أوكرانيا ورضوخها للمطالب الروسية، ما ظهر من دعوتها للحوار في روسيا واليوم في تركيا، وليس إسقاطها ولا تشكيل حكومة بديلة وهذا الأخير ما يحاول الغرب إغراء الروس به عندما يتحدثون عن حكومة منفى أوكرانية، بينما لم يحاول الروس استهداف اي من القيادات السياسية والعسكرية، بل يتركون لهم حرية التواجد في كييف وسائر المدن ويكتفون بالضغط والحصار الجزئي.
انها الحرب!
وفي كل حرب دروس جديدة، وربما مدرسة جديدة، لا نستغرب أن تسمى: مدرسة بوتين.

 

د. مصطفى سليمان 

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل