تصاعد المقاومة بالضفة والقدس.. كابوس يخشاه الاحتلال وقادته

الثلاثاء 13 كانون الأول , 2022 01:22 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

في مختلف محطات المقاومة كان للضفة الغربية المحتلة دور أساسي في تطور المقاومة وتصاعدها، رغم ما مرت به من سنين التآمر والقمع ومحاولات الوأد المتكررة من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.

وتمر اليوم الذكرى الخامسة والثلاثون على انطلاقة حركة حماس متزامنة، مع تصاعد غير مسبوق للمقاومة في الضفة والقدس، ما يُنبئ بمرحلة جديدة تُسيء فيها المقاومة وجه الاحتلال، وتقترب من يوم التحرير المنتظر.

عمل منظم

كان لمعركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة دفاعًا عن القدس وأهلها في مايو 2021م دور رئيس في التأسيس لهذه المرحلة التي تشهد فيها الضفة اليوم حالة متصاعدة من المقاومة، والتي كشفت لأبطال الضفة أن هذا الاحتلال يمكن التفوّق عليه بأبسط الأدوات والإمكانات.

فخلال العام الجاري أخذت أعمال المقاومة في الضفة والقدس بُعداً آخر حين بدت أكثر تنظيمًا مع ظهور بعض المقاومين في مدن مختلفة من الضفة، والتي كان أشهرها مجموعة عرين الأسود وكتيبة بلاطة وكتيبة جنين وغيرها من المجموعات، والتي تعد امتدادًا لحالة المقاومة المستمرة في الضفة منذ سنوات.

نفذت هذه المجموعات عشرات العمليات المخطط لها مسبقًا، وأدت إلى مقتل وإصابات العشرات من جنود الاحتلال، الأمر الذي يُظهر قدرة مقاومة الضفة على امتلاك زمام المبادرة ومفاجأة العدو، واستمرارها في عملياتها البطولية حتى تمتد إلى كامل جغرافية الضفة الغربية.

 

نقطة صفر

وبرز خلال العمليات التي نفذتها مقاومة الضفة والقدس خلال الأشهر والسنوات الماضية اتباع أسلوب القتال من نقطة صفر، والذي أسس له الشهيد القائد عماد عقل قبل نحو ثلاثة عقود عبر عملياته التي امتدت من غزة إلى الضفة، وأدت إلى مقتل 15 جنديًا وإصابة العشرات، فالشباب الثائرون في الضفة والقدس ينفذون عمليات طعن ودهس ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه ردًا على جرائم المحتل المتواصلة بحق القدس والمسجد الأقصى وقتل الشباب والانتهاكات في الضفة الغربية.

وأظهرت عملية الشهيد عدي التميمي التي نفذها ضد جنود الاحتلال على حاجز شعفاط وأدت إلى مقتل مجندة وإصابة آخر بجراح خطيرة هشاشة جيش الاحتلال وعدم قدرته على التعامل الميداني مع أي عمل مقاوم، كما ظهر ذلك أيضًا في عملية الشهيد محمد الجعبري والتي نفذها في مستوطنة كريات أربع وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين.

وفي القدس برز الشيخ الشهيد فادي أبو شخيدم كأحد رواد مدرسة القتال من مسافة صفر، حين نفذ عملية إطلاق نار قرب باب السلسلة في المسجد الأقصى وأدت إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة أخرين بجروح خطيرة.

العمل الفردي

إلى جانب إبداع المقاومة المنظم وعملياتها المتكررة والمخطط لها جيداً، نفذ أبطال الضفة والقدس خلال العام الجاري مئات عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار على جنود الاحتلال ومواقعه وحواجزه العسكرية، وشهد العام الحالي تصاعدًا غير مسبوق في نوعية هذه العمليات وعددها.

فقبل أقل من شهر من الآن نفذ الشهيد المجاهد محمد صوف عملية طعن في مستوطنة "أرئيل" - المقامة على أراضي مدينة سلفيت- وكانت غاية في الإتقان حيث تمكن من قتل 3 مستوطنين وإصابة عدد آخر، وهو ما أظهر تطور العمليات الفردية وحرص المنفذين على تصويب الأخطاء من العمليات السابقة وتنفيذ عمليات أكثر اتقانًا وإبداعًا، وإيلامًا للعدو وقادته.

 

العمق في دائرة الاستهداف

لم يحصر أبناء الضفة والقدس مقاومتهم ضد المحتل في محيط وجودهم فقط، بل حرصوا على تنفيذ عمليات أكثر إثخانًا وتأثيرًا في جيش الاحتلال وحكومته، فلجأوا إلى العمق الصهيوني المكان التي يفتخر قادة الاحتلال بأنه الأكثر أمنًا وهدوءًا، ليضربوا نظريته الأمنية في مقتل.

ففي الثاني والعشرين من مارس الماضي نفذ الشهيد محمد أبو القيعان عمليةً مزدوجةً "دهس وطعن" في بئر السبع أدت إلى مقتل 4 مستوطنين وإصابة اثنين آخرين، وبعدها بأيام نفذ الأسيران البطلان محمد وخالد مخامرة عملية إطلاق نار في تل أبيب أدت إلى مقتل 4 صهاينة وإصابة 6 آخرين.

وتوالت العمليات البطولية، فبعدها بيومين فقط نفذ الشهيد ضياء حمارشة عملية بني براك البطولية والتي أدت إلى مقتل 5 مستوطنين وإصابة آخرين، وكانت هذه العمليات مقدمةً لعمليات لاحقة كان أشهرها عملية ديزنكوف البطولية التي نفذها الاستشهادي رعد خازم وأدت إلى مقتل 3 صهاينة وإصابة 16 آخرين.

 

احتضان للمقاومة

وخلال الفترة الماضية حظيت المقاومة والمقاومون في الضفة باحتضان شعبي كبير، إلى جانب انحياز الوجدان الشعبي بشكل كبير لمشروع المقاومة في الضفة، ويظهر ذلك جلياً عندما كشف فيها أبناء شعبنا الفلسطيني الوحدات الخاصة حماية لظهر المقاومين وإسناد لهم.

وظهرت مظاهر التلاحم الحقيقي بين المقاومين وحاضنتهم الشعبية في الاستجابة الشعبية الواسعة والسريعة لدعوات عرين الأسود في العصيان المدني، وإشعال الإطارات والتكبير مرارًا وتكرارًا، وامتد ذلك إلى مدن مختلفة في الضفة الغربية، وكذلك في إيواء المطاردين وحمايتهم من قوات الاحتلال كما يحدث اليوم مع عشرات المطاردين في الضفة.

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل