في الذكرى الـ48 للحرب الأهلية في لبنان: ما الأسباب التي أدت إلى اندلاعها وكيف نتفادى وقوعها من جديد؟

الخميس 13 نيسان , 2023 01:51 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

الثالث عشر من نيسان عام 1975، تاريخٌ مشؤومٌ في ذاكرةِ اللبنانيين لا تزال مفاعيله حتى يومنا هذا نتيجة التبعات المؤلمة التي أدخلت الوطن في مرحلة جديدة من الأزمات على المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية، ووضعت البلاد في دائرة التهديد الحقيقي، ثمان واربعون سنةً مرّت والبعضُ في لبنان لا يزال يستخدم اللغة ذاتها التي أدت الى اندلاع الحرب الاهلية من دون ان يتعظ من تجارب الماضي الأليم فيما المطلوب الابتعادُ عن الأسباب التي أدت الى اندلاع الحرب وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابو زيد، الذي يعتبر أن من يراقب المشهد اللبناني بدقة يلاحظ  أن نفس أسباب الحرب الأهلية تتكرر، مبدياً تخوّفه من أن تؤدّي إلى نفس النتائج.

ولفت أبو زيد إلى أنه لاندلاع الحرب في تلك الفترة تجمّعت مجموعة أسباب منها الوضع الإقتصادي الإجتماعي المتردّي، عجز النظام السياسي عن حلّ المشاكل، ناهيك عن تفاقم المذهبية والطائفية، بالإضافة إلى عوامل إقليمية ودولية منها المطامع "الإسرائيلية" والوجود الفلسطيني، مؤكّدا أن هذه الأسباب ما تزال موجودة ، حيث أن لبنان بعد كل هذه الأحداث يعاني من مشاكل إقتصادية واجتماعية متفاقمة قد تؤدّي الى إنفجار إجتماعي، إضافة إلى عجز للنظام السياسي عن إيجاد حلول، ناهيك عن تداخل إقليمي ودولي يؤثر على الوضع في  البلد، وكذلك المطامع "الإسرائيلية" الثابتة.

وأمام هذا الواقع، يرى أبو زيد أن الأمر يتطلب وجودَ جبهة وطنية للحفاظ على السلم الاهلي في لبنان، مشيراً  إلى أنه بعد مرور ثمانٍ وأربعين سنة على الحرب الأهلية المشؤومة، مطلوب من اللبنانيين الحريصين على وحدة لبنان ومستقبله، أن يسعوا إلى قيام جبهة حقيقية لحماية المقاومة والتغيير، لأن لبنان من دون مواجهة حقيقية للمشاريع الصهيونية والأمريكية بحسب أبو زيد لن يستطيع أن يستمر كدولة وككيان مستقل، مضيفاً إن هذا الوضع لم يعد قادراً على حماية الوحدة الوطنية وعلى صيانة وحدة لبنان، مطالباً بنظام جديد يحقق العدالة والمساواة بين الجميع.

اسبابٌ عدة ساهمت في اندلاع الحرب الاهلية في لبنان في الثالث عشر من نيسان من العام خمسة وسبعين، أدّت إلى نتائج كارثية على المستويات البشرية والاقتصادية والأمنية لا يزال لبنان يعاني من ويلاتها، وأمام هذا الواقع يبقى على أصحاب اللغة التحريضية والفتنوية والطائفية الاتعاظ من الماضي الأليم والسعي لبناء وطنٍ يخلق الثقة بين المواطنين والدولة ويقبت مبادئ الأمن والاستقرار في لبنان.

 

المصدر: إذاعة النور


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل