اكتشاف أقدم آلات نفخ في الشرق الأدنى

السبت 10 حزيران , 2023 09:27 توقيت بيروت منــوّعــــات

الثبات ـ منوعات

اكتشف علماء آثار أقدم أدوات نفخ في الشرق الأدنى، وهي مزامير صغيرة استُخدمت قبل أكثر من 12 ألف عام لتقليد صوت نوع من الطيور الجارحة كان له دور رئيسي في ثقافة محلية.


وقد اكتشف عالم الآثار لوران دافان العام الماضي أن سبع قطع تم نبشها قبل سنوات، أقدمها في عام 1998، كانت في الواقع من آلات النفخ.


و"كانت عظام طيور، مرتّبة على هذا النحو بعد التنقيب، من بين آلاف أخرى"، وفق دافان الذي حللها لكشف أسرارها.


وحصل الاكتشاف في عين ملاحة، وهو موقع أثري في شمال إسرائيل الحالية استضاف الثقافة النطوفية قبل 12 ألف عام إلى 15 ألفاً.


ويقول الباحث الملحق بالجامعة العبرية في القدس لوران دافان، وهو المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت نتائجها الخميس مجلة "نيتشر ساينتيفيك ريبورتس" مع خوسيه ميغيل تيخيرو من جامعة فيينا، إن "الإنسان العاقل كان دائماً متحركاً. وقد أحدث الصيادون وقاطفو الثمار من هذه الثقافة تغييراً كبيراً عندما انتقلوا إلى حالة الاستقرار".


كان يمكن بسهولة تجاهل العظْمة الصغيرة، المأخوذة من جناح دجاجة مائية، إذ يقل طولها عن عشرة سنتيمترات، كما أنها مثقوبة بفتحات صغيرة يصعب تمييزها على القناة التي يقل قطرها عن نصف سنتيمتر.


وكان لدى الحرفيين "فكرة معينة عن الصوتيات"، وقد فهموا أنه "كلما كان مجرى الهواء ضيقاً، زادت حدة الصوت"، كما يقول عالم الآثار. ونتيجة لذلك، عند النفخ في القطعة، يصدر ما يشبه "أصوات طيور جارحة".


للتأكد من ذلك، أنجز الباحثون في مختبر نانت للطب البيطري، نسخة طبق الأصل من مزامير عين ملاحة باستخدام عظم من جناح البط، جرى صنعه باستخدام الصوان. وقارنوا الصوت الناتج مع أكثر من ستين نوعاً من الطيور التي كان يصطادها النطوفيون وتم العثور على بقاياها في الموقع.


ويقول دافان إن "التحليل الطيفي تطابق تماماً مع تحليل الصقور".
ويشير العالم إلى أن هذا أقدم اكتشاف معروف حتى اليوم لأداة تقلّد صوت طير.


كان للجوارح التي جرى تحديدها دور مهم في ثقافة النطوفيين، إذ كان هؤلاء يستخدمون مخالبها للزخرفة. هذه الفرضية مدعومة باكتشاف تماثيل طيور من الطين، واحد منها على الأقل يمثل بوضوح طائراً جارحاً (ستكون هذه الأعمال موضوع منشور علمي).


قد تكون المزامير استُخدمت كأشراك خداعية لاصطياد هذه الطيور، لكنّ الباحثين لاحظوا أن الموقع يحتوي على القليل من بقايا هذه الطيور. ومن الصعب للغاية إثبات فرضية استخدامها للصقارة.


وتبقى فرضية "إدماجها في الممارسات الموسيقية، وهذا شيء لدينا الكثير من الأمثلة عنه في الإثنوغرافيا (وصف الأعراق البشرية)"، بحسب لوران دافان. ومن الأمثلة على ذلك هنود السهول الذين لا يزالون يعيشون حتى اليوم في الولايات المتحدة، والذين يستخدمون المزامير المصنوعة من عظام النسور في الاحتفالات.


هذه أيضاً الحال، على سبيل المثال، "في بابوا غينيا الجديدة حيث يتم تضمين أغاني طيور الغابات في الاحتفالات"، وفق عالم الآثار.


ومن شأن "اكتشاف" هذه الأدوات في عين ملاحة أن يدفع إلى إعادة فحص مجموعات العظام الأخرى في المنطقة.


ويخلص الباحث إلى أنه "من المحتمل جداً أن نجدها في أماكن أخرى من الشرق الأدنى".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل