التآكل ... والصبر على الانتصار

الثلاثاء 29 آب , 2023 10:46 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

 التآكل من الداخل هي نظرية أحد الخبثاء ممن يُخططون في الإدارة الأميركية للبلدان التي لا تستطيع أميركا هزيمتها، فتُهزم في حربها معها، وتُجاريها في ذلك بعض العواصم الغربية، وحتى المنظومة المالية العالمية.

من هذه البلدان المستهدفة لبنان وحتى سوريا وغيرها، مع الأسف أغلب الطبقة السياسية الحاكمة والخاضعة عندنا فعلياً في لبنان لا زالت مُلتزمة بالكامل ومطواعة للهيمنة الغربية، وتحديداً لأمريكا، في نظامه المالي وصولاً إلى كافة مؤسساته المتنوعة، إلى علاقاته الاقتصادية والاستثمارية وغيرها، فبرغم قوة المقاومة وحلفائها والقوى الحيّة في لبنان حتى الآن لم تستطع تجيير هذه القوّة في إقامة أو قبول عروض مشرقية لمشاريع استثمارية تُنقذ لبنان من حالة الانهيار التي يعيشها، ولا حتى قبول هبات في أغلب الأحيان، وأمّا المقولة التي يُرددها سياسيون وأحزاب حتى رجال دين "إن لبنان محكوم بقوة السلاح من جهة واحدة معلومة" فهي كذبة سخيفة باتت لا تنطلي على عاقل.
إلى متى سيستمر هذا الحال في لبنان بعد الانهيار المالي والاقتصادي الذي وصل إليه بسبب السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة والفاسدة؟، وتحت عين الحاكم المالي السابق؛ شريك الطبقة السياسية الحاكمة طيلة العقود الثلاثة الماضية في لبنان، والمُحصّن هذا الحاكم بصلاحيات مفروضة من النظام المالي العالمي المُهيمَن عليه من منظومة معروفة ومعلومة حصّنته بأوسمة لم ينلْها أي حاكم مالي في العالم، نتيجة دوره في تبديد - وحسب تقارير صحفهم المعروفة عالمياً - حوالي 800 مليار دولار في 30 عاماً، منها ودائع لبنانيين وغيرهم.. فهل بهذه النظرية الخبيثة التآكل من الداخل يبقى مواطن في البلدان المُستهدفة منها لبنان يحب أو يعتبر الغرب وعلى رأسه أمريكا هو مصدر الحضارة والازدهار والحياة.
 إنّ هذه الخطط الخبيثة لابد أنها آيلة للسقوط، بسبب الشر المستبطن بها بفضل وعي ومراقبة وتحدي القوى الحيّة في مجتمعنا المقاوم والمحرر والمدافع والحامي والحريص على مستقبل الأجيال الصاعدة، والاستفادة من ثروات بلده الواعدة وكذلك الشخصيات والأقلام الحرة في المجتمع المدني الواعي لهذه الأهداف والمخططات الشريرة.
 إنّ روعة الحياة أن يكون الوطن والمواطن حراً لا عبداً ولا مُرتهناً لأي دولة أو قوة خارجية مهما كانت.

 

إبراهيم سكيكي

 

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل