عاصفة دانيال في ليبيا.. مخاطر صحية وبيئية تحدق بالناجين في درنة

السبت 16 أيلول , 2023 09:27 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

لا تزال الأوضاع في مناطق شرقي ليبيا المنكوبة مأساوية بعد نحو أسبوع على وقوع الفيضانات والسيول، خصوصاً في مدينة درنة التي شهدت انهيار سد وادي درنة، حيث جرفت المياه مساحات واسعة من وسط المدينة، وخلفت آلاف القتلى والمفقودين. قتلى بلغ عددهم بحسب ما أعلن الهلال الأحمر الليبي ، 11300 شخص.

وتسعى فرق البحث والإنقاذ إلى الانتهاء من انتشال جثث الضحايا في درنة ، والأمر مشابه تقريباً على طول ساحل المتوسط، حيث قذفت أمواج البحر مئات من الجثث.

في السياق أعلن النائب العام في ليبيا، الصديق الصور، مباشرة التحقيقات في انهيار السدين في مدينة درنة إثر إعصار "دانيال"، لمعرفة ما إذا كان يشوب القضية فساد أو إهمال أو تقصير.

وأكد مسؤولون محليون حاجة المدينة الملحة إلى أكياس الجثث في ظل انتشال الآلاف منها، إذ اضطروا في حالات عدة إلى وضع الجثامين في بطاطين أو لفها في أقمشة عادية داخل مراكز التجميع بسبب النقص الحاد في أكياس الجثث، ونقلها في الأوعية ذاتها لدفنها في مقابر تقع على مسافات بعيدة نسبياً خارج المدينة أو على أطرافها.

ويؤكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض (حكومي)، حيدر السائح، وصول فرق المركز إلى مناطق شرقي ليبيا بهدف مواجهة الأوضاع الطارئة، وتلبية الاحتياجات الصحية للمتضررين، معتبراً أن "إخلاء مدينة درنة من سكانها بات إجراء ضرورياً بسبب المخاطر المحدقة بصحتهم من جراء التداعيات التي يمكن أن يسببها تحلل الجثث، ومخلفات السيول بمختلف أشكالها".

وشدد في مقابلة صحفية، على أهمية تأمين مصادر آمنة لمياه الشرب بعد تسرب مياه الفيضانات إلى شبكات المياه وإلى الآبار الجوفية في المنازل، ما يجعل مياهها غير صالحة للشرب. جرفت الفيضانات المخلفات والقمامة وبقايا جثث الحيوانات النافقة، وتسربت كميات كبيرة منها إلى شبكات المياه، علاوة على اختلاط مياه شبكات الصرف الصحي مع شبكات مياه الشرب".

من جهته، يؤكد المسعف المتطوع ضمن الفريق الطبي بدرنة عون بلحسن أن فرق المركز الوطني لمكافحة الأمراض لم تصل إلى مدينة درنة، رغم أنها الأكثر تضرراً بين مدن شرقي البلاد، ويوضح، أن "إمدادات دوائية بدأت بالوصول إلى المدينة، لكن التعامل مع الوضع الصحي لا يزال قائماً على جهود المتطوعين الذين يدعمون عددا محدودا من الأطباء الموجودين داخل المدينة، وتحديداً في مستوصف شيحا، وهو المرفق الصحي الوحيد الذي يعمل حالياً".

وشدد بلحسن على أهمية إطلاق خطط للاستجابة العاجلة للوضع الصحي من خلال إقامة مستشفيات ميدانية داخل المدينة وعلى أطرافها، وكذلك توفير المستلزمات الخاصة بالوقاية لفرق المتطوعين"، ويتابع: "رغم بدء تحلل الجثث، لا يزال المتطوعون يتعاملون معها بالطرق البدائية، وبالتعامل المباشر بالأيدي عند نقلها، ما يجعلهم عرضة للأمراض. هناك تجاوب نسبي يتمثل في وصول كميات من أكياس الجثث، لكن هناك مشكلة في طريقة التعامل مع الجثث، فهناك إصرار من الكثير من الأهالي على تغسيل موتاهم قبل دفنهم، ويتم ذلك بالتعامل المباشر من دون أي مستلزمات احترازية، والتعامل مع جثث بدأت في التحلل، أو متحللة بالفعل، يزيد مخاوف التعرض للأمراض".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل