"لواء احتياط إسرائيلي" يحدّد مكامن الفشل في 7 أكتوبر.. استخبارياً وعملياتياً وقيادياً

الإثنين 22 كانون الثاني , 2024 10:46 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

تحدّث "رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان" سابقاً، اللواء احتياط عاموس مالكا، عن الفشل الاستخباري والعملياتي والقيادي في "إسرائيل" بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مؤكّداً أنّ المؤسّسات الأمنية "الإسرائيلية" عانت أمام "عدم وجود صورة توثق الوضع".

وفي مقالٍ في موقع "إسرائيل هيوم" الإسرائيلي، أكّد مالكا أنّه "منذ صباح يوم السبت (7 أكتوبر) ولمدة 48 ساعة تقريباً، عانت جميع المؤسّسات الأمنية والحكومية من صعوباتٍ وظيفية، ومن عدم وجود صورة موثوقة للوضع، وعدم وجود سيطرة عملياتية، وفجوة رهيبة في حجم القوات".

فشل استخباري

لواء الاحتياط الإسرائيلي أشار إلى أنّ "فشل الاستخبارات العسكرية والشاباك بدأ بمفهوم لم يتم اعتراضه، حتى عندما تزايدت مؤشرات الضرر في كل عناصر الأمن القومي، وحتى عندما أصدرت الاستخبارات وثائق إنذار تشير إلى خطر متزايد".

وبحسب ما تابع مالكا، فإنّه على الرغم من مؤشرات واضحة لدى "إسرائيل" على بناء القوة والمناورات الذي تراكمه حركة حماس، لم يتم إعطاء أي وزن لذلك في تحديد التهديد الذي يجب الاستعداد له، مضيفاً أنّه "أصبح من الواضح أنه كانت هناك مواد استخبارية كافية للتشكيك في صحة التقدير المتساهل، وعلامات واضحة لثقة بالنفس مبالغ فيها. المحذِّرون فشلوا في التحذير".

كذلك، لفت إلى أنّ الاستخبارات التكتيكية لم تغذِّ التقديرات الاستخبارية،  متساءلاً بشأن "كيف لم تصدر الفرقة تحذيراً عاماً، بعد ما سمعناه من جهاز الرصد والتقديرات الاستخبارية للفرقة؟ كيف أنه لم يكن هناك ضابط واحد في أمان والشاباك ينتقد المفهوم أو يكتب إلى رئيس أمان أو يعبر عن رأيه المختلف؟".

وكشف مالكا أنّ "أجهزة الرقابة، والتي تتمثل مهمتها في فحص تقديرات لواء الأبحاث والمبادرة إلى وثائق "العكس هو الصحيح"، لم تقم بدورها أيضاً"، مردفاً بأنّ "حتى وثيقة الرقابة الصادرة قبل أسبوع من الهجوم كانت بسيطة للغاية ومتأخرة جداً، كان على الرقابة أن تتغلب على الإخفاقات قبل ذلك بوقتٍ طويل".

فشل عملياتي

ومن وجهة نظرٍ عملياتية، أكّد مالكا أنّ منطقة غلاف قطاع غزّة لم تكن مستعدةً للدفاع، ولم يتم تضمين سيناريو هجومٍ شامل للمقاومة في أي خطةٍ عملياتية، بحسب اللواء الإسرائيلي، موضحاً أنّ "النظام الدفاعي كان من المفترض أنّ يشمل، على الأقل، خطاً أمامياً مناسباً مع عائق، وخط دفاع ثانٍ مصمم لدعم حالات اختراق الخط الأول، وقوة احتياطية، والتي تفرض جهد صدّ أو هجوم مضاد".

وأشار إلى أنّ "نظام الدفاع لم يتضمن أيا من عناصر العمق في الدفاع، لذلك سمح كل اختراق الخط الأمامي للمخترقين بالتحرك إلى العمق دون إزعاجٍ تقريباً".

كذلك، أكّد مالكا أنّ "التوزيع الفعلي للقوات ونشر قوات استنفار (جوية بشكلٍ أساسي) لم يكونا متوافقين مع أي سيناريو هجوم مُحتمل"، مُضيفاًَ أنّه من الواضح أيضاّ أنّه "لم يتم تنفيذ أي مناورة شاملة في القطاع، تحاكي سيناريو مماثلاً".

وشددّ على أنّ الشلل الوظيفي لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، وقيادة المنطقة الجنوبية خلال اليومين الأولين للهجوم، "يصرخ إلى السماء"، موضحاً أنّه بهذا المعنى، "يبرز الاعتماد على الإنذار"، لافتاً إلى أنه لا يمكن لأي جيش أن يعتمد على يقينٍ مطلق بأنه سيكون هناك إنذار في حال الهجوم، وأنّه من المُفترض "الاستعداد بحيث يتم تحمل أيضاً حالة فشل الإنذار".

فشل القيادة

وأشار مالكا إلى أنّ نتنياهو طرح "المال مقابل الهدوء" كمفهومٍ سياسي وأمني في التعاطي مع حركة حماس، وهو ما استغلته الحركة في رؤيتها (مسار مواجهة إسرائيل)، وإنجاح هجومها.

وأردف متسائلاً: "هل كان من السذاجة افتراض أنّهم تخلوا عن رؤيتهم؟ من الواضح أنه كان عليه أن يدرك أنهم سيبحثون عن طريقة أخرى لتحقيقها. ماذا فعل حيال ذلك؟"، في مواصلة حديثه عن نتنياهو.

وفي مواصلة حديثه بشأن أخطاء نتنياهو، أوضح لواء الاحتياط الإسرائيلي أنّ "ما يقرب من عامٍ من الجنون الداخلي الذي مزق المجتمع وصدّع كل عناصر الأمن القومي، لم يدفعه إلى إجراء تحليلٍ للمخاطر وبلورة استجابة معينة".

ولفت اللواء الإسرائيلي إلى أنّ "جميع مؤشرات تزايد المخاطر كانت مطروحة على الطاولة بدءاً من آذار/مارس 2023"، بما فيها تقديرات "أمان" و"الشاباك"، وإعلان وزير الأمن، تحذيرات من مسؤولين كبار سابقين وخبراء إسرائيليين ودوليين.

وفي السياق ذاته، أضاف أنّه "بدلاً من ذلك، رأينا محاولة لإقالة وزير الأمن، في حين تغلبت الرغبة في إخفاء الخطر عن الجمهور والوزراء على الحاجة إلى التعامل مع الخطر، كما لم تكن هناك مناقشات حقيقية في الكابينت، ولم تكن هناك محاولة من قبل رئيس الحكومة لطلب إجراء مناقشة معمقة للتقدير الاستخباري القديم".

وكشف أنّ نتنياهو "التقى برئيس شعبة أمان مرة واحدة فقط عندما تولى منصبه"، لافتاً إلى أنّ "الكابينت" ينعقد على الأقل 40 مرة في السنة، وموضحاً أنّه، في العام الماضي، ولغاية تشرين أول/أكتوبر، "ربما كانت هناك ثلاث أو خمس جلسات فقط".

وتساءل اللواء الإسرائيلي "ما الذي يمكن فهمه من هذا، إن لم يكن استخفاف؟"، مشيراً إلى أنّ ادعاء نتنياهو بـ"عدم وجود إنذارٍ محدد هو تبريرٌ بائس، في ظل كل ما كان تحت تصرّفه من أجل تقليص المخاطر وبلورة ردّ مناسب".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل