رفح.. لإنقاذ الأسرى "الإسرائيليين" وبايدن ونتنياهو - د. نسيب حطيط

الأحد 05 أيار , 2024 09:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تشكل رفح المشهد الميداني الأخير في الحرب على غزة، وبداية مرحلة انقاذ الاسرى ونتنياهو وبايدن، ولا تشكل بداية الحل السياسي او العسكري لغزة خاصة، وللقضية الفلسطينية عموما.
رفح تشكل الضوء الوحيد في النفق "الإسرائيلي" - الاميركي، وعليها ان تنقذ المحور الاميركي، سواء بالتهديد باقتحامها، والذي بدأ منذ ثلاثة أشهر، للضغط على حماس وقوى المقاومة والتهويل عليها للتوقيع على هدنة تنقذ "اسرائيل" في مرحلتها الاولى باسترجاع الاسرى وتقبض نقداً من المقاومة وتعطي شيكات مرجلة، يمكن ان لا تصرف لا في السياسة ولا في الامن في المرحلتين الثانية والثالثة.
ان لم ينفع التهديد والتهويل والترغيب والضغوطات والخداع الذي وانضمت تركيا اليه، فسيكون اقتحام رفح شراً لابد منه بالنسبة "لإسرائيل" واميركا وحلفائهم الغربيين والعرب، كما ليس حرصا على المدنيين الفلسطينيين في رفح، لكن حرصا على ما ستدفعه "اسرائيل" من قتلى في جيشها وامكانية ان يُقتل الاسرى وترجع "اسرائيل" خالية اليدين تحمل جثث الجنود والأسرى.
تعتمد امريكا معادله "اخسر قليلا ... لتربح كثيرا"،  خاصة عندما تعجز عن الربح بدون خسارة نهائية او تعجز عن تحقيق اهدافها بشكل سريع، فتستخدم خداعها وخبرتها لإحداث بعض الخسائر الظرفية التي يمكن استيعابها، لتنتج ارباحا كثيرة وتمحو خطايا كثيرة.
ان ما قامت بها امريكا من ميناء بايدن "الانساني"، الى التصريحات الصحفية التي توحي بالاختلاف مع "اسرائيل" وتحاول الضغط عليها ظاهرا، لكنها تحميها بالمساعدات العسكرية والحماية السياسية الشاملة، ثم تهمس في اذان قطر وتركيا ومصر، للضغط على حماس والتهديد بتحميلهم المسؤولية لإنجاز توقيع هدنة "الغذاء مقابل الاسرى".
فجأة وبدون مقدمات انتفض طلاب الجامعات الأميركية ورفعوا اعلاما الحزب وحماس وفلسطين وانزلوا العلم الاميركي، واحتلوا الصحف والشاشات، وصار حتى محور الممانعة والمقاومة يسبّح بتضحيات الطلاب الامريكيين وشجاعتهم، لترسيخ فكرة ان اميركا ليست شيطانا وان اميركا ليست مجرمة، بل هناك مجموعة من السياسيين والعسكريين الأشرار، اما اميركا فهي التي تناصر فلسطين وغزة، مع صمت عربي واسلامي يبعث على العار والاستنكار، وان من سيوقف النار في غزة هي مظاهرات الجامعات الأمريكية، وانضمت تركيا بعد سبعة اشهر من دعم وتمويل "اسرائيل" الى اعلان وقف علاقاتها التجارية مع العدو (وليس الدبلوماسية والعسكرية)، واعترفت بذلك انها كانت مشاركة في ابادة غزة (لكنها ستتلقى الشكر) والمديح من المسؤولين عن الضحايا والشهداء..
صارت الضربة الإيرانية "لإسرائيل" شيئا بسيطا ومهمّشا ومشكوك في جدواها امام مظاهرات اميركا.
صارت دماء وتضحيات 1500 شهيد وجريح من المقاومين في لبنان و100,000 نازح وعشرة الاف بيت مهدم ومتضرر شيئا هامشيا امام طلاب اميركا وقطع العلاقات التجارية التركية مع "إسرائيل".
صار التدخل اليمني الذي حاصر الكيان الصهيوني هامشيا لا يذكر ويتم التندر عليه امام طلاب امريكا وقطع العلاقات التركية الإسرائيلية.
صارت تضحيات محور المقاومة منذ سبعة أشهر.. شيئا هامشيا لا علاقة له بفرض وقف إطلاق النار ولا علاقة له بصمود غزة و..
ولن تستغرب بعد انتهاء الحرب ان يكون الشكر (لتركيا وقطر ومصر وطلابه اميركا)!
كلما زاد التعاطف والحرص والدعم والتأييد من اميركا وتركيا والمحكمة الجنائية الدولية لغزة... كلما زاد الخوف والقلق على "رفح "...لأن الخوف ان يكون هذا الحرص للتبرؤ من مسؤولية "مذابح رفح" وان هؤلاء قاموا بما عليهم وان مصر وتركيا وقطر نصحت حماس وحاولت مساعدتها ولكنها اصرت على ان تنتحر.
اللهم أنقذ غزة من اغلب العرب والمسلمين وبعض الفلسطينيين ومن اميركا و"إسرائيل".
لا لهدنة "الغذاء مقابل الأسرى"...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل