الفتنة في لبنان.. قبل الحرب ــ د. نسيب حطيط

الأربعاء 22 أيار , 2024 10:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
منذ اعلان المقاومة شراكتها بالدفاع عن غزة ميدانياً، تحرّك الموفدون الدوليون، وفي مقدمتهم هوكشتاين (الامرائيلي) الأميركي - "الاسرائيلي" لفرض المطلب "الاسرائيلي"، بتحييد جبهة لبنان وإراحة الجيش "الاسرائيلي" ليتفرغ لحرب غزة والضفة الغربية وتنوّعت المطالب وصولا للمطالبة بتراجع المقاومة مسافة 10 كلم باتجاه الليطاني والموافقة على اقامه منطقة منزوعة السلاح والمطالبة بتنفيذ القرار 1701 من جانب واحد، وهو لبنان، الذي لم يخترق هذا القرار بالتلازم مع اختراق العدو "الاسرائيلي" الاف المرات.
بعد ثمانية أشهر من الحرب الميدانية والسياسية والعجز "الاسرائيلي" عن حماية الشمال الفلسطيني للتخلص من العبء المعنوي والمادي للنازحين من المستوطنين والعجز "الاسرائيلي" عن اداره حرب ثلاثية الساحات (غزة - الضفة - جبهة لبنان) مع تأثيرات الشراكة اليمنية في البحر الأحمر.. تتجه اميركا و"اسرائيل" وحلفاؤهم للحرب البديلةالمتمثلة بالفتنة الداخلية المتعددة العناوين، لإرباك المقاومة في خطوطها الخلفية وانهاكها وقطع الطرق عليها ومشاغلتها، بما يدفعها اما للموافقة على فصل لبنان عن غزة او يفتح الطريق امام العدو "الاسرائيلي" بعد الانتهاء من رفح لجمع قواته مع حلفائه باتجاه لبنان.
وإذا استعرضنا تاريخ الاجتياحات "الإسرائيلية" الى لبنان، نرى ان الاجتياح "الاسرائيلي" الاول الذي استمر أكثر من 20 عاما كان اجتياح عام 1978 والذي سبقه ايعاز العدو "الاسرائيلي" لإشعال الحرب الأهلية اللبنانية عام 75 وبعد تفكيك الساحة اللبنانية قام بالاجتياح واحتل منطقة جنوب الليطاني، ثم بادر لاجتياح عام 1982 بعد إنهاك الساحة اللبنانية وتفكيك الدولة وظهور  مناطق الحكم الذاتي "الحزبية والطائفية" وسيطرة المقاومة الفلسطينية سياسيا وعسكريا على المناطق التي تتواجد فيها (جنوب لبنان وبيروت الغربية)، واستطاعت "اسرائيل" احتلال اول عاصمه عربيه وحاولت فرض اتفاق 17 ايار الاستسلامي ونجحت بفرض رئيس للجمهورية.
ان مؤشرات الفتنه خلال الشهرين الماضيين ازدادت وضوحا مضافة لسنوات الانهيار الاقتصادي والسياسي التي بدأت منذ العام 2019 ومن هذه المؤشرات:
- اثارة النزوح السوري من الجهات التي دافعت عنهم واحتضتهم، لكن هذه الإثارة تهدف لتحريض النازحين واستفزازهم لحشد قواتهم دفاعا عن أنفسهم بسبب التعامل العنصري والخشن وانسداد الافاق حيث ان هذه الجهات اللبنانية التي انقلبت على مواقفها "فجأة" ترفض التفاوض مع الدولة السورية لإعادتهم وترفض فتح البحر امامهم الى اوروبا وترفض احتضانهم تجاريا او سكناً، مما سيدفع هؤلاء او يعطي المبرر للجهات الراعية لتسليحهم واثارة الفتنة في لبنان.
- شاحنات الأسلحة المرئية وغير المرئية والتي تذكرنا ببواخر "لطف الله 1و2" (أيار 2012) لدعم المعارضة السورية، وكان اغلبها من المسدسات وكواتم الصوت، والتي تثير الشبهة من حيث المصدر (تركيا)، والجهةالفلسطينية التي استوردت (المخيم).
وهنا نطرح السؤال: هل هذه الشاحنات هي  شاحنات يتيمة، ام سبقتها شاحنات اخرى؟ وهل سيتبعها شاحنات متنوعة؟ وما هي الضمانات لعدم استيراد اسلحة أكثر خطراً؟
- إطلاق النار المشبوه، سواء كان حقيقيا او مفتعَلاً، على مقر حزب الكتائب، دون اهمال لرمزية المكتب ودوره في الحرب الأهلية، بالإضافة الى مواقفه السياسية المتطرفة الان وقد سبقه افتعال قضية صواريخ "رميش" في الجنوب واتهام المقاومة.
- الخطاب السياسي للبطريركية المارونية مع بعض القوى السياسية المؤيدة لها ضد المقاومة ومشاركتها في الحرب .
- الاستمرار في تعطيل المؤسسات وإنهاك القطاع العام والانهيار الاجتماعي، لاسيما انتشار المخدرات وايصال الجيش والقوى الأمنية الى حافه الفقر مما دفع البعض، للفرار وترك الخدمة او عطل امكانيات المراقبة والملاحقة، والاهم انه هشّم نفسية العسكري ومعنوياته الذياضطر للقيام بأعمال رديفة، لتأمين مقومات العيش وتحول الى نصف عسكري ونصف تاجر تحت وطأة التهديد والابتزاز الأميركي بوقف مساعدة ال100دولار، التي تتحمل مسؤوليتها الدولة والقوى السياسية التي قبلت بذلك وتركت الجيش رهينة للمساعدة.
- انتشار فيديوهات لأفراد وجماعات فلسطينية ضد المقاومة وإيران لتشتيت وحدة محور المقاومة وإحداث فتنة تسترجع مصطلحات وشعارات "الربيع العربي".
الفتنة الداخلية قبل الحرب، لتسهيل مهمة العدو "الاسرائيلي" في حال مبادرته للحرب، بالإضافة لهدف اخر العودة الى التقسيم الديمغرافي والسياسي، لتامين مساحة جغرافية وسياسية تستوعب مسلحي غزةوفق المشروع "الإسرائيلي" - الاميركي، وبموافقه عرب التطبيع، في حال نجاحهم بتنفيذ مشروع اعدام غزة، فإن لم تستطع اميركا امساك الساحة اللبنانية ونزع سلاح المقاومة، فستعمد لتفجيرها بمن فيها خاصة العدو الاساس والهدف الاساس المتمثل بالمقاومة في لبنان.
إن وأد الفتنة وإجهاض مشروعها ممكن في حال تم اعادة ترميم المؤسسات الدستورية ومعالجة الانهيار الاقتصادي ومعالجة قضية النازحين مع الدولة السورية وبشكل انساني وأخوي دون عنصرية او استدراج للفتنة الساخنة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل