المرجع السيستاني... وتأسيس "الحشد الشعبي العالمي" لنصرة المقاومة ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 24 أيلول , 2024 09:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أصدر المرجع الأعلى السيد علي السيستاني "حفظه الله" بيانا بمثابة فتوى ارشادية، لدعم المقاومين الابطال في لبنان، وتأمين كل الدعم اللازم للمقاومين واهلهم في حربهم ومواجهتهم للعدوان "الإسرائيلي" على لبنان.
إن مبادرة المرجع السيستاني لإصدار هذا البيان واعطاء الغطاء "الشرعي" لجهاد المقاومين وشهدائهم، ودعوة القادرين من المؤمنين في كل العالم، مهما كانت جنسياتهم وأوطانهم، لتأمين وسائل الصمود والمساعدات التي تحفظ المقاومة واهلها، يشابه بشكل كبير فتوى "الجهاد الدفاعي" التي اصدرها المرجع السيستاني لمواجهه الجماعات التكفيرية من "داعش" يوم غزو العراق، والتي اثمرت تأسيس "الحشد الشعبي" المبارك.
إن بيان للمرجع السيستاني يؤسس لقيام "حشد شعبي مدني عالمي" لنصرة المقاومة واهلها في لبنان، وقد بدأت ثمار هذا الحشد من "عراق الحسين" عندما بادرت العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين بدعوة "المواكب الحسينية" في العراق لفتح ابوابها لجمع التبرعات لدعم اهل المقاومة في لبنان  وارساله جواً خلال أسبوع!
ان دعوة العتبتين الحسينية والعباسية الى هذا الامر تنفيذاً للبيان - الفتوى يحمل معاني متعددة وجوهرية:
- اعتبار دعم المقاومين في لبنان "عملاً دينياً" فوق السياسة، ولا يخضع للأطر السياسية والمصالح السياسية والمقايضات، بل هو واجب شرعي قربة الى الله تعالى وجهاداً في سبيله.
- إعطاء "المواكب الحسينية" دوراً جهادياً، وعدم الاكتفاء بإحياء عاشوراء واربعينية الامام الحسين(ع) واقامة المضائف الحسينية وتكريم الزائرين الحسينيين، مع أهمية ونبل ما يقومون به، بل تطوير دورها الجهادي والسياسي والتنظيمي في تأسيس "الحشد الشعبي العالمي" لنصرة المقاومة في لبنان.
بيان المرجعية الرشيدة والمجاهدة تبعه اجتماع الإطار التنسيقي للأحزاب الشيعية في العراق، للمساهمة ايضا في دعم لبنان ومقاومته، بالتلازم مع مبادرة "الحشد الشعبي" والفصائل العراقية المقاومة، لدعم المقاومة بقدراتها العسكرية ومساندتها، مع الإشارة والانتباه الى أن تحرك الحكومة العراقية، سواء بإرسال المساعدات الى لبنان الطبية او التحرك السياسي على مستوى الوفود العربية في نيويورك وفق ما أعلنته الحكومة هو بناء لتوجيها المرجع السيستاني .
ان البيان - الفتوى لا ينحصر في حدود العراق، بل يطال كل مسلم شيعي يقلّد المرجع السيد السيستاني في كل العالم؛ في افغانستان والخليج والهند وباكستان، وفي كل العالم، وخارج الاطر الحزبية الضيقة، وبالتالي فإننا نشهد اليوم ببركة دماء الشهداء وصبر اهلنا الشرفاء في لبنان ولادة "الحشد الشعبي العالمي" لمقاومة العدوان "الإسرائيلي".
ان وقوف العراق مرجعية وحكومة وشعبا وتنظيمات وحشداً شعبياً الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين يعيد للعراق دوره الإسلامي والعربي والقومي والإنساني، ليكون احدى دول الطوق والمواجهة مع العدو "الاسرائيلي"، وان باعدته الجغرافيا بينه وبين فلسطين وقرّبه الصدق والإخلاص والثبات على المبادئ، فإنه يرسل مسيّراته وصواريخه وحشده الشعبي العالمي لمساندة القضية ونصرة المقاومين.
ان البيان - الفتوى يؤكد على الدور الرسالي الاصيل للمرجعية وعلماء الدين على المنهج النبوي، لإظهار صورة الاسلام الحقيقي، في مواجهة الظالمين وكشف عورة مشايخ التكفير ووعاظ السلاطين والملوك والمال السلطة الذين يفبركون الفتاوى، لعدم قتال "إسرائيل" والتطبيع والسلام معها وتكفير المقاومين ووصف جهادهم بالمغامرة او التهوّر او المفسدة واعطاء الشرعية لخيانة انظمتهم وملوكهم ورؤسائهم وامرائهم واحزابهم، وسلب المشروعية عن المظلومين والمقاومين.
تثبت المرجعية الدينية عند كل منعطف وخطر يهدد الأمة اصالتها ومقاومتها وجهادها، فكما قاومت المرجعية المباركة الاستعمار "الإنكليزي" في ثوره العشرين في العراق (1920)، وكما ساندت قضية فلسطين في مؤتمر القدس وقاتلت كل محتل تعود من جديد لترفع راية الاسلام المحمدي الأصيل، لقتال المحتلين والغزاة والتكفيريين.
الشكر والسلام للمرجعية الرشيدة وللعراق حكومة وشعبا وحشداً ومواكب حسينية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل