النجمُ الذي تفجَّر عناقيد غضب... - أمين أبوراشد

السبت 28 أيلول , 2024 05:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 

كما درسنا في أدبياته: يصلِّي ويُسلِّم على كافة الأنبياء والمُرسلين قبل كل إطلالة، نُصلِّي الى الله ولجميع القديسين، عن روح الإنسان العظيم الذي رحَل شهيداً كما أراد، ولسنا نمتلك، سوى أن نذرف عليه صلواتنا، وقد عايشناه مُقبلاً على الآخر بابتسامة الرضى، ويده ممدودة الى كل آخر، حاملاً وصيَّة الإمام علي (عليه السلام): "مَن لم يكُن أخاً لك في الدين فهو أخٌ لك في الخلق". 

هذا القائد الإستثنائي في إنسانيته، وفي صدقه وشجاعته، قَدِم الى هذا الشرق في زمانه، وكتب للشرق تاريخاً من أزمنة العزة والكرامة، وجمع بين وصية عليّ وسيف الحسين، عانق مَن يراه أخاً له في الخلق، وواجه بسيفه كل عنصري وكل تكفيري وكل مَن لم يرتقِ بفكره وأخلاقه وسلوكياته الى تقديس صورة الخالق في خلقه، وجمع في شخصه النقي مواصفاتٍ شاملة كاملة نادرة، واستحق الوفاء والولاء بتواضع النبلاء.

لسنا ننعي سماحة السيد حسن نصرالله، بل ننعي شرقاً، بعضه لا يستحقه، وبقدر ما عرف هذا الشرق من رُسُل، بقدر ما أنبتَ من شياطين، لا يعرفون الله ولا يعترف بهم أبناء الله، والجيل الذي عايش سيِّد السماحة يُدرك، هامش البُعدِ بين رسالة الأنبياء الصالحين وباطل ارتكابات الشياطين.

لن نتحدث عنه، لأن ذكره أكبر من كل الكلمات، والتاريخ كتب عنه وسوف يكتب وافر المجلدات، والأقلام التي واكبت جهاده عبر مسيرته المباركة، تمتشق نفسها اليوم كما البنادق تحيةً لروحه الطاهرة، ولتصمت الأقلام في رهبة التبريك، لنقرأ في تلك الهامة الطالعة نحو خالقها ثقافة حماية الأوطان وكرامات الشعوب.

هناك قولٌ لأحدهم: "جميلٌ أن تأتي إلى هذا العالم، ولا تتركه كما كان عندما أتيت".
إجتهد وجاهد، وما فارقت عذابات المظلومين فكره ولسانه، وارتقى قائداً، ثم ارتقى قدوةً، ثم رُفِع راية حقٍ نضالية على امتداد هذا الشرق، لتكون لهذا الشرق شمس حقيقة، ولأنهم أعداء الحقيقة، اختاروا طريق الظلام، وفجَّروا النجم الساطع، ومن حيث لا يدرون، سوف تتفجر بغيابه عناقيد الغضب...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل