أقلام الثبات
"إننا نعاني اليوم آلام مخاضٍ عسيرٍ لإعادة تشكيل المنطقة، وفق تقسيمٍ جديدٍ، يراعي أولًا المصالح الأميركية فيها، خصوصًا لجهةٍ محاولة إنجاح تمرير خط قطار "الهند- حيفا"، الذي يمّر في الخليج ثم الأردن وفلسطين، وتطبيع العلاقات العربية مع "الكيان الإسرائيلي"، للمواجهة الاقتصادية مع الصين، بخاصةٍ التصدي لمشروعها المعروف بخط "الحزام والطريق" أو "طريق الحرير"، الذي بدأت بمحاولة إحيائه في بداية تسعينيات القرن الماضي، عبر ما عُرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي الذي يصل بين الصين وكزاخستان ومنغوليا وروسيا، ويصل إلى ألمانيا عبر سكك حديدية"، بحسب رأي مرجع قيادي في دمشق. ويرى من جهته، أن "الولادة متعثرة جدًا"، مرجحًا موت هذا "الجنين" أي (مشروع خط بايدن)، بسبب التعنت الإسرائيلي في رفض الموافقة على حل الدولتين، بالتالي قيام دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، على اعتبار أن "إسرائيل" تعتبر "الضفة" هي "يهودا والسامرة"، جزء لا يتجرأ من "الكيان الإسرائيلي"، بحسب "روايات الإسرائيليين الدينية"، بالإضافة إلى أن هذا الكيان لم يوافق يومًا على إعطاء الفلسطينيين أكثر من سلطةٍ، وليس دولةً". في المقابل، "ترفض المملكة العربية السعودية بدروها تطبيع العلاقة مع "الكيان" قبل ولادة دولةٍ فلسطينيةٍ ذات سيادةٍ، لذا لا بشائر أملٍ تلوح في الأفق لحلٍ ينهي الصراع القائم في المنطقة راهنًا، ودائمًا برأي المرجع عينه. ويعتبر أن "التعنت "الإسرائيلي" مردّه إلى ضعف القيادة في الإدارة الأميركية، وإلا كانت فرضت على "إسرائيل" القبول بحل الدولتين".
ويؤكد المرجع أن "لبنان وسورية في صلب المواجهة مع العدو الإسرائيلي، مع بروز تطورٍ جديدٍ ومهمٍ جدًا في الصراع العربي - "الإسرائيلي"، وهو توازن الردع الذي حققته المقاومة في المنطقة مع هذا العدو". ويلفت إلى أن "إسرائيل" كانت تفعل ما تريد في لبنان والمنطقة، فقد اجتاحت بيروت في العام 1982، فهذا الأمر غير واردٍ بتاتًا اليوم، بفضل توازن الرعب الذي فرضته المقاومة مع العدو الإسرائيلي، أضف إلى ذلك، فإن هذا التوازن يشكل أحد عوامل الضغط على "إسرائيل"، كي تذهب إلى الموافقة على "حل الدولتين"، وإن كان بصعوبةٍ"، على حد قوله.
وعن إحدى نتائج هذا الصراع، تحديدًا الحرب الصهيونية على لبنان، وهي عودة عدد من اللاجئين السوريين من لبنان إلى سورية، يعتبر المرجع المذكور أن "المحنة منحتنا منحةً، فهذا إيجاب بالسلب"، على حد تعبيره. ويجدد التأكيد أن الدولة السورية تريد عودة أبنائها إلى ديارهم".
كذلك ينقل المرجع السوري "ترحيب القيادة في دمشق للضيوف اللبنانيين الذي قصدوا الأراضي السورية أخيرًا جرّاء الحرب الإسرائيلية على لبنان"، مؤكدًا أن "الشعبين اللبناني والسوري هما شعب واحد في دولتين، كما قال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد".
مرجع سوري: المحنة منحتنا منحة ــ حسان الحسن
الإثنين 30 أيلول , 2024 07:52 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة