اغتيال المقاومة.. بين بريستول 2005 ومعراب 2024 _ د. نسيب حطيط

الجمعة 11 تشرين الأول , 2024 02:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
قبل حوالي 20 عاماً، اجتمعت القوى المناهضة للمقاومة تحت عنوان "الثأر لاغتيال الرئيس رفيق الحريري"، لاتهام الحزب باغتياله، وأطلقت شعاراتها لتطبيق القرار (1559) واغتيال المقاومة معنوياً وسياسياً وطائفياً، واستولت على مقاليد السلطة والحكم، وباعت لبنان للمحكمة الدولية، التي يبدو ان ما جمعته من معلومات ووثائق قد تم استخدام بعضه ضد المقاومة في الحرب الآن!
تعود أغلب "قوى البريستول" للاجتماع في "معراب"،  ظناً منها ان المقاومة قد انهزمت ويمكن تقطيعها بالسكين "الإسرائيلي" - الاميركي والسكين الداخلية الفتنوية، لإعادة المشهدية السياسية لاجتياح 1982، وربما تكرار المجازر التي رافقته.
لم يتغيّر شيء في لبنان منذ 40 عاما، وربما منذ الحرب الأهلية عام 1975 لا زالت القوى وما أولدته من تنظيمات وشخصيات سياسية تنتمي الى ذات الفكر السياسي المتحالف مع "اسرائيل"، والعامل ضمن خططها والمناقض لأي مشروع وطني ومقاوم.
قبل عشرين عاما اجتمعت اغلب هذه القوه معتبرة ان الامور قد انتهت وان لبنان قد سقط بأيديها وقبل 40 عاما تصرفت هذه القوى على ان لبنان قد سقط بأيديها بواسطة الدبابات "الإسرائيلية" والمتعدّدة الجنسيات، وتتصرف الان على ان لبنان قد سقط بأيديها بواسطة الاغتيالات "الإسرائيلية" والمجازر والاجتياح البري، فلبست ربطات العنق السياسية المرتبطة بالخارج وهيأت نفسها لإمساك الحكم في لبنان وقطع رأس المقاومة والتغيير الديموغرافي في لبنان وتهجير الشيعة وإعلان الفيديرالية التي نادوا بها منذ ان اشعلوا الحرب الأهلية في لبنان على ان تكون عاصمتها "سفارة اميركا" في "عوكر"!
  إن لقاء "معراب" هو الشاشة السياسية اللبنانية للمشروع الأميركي - "الاسرائيلي" وتنفيذ شروطه ونزع سلاح المقاومة، لإراحة "إسرائيل" وابعاد المقاومة عن الشراكة بالسلطة (وليتها لم تشارك).
لقاء "معراب" منبر معادٍ لأي شخصية وطنية عن الحكم واستعادة السلطة التي كانت معهم وتحويل لبنان محميّة أميركية تمسك بالقضاء والامن والمطار وكل شيء تريده وتطلق سراح العملاء والجواسيس وتعطي افادات براءة من المقاومة للمؤسسات والاشخاص لدوام عملها او لدخولها النيابة والوزارة.
سيجتمع "الخائبون" في معراب الذين تراودهم احلام السلطة التي سيبذلون في سبيلها كل شيء بما فيه الفتنة الداخلية لزيادة الضغط على المقاومة واهلها بثلاثية الاجتياح البري والمجازر والفتنه الداخلية.
ان طرح تنفيذ القرار (1559) بالتلازم مع الاجتياح البري الإسرائيلي، يعتبر دعماً مباشراً ،للعدو وحربه على لبنان   وتسهيلا لإقرار أميركا وحلفائها، لاتخاذ قرارات دولية، لتلبية طلب اللبنانيين بنزع سلاح المقاومة وإضفاء شرعية دولية على الحرب "الاسرائيلية"، ويصبح جيشها قوات دولية، لتنفيذ قرارات الامم المتحدة.
لقاء "معراب" وما تقوم به بعض وسائل الاعلام المرتبطة به، قرار سياسي خاطئ في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان ولعبٌ بالنار ومن يعتقد اننا هُزمنا وان النار ستأكل بيوتنا وتقتل أبنائنا، فإنه يعيد أخطاء سابقة عندما تعامل مع اسرائيل واشعل الحرب الأهلية ضد المقاومة الفلسطينية، فكانت النتيجة انه قُتل كما قُتل الفلسطينيون وتهجّر كما تهجّر اللبنانيين ولم يجن الا القتل والدمار وخسارة السلطة، فمن يريد اشعال الفتنة ،ليلاقي العدو في بيروت، ستأكله الفتنة وستحرقه وبدل ان تكون الجغرافيا الشيعية هي جغرافيا القصف "الاسرائيلي" سيشعل لقاء "معراب" النار في كل لبنان.
نناشد العقلاء من القوى السياسية اللبنانية والفعاليات الروحية المسيحية خصوصا ان لا تسير وراء من امتهنوا الفتنة ولم يبقوا مسيحياً واحداً خارج جبل لبنان بقراراتهم الخاطئة واحلامهم الباطلة.
ندعو لتعزيز الوحدة الوطنية وعدم تقسيم ما تبقى وندعو كل الوطنيين، لتحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظة التاريخية التي يمكن ان تحدّد وحدة لبنان او تقسيمه او الغائه من الخريطة السياسية.
من اقترع لصالح العفو شريك في قرارات معراب...
لا تستعجلوا .. لم ننهزم ..ولن ننهزم إن شاء الله تعالى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل