"اسرائيل" تكرّس نفسها... دولة فصل عنصري ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 14 آب , 2023 08:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يوماً بعد يوم تتزايد الآراء اليهودية التي تصف “اسرائيل” بأنها دولة فصل عنصري. ففي صحيفة هآرتس عدد 10 آب/ اغسطس 2023، كتب بنيامين بوغروند، مقالاً بعنوان " لعقود، دافعت عن اسرائيل ضد مزاعم الفصل العنصري. لم أعد أستطيع"، وفيه يقول: "في اسرائيل، أشهد الآن الفصل العنصري الذي نشأت معه في جنوب إفريقيا. إن انتزاع السلطة الفاشية والعنصرية من قبل الحكومة الاسرائيلية هو الهدية التي طالما انتظرها أعداء “اسرائيل”... لقد مررت به من قبل: الاستيلاء على السلطة، الفاشية والعنصرية، وتدمير الديمقراطية. تتجه “اسرائيل” إلى حيث كانت جنوب إفريقيا قبل 75 عامًا. إنه مثل مشاهدة إعادة فيلم رعب".

أما صحيفة جيروزاليم بوست، فنقلت من مقابلة لقائد القيادة الشمالية السابق في الجيش الإسرائيلي، أميرام ليفين، في 13 آب/ أغسطس، بأنه كان هناك "فصل عنصري مطلق في الضفة الغربية على مدار الـ 57 عامًا الماضية". وينتقد ليفين نتنياهو معتبراً أنه "على الجيش الاسرائيلي رغماً عنه أن يفرض سيادته في الضفة الغربية، ويقف متفرجاً ويراقب المستوطنين الهائجين، ويبدأ بالتواطؤ في جرائم الحرب.. امشِ حول الخليل وسترى شوارع لا يستطيع العرب السير فيها مثلما حدث في ألمانيا (النازية)".

يذكر أن ليفين خدم في الجيش الإسرائيلي من عام 1965 إلى عام 1998 ، بدأ كمظلي وانتهى كقائد للقيادة الشمالية، وشغل أيضًا منصب نائب رئيس الموساد.

وفي “اسرائيل” أيضاً، وقّع أكثر من 700 أكاديمي وشخصية عامة من “اسرائيل” والولايات المتحدة ودول أخرى، ومنهم أفروم بورغ، المتحدث السابق للكنيست ورئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل، على رسالة مفتوحة تساوي احتلال “اسرائيل” للضفة الغربية بالفصل العنصري.

وجاء في الرسالة أن "الهدف النهائي من الإصلاح القضائي هو تشديد القيود على غزة ، وحرمان الفلسطينيين من حقوق متساوية خارج الخط الأخضر وداخله، وضم المزيد من الأراضي، والتطهير العرقي لجميع الأراضي الواقعة تحت الحكم الإسرائيلي من السكان الفلسطينيين".

والجدير بالذكر أن الرسالة أشارت بوضوح إلى "الفيل في الغرفة: احتلال اسرائيل طويل الأمد، نكرر أنه أسفر عن نظام فصل عنصري". وأضافت "لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية لليهود في اسرائيل طالما يعيش الفلسطينيون في ظل نظام الفصل العنصري".

هذا في "اسرائيل" نفسها، أما في الولايات المتحدة فيحاول مجلس النواب الأميركي طمر رأسه في الرمال، حيث أقر مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة قرارًا يعلن أن “اسرائيل” "ليست دولة عنصرية أو فصل عنصري"، وذلك عبر تصويت بأغلبية 412 مقابل تسعة أصوات، بعد ساعات من لقاء الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض.

في النتيجة، يغالي الاميركيون في دعم “اسرائيل” وغض النظر عن الممارسات الاسرائيلية العنصرية ضد الفلسطينيين والتي ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية بحسب نظام المحكمة الجنائية الدولية، وبحسب الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري، والتي تشير اليه باعتباره "أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، على قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة".

وعليه، أين الكونغرس الأميركي من هذا التعريف ومن جرائم الفصل العنصري الممارس ضد الفلسطينيين؟ وهل محاباة المشرعين الاميركيين لإسرائيل يجعلها تنجو من توصيفها "دولة فصل عنصري" مكتملة الاركان والمعايير، كما يشير اليهود انفسهم؟


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل