هل بدأت اميركا ...هجومها المضاد! ـ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 19 كانون الأول , 2023 11:15 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد أكثر من 70 يوما على حرب غزة والنار على الجبهات اللبنانية والعراقية واليمنية وبعد الاخفاقات والفشل العسكري الاسرائيلي في غزه يبدو ان الإدارة الأمريكية بدأت بهجومها المضاد سياسيا وعسكريا واقتصاديا...
يهدف الهجوم الامريكي لتحقيق ومعالجة ثلاثة امور :
-  حمايه اسرائيل وترميم هيبتها العسكرية والسياسية وحفظ اقتصاها المترنح .
- طمأنة حلفائها العرب الذين خافوا من الانتفاضة الشاملة لمحور الجهاد والمقاومة.
- حفظ المصالح الأمريكية في الشرق الاوسط من التهديد الموضعي الذي تشكله حركات التحرر ومنعا لملء الفراغ من روسيا والصين.
يعتمد الهجوم الامريكي المضاد على:
-     استراتيجية اشعال الساحات داخليا
-     حشد التحالفات الدولية والإقليمية .
فعلى صعيد الساحات الداخلية تعمل اميركا على اشعال الساحات وفق التالي :
-    الساحة اللبنانية: بدأ الهجوم الاميركي السياسي (بلسان فرنسي) بتعديل القرار 1701والمطالبة باقامة المنطقة العازلة في الجنوب وابعاد المقاومة عن الحدود مسافة اكثر من 15 كيلو متر بالتلازم مع اعاده احياء بعض الاصوات والتجمعات السياسية اللبنانية والشيعية لبلبلة الصف داخل الطائفة واعادة وايقاظ ملف المرفأ واصدار المذكرات التوقيف بعد 13 شهرا من (السبات القضائي) ولان هذه التجربة قد نجحت تسابقا واحدثت "مجزرة الطيونة" ويمكن لهذه اليقظة القضائية المفاجئة ان تكون فتيلا لإشعال فتنة بالشارع اللبناني.
-    الساحة السورية: تم ايقاظ الأردن فجأة لإتهام إيران بتهريب السلاح والمخدرات واشتباكات مسلحة وتطورا للأوضاع العسكرية واحتجاج الاردن لدى إيران بالتلازم مع اعادة اشعال او ايقاظ الجماعات التكفيرية في الشمال والشرق السوري والمعارضة الدرزية في السويداء على حدود الجولان دون نسيان القصف الاسرائيلي الذي يطال قوات المقاومة والحرس الثوري والجيش السوري .
-    الساحة اليمنية: تسعى امريكا لحشد تحالف بحري وجوي دوليا وعربي بحجة حماية الملاحة البحرية غير المهددة أصلا  والتي أعلن عنها أنصار الله انهم لا يهددون اي سفينة لا تصل الى الموانئ الإسرائيلية وسيتم اعاده احياء الجماعات التكفيرية والحرب على اليمن.
-    الساحة العراقية: سيُعاد احياء الجماعات التكفيرية والخلافات بين الأكراد والسنه والشيعة ومحاولات البلبلة داخل الصف الشيعي.
-    الساحة الإيرانية: عادت امريكا لتحريك للجماعات التكفيرية والمعارضة الإيرانية الداخلية وكان باكورة اعمالها التفجير في "بلوشستان" وقتل عناصر الشرطة الإيرانية ويُنتظر ان يتم اعاده اشعال الشارع الايراني بمطالب معيشية و سياسية.
-    الساحة الفلسطينية: ستعمل امريكا ومن معها من العرب لأحداث البلبلة والاختلاف داخل الصف الفلسطيني بداية بين حماس غزة ..وحماس الخارج  .... وبين السلطة الفلسطينية "فتح" و"حماس" لزعزعة الموقف الفلسطيني وإضعاف الموقف الفلسطيني المفاوض ويمكن ان يمتد هذا الصراع ايضا الى الساحة اللبنانية في المخيمات!
لن تتنازل اميركا بسهولة او تستسلم في الشرق الأوسط..
 لن تترك امريكا واوروبا اسرائيل لمصيرها او هزيمتها لأنها الحارس الاقليمي لمصالح الغرب في المنطقة وستقاتل امريكا والغرب ومعهما العرب سواء كراهية او طوعا لبقاء اسرائيل وانتصارها !
تملك امريكا والغرب ادوات كثيرة وامكانيات كثيرة... ويجب عدم الاستهانة بها خاصة في الساحات الداخلية ..ولذا لابد من ان لا تنحصر المواجهة على خطوط التماس والحدود او في الإطار العسكري فقط بل على كل الصعد من تشريع القوانين الى المراسيم الحكومية الى الامن الاجتماعي الى المخدرات الى مشكلة النازحين ..الى الفتنه الشيعية والفتنة الداخلية..
 لابد من حشد الطاقات الوطنية من كل الطوائف والاحزاب والقوى السياسية للتصدي لهذا المشروع والذي سيكون طويلا بالمعطي الزمني...وسيكون متعدد الوسائل والوجوه والمحاور من كل الجهات...
بدأت (عشرية المواجهة المباشرة مع اميركا) ..وعلينا تأمين موجبات وعناصر الصمود ..لتحقيق الانتصار...
سَيُهزمون....وما النصر الا من عند الله .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل