القصف الأمريكي - البريطاني على اليمن... هل يتكرّر في لبنان وإيران؟ ــ د. نسيب حطيط

الجمعة 12 كانون الثاني , 2024 10:28 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
 استطاعت امريكا اصدار قرار من مجلس الامن ضد "أنصار الله" في اليمن، "عقاباً" لهم على اسناد ودعم الفلسطينيين في غزة، وفرضهم الحصار على السفن "الإسرائيلية"، واعلان شعار "لفك الحصار... بالحصار"، وبعد ساعات على اصدار القرار شن الامريكيون والبريطانيون وحلفاؤهم عدواناً جوياً على اليمن!
تعيد امريكا تكرار "عاصفة الصحراء" "وغزو العراق"، والقوات المتعددة الجنسيات" في لبنان، عبر نافذه الامم المتحدة ومجلس الامن الذي عجز عن اصدار وقف إطلاق النار في غزة وعجز عن اصدار بيان يدين العدو "الاسرائيلي" الذي قتل وجرح حوالي 100,000 فلسطيني ودمّر شمال غزة، ولم تبادر روسيا والصين الى استعمال حق النقض الفيتو..!
هذه المشهدية الدولية السوداء تمثّل السيناريو الذي يمكن ان تعتمده امريكا والمحور الغربي في لبنان في حال قامت "اسرائيل" بتصعيد الحرب الشاملة على لبنان، لاستدراج اميركا والبريطانيين وغيرهم للقتال معها، للتعويض عن عجزها ولكيلا تكون وحيدة في ضرب المقاومة في لبنان وسيأخذ العرب المطبّعون مع "اسرائيل" نفس الموقف، حيث سيكونون وراء الكواليس شركاء حقيقيين في قصف لبنان؛ ثأرا لأنفسهم من المقاومة، مع اضافه لبنانية عبرتحريك النازحين (بعنوان الثأر من المقاومة لتهجيرهم ومساعدة النظام) والأدوات والقوى السياسية المتحالفة مع امريكا وبعض العرب لدعم المقاومة بالفتن الداخلية اللبنانية!
التدخل الامريكي والبريطاني المباشر في الحرب على غزة يشكل منعطفاً رئيسياً في الحرب، ويفتتح مرحلة جديدة، حيث نقلها من معركة فلسطينية - إسرائيلية في مرحلتها الاولى الى معركة "إسرائيلية" مع محور المقاومة، واعطاها بعدها الاقليمي، والان انتقلت الى مرحلتها الثالثة الدولية بمشاركه دول عظمى، واذا استمر العدوان الأمريكي - البريطاني على اليمن ستتوسع دائرة الاطراف المشاركين في هذه الحرب، وفي لحظة ما يمكن ان يغتنم العدو "الاسرائيلي"، وبشراكة أمريكية، للمبادرة بقصف المنشآت النووية في ايران، لاستغلال الفرصة الذهبية للغرب في "تأديب" ايران وسلبها قوتها النووية!
الخطة الأمريكية الجديدة التي انتقلت من الدعم اللوجستي بالسلاح لإسرائيل وقيادة العمليات السياسية لتبريد جبهة لبنان، او تأجيل اشتعالها والقتال عن "اسرائيل" في المؤسسات الدولية والمحاكم الدولية، تعتمد على تبريد جبهة غزة، وفق استراتيجية "الموت جوعا" على مدى الاشهر القادمة، ثم تامين الحشود العسكرية على جبهة لبنان، استعدادا للحظة يمكن ان ترى امريكا فيها توقيتاً مناسباً للقضاء على المقاومة، لتحويل لبنان من "عوكر الصغرى" الى "عوكر الكبرى".
  ان الضربة الأمريكية لليمن لها هدفان:
- معنوي: لاستعادة الهيبة والاعتبار للقرار الامريكي ومنع التهديد اليمني بعد الفشل في اقامة تحالف دولي يؤمّن الملاحة البحرية للسفن "الإسرائيلية".
- مادي: لان عدم الرد على الموقف اليمني سيخيف السعودية خصوصاً، ويجعلها في موقف المتردد من فرض الشروط او اكمال الحرب عندما رأت ان امريكا عاجزة عن تهديد اليمن وتأديبه، وهذا ما سيخيف ايضا الادوات السعودية في اليمن ويجعلها تتراجع، مما يعطي "أنصار الله" ورقة جديدة لا عادة توحيد اليمن تحت سلطته..!
 سيستمر اليمنيون في قتالهم واسنادهم لأهل غزة، مما سيعرضهم للقصف والعدوان، وهم الذين لم يخرجوا من الحرب والحصار على مشارف ذكراها التاسعة ...
النخوة اليمنية كشفت عورة كل العرب وكل المسلمين وكل "الإسلاميين الجدد" وكل وعاظ السلاطين؛ من علماء التكفير وحركات التكفير، واظهرتهم على حقيقتهم انهم دمى وادوات أمريكية لا قرار لها ولا كرامه لها ولا مستقبل ..
ربح اليمنيون اخيراً باستدراج اميركا للمعركة ..بعدما قاتلتهم لسنوات بأيد عربية ...
وليسجلوا في تاريخهم المشرّف الانتصار في الحرب الأميركية_اليمنية...وإذا نزل الاميركيون برّاً...ستكون اليمن اضعاف فييتنام...
النصر لليمن الشجاع والشريف...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل