الى الحرب الأمنيّة.. "ضربات الحوثيّين ستتجاوز البحر الأحمر"! ــ ماجدة الحاج

السبت 13 كانون الثاني , 2024 07:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
إلى منعطف بالغ الخطورة، سحبت الولايات المتحدة المنطقة- الجاثمة اصلا على برميل بارود منذ بدء العدوان "الاسرائيلي"-الأميركي على غزة، ونفّذت عدوانا على اليمن بمعيّة بريطانيا فجر امس الجمعة، قبل ان تعاود اليوم مجددا استهداف صنعاء، في خطوة عسكريّة متهوّرة قادها الرئيس جو بايدن والذي سرعان ما وُوجه بحملة اعتراضات داخلية حيال "دستوريّة" هذا الهجوم بعيدا عن موافقة الكونغرس عليه.. اما وانّ واشنطن غامرت بتسديد هذه الضربة في مرمى حركة "انصار الله" والتي ردّت بتهديد كلّ المصالح الاميركية والبريطانيّة وتحديدها اهدافا مشروعة لقواتها بعد هذا العدوان.. فُرضت علامات استفهام كثيرة عمّا ينتظر البحر الاحمر من تطورات مرتقبة بعد "عسكرته"؟ بل عمّا ينتظر المنطقة برمّتها بعد التصعيد الاميركي الخطير.. خصوصا على وقع تحذيرات من مغبّة استغلال بنيامين نتنياهو الإنخراط الأميركي المباشر في الهجوم على اليمن، والمبادرة الى فتح الجبهة الشمالية على مصراعيها امام حرب شاملة مع حزب الله!.

 

آثرت الولايات المتحدة تنفيذ عدوانها في توقيت انجذاب انظار العالم نحو محكمة العدل الدولية التي بدأت النظر بالدعوى القضائية التي رفعتها جنوب افريقيا على "اسرائيل" بتهمة حملة الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وفي غمرة الحرب الأمنيّة التي انتقلت اليها واشنطن بمعيّة تل ابيب في مواجهة "حماس وسائر أضلع محور المقاومة، بعد فشل تحقيق اهداف العملية العسكرية في غزة رغم مرور 98 يوما على بدء العدوان على القطاع.


مروحة اغتيالات متلاحقة بادر الثنائي الى تنفيذها و طالت كبار القادة بدءا بالقيادي في الحرس الثوري الايراني الشهيد رضي الموسوي، مرورا بالقائد الشهيد في حماس صالح العاروري، والشهيد في حركة النجباء العراقية ابو تقوى السعيدي الى القيادي في حزب الله الشهيد وسام الطويل،وما بينها تفجيرات كرمان الايرانية التي حصدت اكثر من 100 شهيد-عبر توكيل المهمة لتنظيم "داعش"..اغتيالات تخطت فيها واشنطن وتل ابيب كل الخطوط الحمر مع محور المقاومة، وارادتا توصيل رسالة "الى من يهمّهم الأمر"، بأنّ لهما اليد الطولى في هذه المواجهة مع كلّ اضلع المحور.. لكنّ الحقيقة التي يُطبق عليها الثنائي.. في مكان آخر!


اذ انّ حصيلة الضربات القاسية التي سدّدتها أذرع محور المقاومة في المرمى "الاسرائيلي"-كما الأميركي عبر سلسلة الاستهدافات التي تدكّ قواعدها العسكرية في سورية والعراق-في غمرة العدوان على غزّة والحرب الأمنيّة، تُحاط بتكتّم مطبق، تماما كما اخفت تل ابيب عمليّة استهداف مقرّ تابع لاستخباراتها العسكرية الوحدة 8200 في اربيل ليلة رأس السنة.. إلى ان كشفت عنها صحيفة جيروزاليم بوست العبرية اوّل امس الخميس.


الصحيفة التي اماطت الّلثام عن "ضربة قاسية سدّدتها طائرة مسيّرة في مرمى الوحدة الاستخبارية في اربيل ليلة رأس السنة، افضت الى مصرع ثلاثة ضباط ينشطون في كردستان العراق".. والأمرُ نفسه ينسحب على ردّ حزب الله الاوّلي على استشهاد القائد صالح العاروري، عبر قصف قاعدة  "ميرون" الجوّية ب 62 صاروخا، حيث تدخّل مقصّ الرقابة العسكرية  "الاسرائيلية" سريعا كالعادة، واخفى حقيقة حصيلة الاستهداف المركز للقاعدة المذكورة، قبل ان تكشف تسريبات –نقلا عن مصدرّين امنيّيَن رفيعي المستوى في الكيان "الاسرائيلي"، مصرع 8 ضبّاط و12 جنديا على الأقلّ-"في حصيلة اوّلية.


ضربة مؤلمة دفعت تل ابيب سريعا للردّ عليها، عبر اغتيال القيادي في حزب الله وسام الطويل.. لم يتأخر الحزب بالثأر للقيادي الشهيد وسارع الى استهداف مقرّ قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال في صفد، بالمسيّرات الهجوميّة الإنقضاضيّة، تبعها تعقيب لباحثين في معهد "الما" للدراسات، حيث المحوا الى "خسائر بشرية واضرار جسيمة" ليبدو واضحا انّ حزب الله انتقل الى استراتيجية جديدة بزيادة وتيرة ضرباته صعودا بشكل متدرّج، عبر انتقاء وضرب اهداف نوعية "اسرائيلية"، مع الحرص على البقاء تحت سقف الانجرار الى حرب يريدها نتنياهو وقادة حربه.


ويبدو انّ الاستراتيجية الجديدة بات يسلكها اركان اخرون في محور المقاومة، وهو ما دلّت عليه مبادرة المقاومة العراقية الاسبوع الماضي، الى استهداف حيفا بصاروخ كروز المطوّر" الأرقب"، فيما يترقّب محلّلون وخبراء عسكريون ان تُظهر حركة "انصار الله" اليمنيّة- بعد الهجوم الاميركي-البريطاني فجر امس الجمعة على اهداف للحركة في صنعاء وتعز والحديدة، بعضا من مفاجآتها  الصاروخية النوعيّة بالمرحلة المرتقبة.. اما اذا جنحت التطورات في البحر الاحمر صوب "نقطة اللارجوع".. فعندها، "سيكون لليمنيّين كلامٌ اخر أبعد وأخطر بكثير مما تتوقعه اميركا و"إسرائيل".


سنكون شاهدين على هجمات من قِبَل حزب الله وحماس وسورية والعراق، وستذهب السّفن الاميركية والبريطانية الى القاع- قبالة قطاع غزّة او البحر الابيض المتوسط، والبحر الاحمر ايضا" ..الكلام للضابط السابق في الجيش الاميركي سكوت بينيت، في تعليقه على العدوان الاميركي على اليمن، متوقعا ان تتعرّض القواعد العسكرية الغربية في سورية والعراق وقطر لهجمات عنيفة.


وفي السياق، حذّر محلّلون وخبراء عسكريون غربيون، "من الاستهانة بقدرات الحوثيّين "الذين يتّسمون بشجاعة عالية لم تستطع الولايات المتحدة وحلفها العسكري من كسرها إبّان العدوان "الجماعي" على اليمن بأيدِ عربية، والذي استمرّ لسنوات لم يحقّق فيها الاميركيون وحلفاؤهم ايّ انجازات على الارض، بل على العكس ازداد الحوثيّون قوّة وباتوا يمتلكون قدرات عسكرية ضخمة.


ولربما ابرز ما بدا لافتا، يكمن في ما نقلته معلومات صحافية فرنسية عن مصدر في موقع "انتليجانس اونلاين" الاستخباري الفرنسي، والذي رجّح ان تطال ايادي اليمنيين اهدافا اميركية وبريطانية" خارج مياه البحر الاحمر"، اما "اسرائيل،  فيبدو انّ الحركة اليمنية جهّزت لها حسابا آخر.. ويكفي التمعّن بمشهد المناورة العسكرية اللافتة التي نفّذها مقاتلو الحركة منذ ايام قليلة تحت عنوان" جاهزون لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، والتي حاكت السيطرة على مستوطنة افتراضية للعدوّ وأسر من تبقى من جنوده قبل تفجيرها، ليُعرف مدى اهميّة تحرير فلسطين في قاموس الحوثيين.


ايام واسابيع قد تكون حافلة بالتطورات والاحداث الساخنة في المنطقة بعد عدوان فجر الجمعة الخطير على اليمن.. ووفق تسريبات صحفية يمنية، فإنّ حركة "انصار الله"تجهّزت لكلّ الاحتمالات منذ دخولها على خطّ مساندة غزّة.


والحال نفسه على جبهة حزب الله –الذي ابلغ جميع الموفدين الغربيين الذين حطوا في بيروت منعا لتطور الامور العسكرية على الجبهة الجنوبية، " إنّ الحزب جهّز العدّة لأي مغامرة "اسرائيلية"، وحيث ستُعتبر حرب تموز 2006 نزهة امام مفاجآت الحرب المرتقبة- وفق اشارة شخصية امنية لبنانية، اكدت ايضا انّ الانتقام الفعلي لعملية اغتيال الشهيد صالح العاروري لم يُنجَز بعد، ورجحت ان يتمّ قريبا عبر عملية نوعية غير مسبوقة في قلب "الملعب" الاسرائيلي!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل