نتنياهو والتخلص من الأسرى.. بالإفراج أو القتل ـ د. نسيب حطيط

الجمعة 19 كانون الثاني , 2024 10:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لن يتراجع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وكذلك الإدارة الأمريكية، عن مشروع "هزيمة غزة"، سواء بالنار او بالحصار او بالجوع.. وفي شهر التوحش الرابع الذي قتل وجرح حوالي100,000 فلسطيني ودمّر أكثر من ثلث غزة وهجّر اهلها من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب الى الشمال؛ في عملية تحريك وترهيب مستمرة، بانتظار نجاح المشروع وتهجيرهم الى خارج غزة؛ اما الى دنيا الدول والصحاري أو الى الآخرة..
بعد الفشل الكلي بالتوغل البري، تعمل القيادة الأمريكية - "الإسرائيلية" المشتركة، وبمباركة ودعم بعض الدول العربية، الى سلب المقاومة ورقة القوة الوحيدة المتبقية لها، وهي ورقة "الاسرى"، بعدما استطاعت المقاومة وبشكل أسطوري الصمود أكثر من 100 يوم وهي تطلق صواريخها، وبالتالي ونتيجة الحصار واستعمال الصواريخ لن تستطيع إطلاق الصواريخ بنفس الوتيرة والكثافة في الأشهر المقبلة.
استطاعت "اسرائيل" استرجاع بعض الاسرى من النساء والاطفال وكبار السن وقسم من الاسرى قُتل اثناء العمليات العسكرية، وتحاول "اسرائيل" عبر صفقة الأدوية ان تعرف العدد الحقيقي للأسرى الاحياء لتبني على الشيء مقتضاه، فاذا كان عدد الاسرى قد صار قليلا فستُكمل الحصار والقصف، لأن القيادة السياسية استطاعت الحصول على "فتوى" من الحاخامات بجواز قتل الأسرى إذا كان ثمن تحريرهم اضعاف اعدادهم، وإذا كان الامر متعلقا بأمن مستقبل الكيان.
اعلن نتنياهو ان الحرب على غزه يمكن ان تستمر حتى العام 2025، حيث يراهن على عدم صمود الاهالي لمدة عام إضافي، وفي ظروف قاسية على المستوى المعيشي والصحي، وتحت القصف، وانه يمكن سلب المقاومة ورقتي القوة التي تحتفظ بهما الاسرى والصواريخ، ونتيجة الحصار المطبق واستحالة التصنيع بالشكل الذي يلبّي حاجات الميدان، فانه يلجا الى طرق حصار القلاع القديمة، فإما ان يقتل الاسرى او يموتوا وتنتهي الصواريخ وينهار المجتمع الاهلي في غزة، او يتم العمل على بدء التحريض والرفض والاعتراض ضد حركات المقاومة، لسلبها امكانية قبول اهل غزة عودتها الى السلطة بعد انتهاء الحرب.
هذا ما يراهن عليه الاحتلال، حيث بعد تغيير خطته العسكرية والانسحاب الجزئي من غزة واعتماد الغزوات المؤقتة والاستفادة بالتلازم من تمشيط الضفة الغربية وتصفية الخلايا العسكرية ومصادره السلاح في حرب استباقية حتى لا تنفجر الضفة وتصبح غزة ثانية..!
ان اطالة الحرب على غزة يحكمها امور أربعة:
- الموقف "الاسرائيلي" الذي لا يستطيع التراجع وتقبّل الهزيمة، ويعتقد انه دفع ثمنا كبيرا وباستطاعته ان يكمل المشوار ويتخلص من كابوس غزه بالمعطى الاستراتيجي، وان التضحية ب 150 عسكرياً اسيرا  أفضل من خسارة مئات الجنود في الهجوم.
- الموقف الاميركي الذي كان شريكا في المعركة بشكل مباشر في غزة واليمن والعراق وسوريا، وبشكل مباشر دبلوماسي في لبنان، وبالتالي لا يستطيع ان يتقبل انهيار معنوياته وهزيمة مشروعه !
- موقف العرب المتحالفين مع العدو "الإسرائيلي" (دول التطبيع) الذين يخافون من انتصار حماس خاصة، مما سيشجع جماعة "الاخوان المسلمين" على الانتفاضة ثانية، مما يهدد بعض انظمه الحكم، بالإضافة إلى الخوف من انتصار محور المقاومة.
- موقف قوى المقاومة التي لا تستطيع الاستسلام والتراجع بعد كل هذه الإنجازات والأثمان الغالية، .ولذا فهي ستستمر بالدفاع والمواجهة
بناء على ما تقدم، علينا ان نبني خططنا ان هذا العام هو عام الحرب والنار والحصار، وان الحلول ليست قريبة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل