الخلافات "الإسرائيلية" الداخلية.. إلى أين؟ ـ د. ليلى نقولا

الإثنين 22 كانون الثاني , 2024 08:38 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يوماً بعد آخر تتزايد الخلافات بين أركان مجلس الحرب "الاسرائيلي"، بحيث باتت تظهر الى العلن، في ظل سباق محموم بين كل من اليمين "الاسرائيلي" المتطرف والمعارضة لفرض وجهة نظرهم على مسار الحرب ومستقبل "اسرائيل" واليوم التالي للحرب.
وانطلاقاً من المثل القائل "للنصر ألف أب أما الهزيمة فيتيمة"، فإن الخشية من توقف الحرب بدون تحقيق أي انتصار عسكري يمكن أن يستثمره "الاسرائيلي" في مفاوضات التسوية التي ستعقد في ما بعد الحرب، والفشل في القضاء على حماس أو القيام بتهجير قسري شامل للفلسطينيين في القطاع، بالإضافة الى الخشية من المساءلة والمحاسبة، كلها عوامل تؤدي الى ترسيخ الانقسام وظهوره الى العلن.
وتتجلى الخلافات "الاسرائيلية" في الموقف من عدة أمور أهمها:
1)     التعامل مع ملف الأسرى والرهائن "الاسرائيليين" الموجودين في قطاع غزة.
2)     استشعار "الاسرائيليين" أن نتنياهو يحاول أن يطيل أمد الحرب للتهرب من المسؤولية عن الإخفاق الأمني، ولتحقيق انجاز عسكري يجنبه مسؤولية الاخفاق في "القضاء على حماس"، وهو الهدف الذي وضعه "الاسرائيليون" للحرب على غزة. وكان نتنياهو قد حاول، مبكراً، أن يتهرب من المسؤولية ويلقيها على القيادات العسكرية والامنية، قبل أن يضطر للتراجع تحت الضغوط.
3)     الخلافات داخل مجلس الحرب نفسه، خصوصاً بين نتنياهو وغالانت، وهو صراع أجنحة داخل حزب الليكود.
4)     سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة وقراراتها وعلى القرارات التي يتخذها نتنياهو، وهو ما يدفع كثيرون للقول إن نتنياهو رهينة اليمين "الاسرائيلي" المتطرف، خصوصاً سموتريتش وبن غفير.
5)     الخلافات حول رؤية "اليوم التالي للحرب" واستراتيجية الخروج من هذه الحرب. ففي حين يضغط الأميركيون ومعهم الاوروبيين وجزء من "الاسرائيليين" (بشكل عام اليسار الاسرائيلي) للتوصل الى تسوية تؤدي الى حل الدولتين، يندفع نتنياهو ومعه اليمين "الاسرائيلي" بشكل عام، واليمين المتطرف بشكل خاص، لرفض أي إمكانية لتشكيل دولة فلسطينية، ولعدم الانسحاب من غزة بعد الحرب.
6)     يتباين "الاسرائيليون" في المدى الذي يمكن أن يعارضوا فيه المطالب الأميركية، خصوصاً بعد الاحراج الذي بات يستشعره الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية من سياسات نتنياهو واليمين "الاسرائيلي"، ومن إطالة أمد الحرب على غزة، والمجازر التي ارتكبت. وهذا الاحراج تتأتى من المواقف التي يعلنها الكثير من الناخبين الأميركيين في الحزب الديمقراطي، والذين يعلنون صراحة عدم موافقتهم على التأييد الاعمى الذي تقوم به الادارة "لإسرائيل"، بشكل بات يخشى معه أن يخسر الديمقراطيون الانتخابات بسبب حرب غزة.
في النتيجة، وبالرغم من ظهور تلك الانقسامات، إلا أن الحكومة "الاسرائيلية" ما زالت متماسكة لغاية الآن، وما زال الدعم الاميركي والغربي "لإسرائيل" قائماً، وهو ما يشي بأن المهلة التي كان الأميركيون قد أعطوها لنتنياهو لوقف الحرب وتحقيق انتصار عسكري، وهي نهاية شهر كانون الثاني / يناير الحالي، على الأرجح أنها ستتمدد، وسيحاول الاميركيون تمديدها الى أقصى حد ممكن لتحقيق إنجازات يمكن استثمارها في التفاوض على مستقبل غزة بعد الحرب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل