هل تكون رفح "دفرسوار" غزة؟ ــ د. نسيب حطيط

الأحد 18 شباط , 2024 01:25 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
لا زالت ثغرة "الدفرسوار" التي احدثها ارييل شارون في حرب تشرين عام 1973 على الجبهة المصرية حاضرة في تاريخ الصراع العربي - "الاسرائيلي"، حيث استطاعت "اسرائيل" من خلالها محاصرة الجيش الثالث المصري واجهاض الانتصار على الجبهة المصرية كمرحلة اولى، ثم اجهاض الانتصار على الجبهتين السورية والمصرية وهما في ذروة الانتصار، بالتزامن مع قعر الهزيمة "الإسرائيلية" العسكرية والمعنوية.
حاول "الاسرائيليون" في حرب 2006 تكرار تجربة "الدفرسوار" بالتوغل باتجاه نهر الليطاني في "وادي الحجير" واستطاعت المقاومة افشال "الدفرسوار الاسرائيلي" الذي استطاع ان ينتصر عبر "دفرسوار القرار 1701"، والذي اعطاه "المنطقة العازلة" تعويضا عن فشل هجومه البري والبحري والجوي.
إن استراتيجية "الثغرة - الخناق" من أهم استراتيجيات العقيدة القتالية للجيش "الإسرائيلي" منذ بدء الحركة الصهيونية، فيعتمد ثغرة الدفرسوار السياسي: "التطبيع"، ويعتمد الدفرسوار العسكري: "اختراق الجبهات"، والدفرسوار الثقافي: "الديانة الإبراهيمية"، وقد استطاع جني الثمار السياسية والاقتصادية، لتثبيت وجود الكيان وتأسيسه ثم توسعته!
حاولت المقاومة في غزة ان ترد عليه بالمثل وبادرت الى "دفرسوار طوفان الأقصى" الذي هز الكيان وزعزع اركانه، وهو يحاول منذ اربعه أشهر اعاده ترميم صورته المعنوية والعسكرية وحتى الان لم يستطع تحقيق اهدافه، لكنه عاد الى استراتيجيته التاريخية "الدفرسوار" وستكون رفح "الدفرسوار الجديد"، والتي ستشكل المعركة الفاصلة بين طرفي القتال، واللذين يمثلان الان صراعاً بين محورين ومشروعين: الأمريكي، والمقاوم، ومن ينتصر في هذه المعركة (معركة رفح) سيسجل انتصاراً او هزيمة او تعادلاً بين الطرفين كنتيجة لمعارك المرحلة الراهنة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل