لماذا يندفع الأميركيون لقيام دولة فلسطينية؟ـ د. ليلى نقولا

الإثنين 19 شباط , 2024 10:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتزايد التصريحات الغربية والأميركية الداعية الى حلّ الدولتين، واعادة مسار "السلام" بين الفلسطينيين و"الاسرائيليين"، وكان آخرها تصريح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر ميونيخ، أن البديل الوحيد هو جعل "إسرائيل" وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب في "سلام"، وأن ذلك لن يتحقق بالوسائل العسكرية وحدها.
وأوضح بوريل أنه يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن "يدعم المبادرة العربية" التي تنص على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلاً: "علينا إنهاء الحرب في غزة، لكن لم يتحدث أحد كثيراً عن الضفة الغربية التي تشهد غلياناً وقد تنفجر".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد صرح مراراً أن الأميركيين يسعون الى السير بحلّ الدولتين، وأن الادارة تعمل على إعداد خطة شاملة للسلام المستدام في الشرق الاوسط، والذي يؤدي الى إقامة دولة فلسطينية، ويحفظ أمن "اسرائيل".
لماذا تريد إدارة بايدن السير بحل الدولتين؟
يسعى الاميركيون منذ إدارة أوباما الى تطبيق استراتيجية "التوجه نحو آسيا"، وذلك عبر القيام بترتيبات في الشرق الاوسط تحفظ استقراره والمصالح الأميركية فيه، وتخفيف الانخراط في الشرق الاوسط، للتوجه نحو منطقة شرق آسيا للتفرغ لمواجهة الصين ومنع الصعود الصيني العالمي.
وقد أدّت التطورات خلال فترة أوباما الثانية الى إعادة الانخراط الأميركي في الشرق الاوسط لمواجهة "داعش" ولمنع توسع النفوذ الروسي في المنطقة. أما في فترة بايدن الرئاسية، والتي تعتبر امتداداً لسياسة أوباما، فقد شهدت رهاناً على الاستقرار في المنطقة عبر اتفاقيات التطبيع وادماج "اسرائيل" مع دول المنطقة في مشاريع تنموية واقتصادية، تهدف الى مواجهة المشاريع الصينية وحفظ أمن "اسرائيل" عبر تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية، خصوصاً الدول الخليجية.
لكن الاميركيين ومعهم الكثير من الغربيين والعرب أن السلام يمكن ان يتحقق بمعزل عن الفلسطينيين، ولم تكلف إدارة بايدن نفسها بوضع خطة سلام أو للحديث عن سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكن أحداث 7 اكتوبر كشفت ان هذا الرهان خاطئ.
وعليه، إذا كان الاميركيون يريدون أن يعودوا الى خطتهم الاساسية، باعتبار ان التهديد الجيوستراتيجي الصيني والروسي هما التهديدان الاكبر، فإن الاستقرار في المنطقة يحتّم اعطاء الفلسطينيين دولة والسير بعملية السلام قدماً الى الامام.
ويعتبر الاميركيون والكثير من اللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، أن عليهم أن يحفظوا اسرائيل من نفسها، وأن يحفظوا "أمنها" بطريقة مختلفة عن الاتجاه الذي تسير به "كدولة يمينية متطرفة تتسم بالسلطوية وتتخلى عن الديمقراطية، ومهددة بالعنف من داخلها وخارجها"... والحل الوحيد لذلك، برأي هؤلاء، يكون عبر السلام الذي يمنح الفلسطينيين دولة، ويعزز نفوذ "المعتدلين" فيها، ويجعل الشعب الفلسطيني يتخلى عن خيار العنف.
هذا التوجه الغربي يتوافق مع اتجاه عربي يدفع نحو تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، فهل يكون عام 2024 عام يعترف فيه العالم بحقوق الفلسطينيين ويمنحهم دولة؟ قد يكون هذا الامر أقرب من أي وقت مضى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل