المشروع الأميركي لإنهاك وشيطنة المقاومة وعزلها! ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 20 شباط , 2024 11:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بدأت اميركا بمشروعها العام لإنهاك حركات المقاومة وشيطنتها وعزلها دوليا وداخليا في اوطانها وصولا لتحريض البيئة الشعبية والسياسية الحاضنة للمقاومة والسياسية، ودفعها للانقلاب عليها نتيجة الضغط الامني والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والنفسي، نتيجة عدم الاستقرار والفقر والنزوح.
 على الصعيد اللبناني وبعدما استطاعت المقاومة حماية لبنان من السقوط في فم التمساح الاميركي طوال خمس سنوات منذ العام 2019 الى مرحلة اسناد غزة المحاصرة يتابع المشروع الاميركي تنفيذ خطته في لبنان (التي نجح الى حد كبير فيها) على مستوى زعزعة الاستقرار المؤسساتي من خلال الحصار الاقتصادي وانهيار الليرة وترنّح القطاع العام والجيش والمؤسسات الأمنية وابقائها على قيد الحياة ،بمساعدات ظرفية (بانادول المساعدات) المالية او المحروقات او شحنات الغذاء، مما يشكل طعنة معنوية ونفسية لها على مستوى الافراد والضباط!
طوّرت الإدارة الأمريكية هجومها على لبنان واضافت اليه العمل العسكري "الاسرائيلي" والذي بدا بالتدحرج والتوسّع على مستوى الجغرافيا اللبنانية وعلى المستوى الناري مع ترجيح زيادة هذا التصعيد والتوسع للضغط على المقاومة وفق التالي:
-   ايذاء اهلها وتهجيرهم وإلحاق الخسائر المادية بهم عبر تدمير بيوتهم ومحلاتهم ومصانعهم ومؤسساتهم التجارية وتعطيل مواسمهم الزراعية ،بهدف تشكيل قوه من الراي العام" الشيعي" خاصة للضغط على المقاومة والقبول بفصل المسار والمصير عن غزة والداخل الفلسطيني.
-استدراج المقاومة لمواجهة اهلها عبر المشاركة في فرض الضرائب الفاحشة والخيالية بعنوان تامين الموازنة المالية للدولة المنهارة والمفلسة، بسبب الحصار الاقتصادي الامريكي ونتيجة الفساد المستدام منذ أكثر من 30 عاما، فتصبح المقاومة بمواجهه اهلها الذين لا يستطيعون تحمّل هذه الضرائب في لحظة امنية واقتصادية حرجة وخطيرة، مما يدفع الجمهور لتحميل المقاومة مسؤولية ارهاقه وتجويعه لأنها في الصورة المباشرة والاميركي خلف الكواليس!
- اطباق الحصار الطائفي والسياسي على المقاومة في لبنان وتعريتها من كل الحلفاء والاصدقاء بالتلازم مع الحملات الإعلامية المركزة لشيطنتها وتحميلها مسؤولية الانهيار الاقتصادي والخراب نتيجة الغارات "الإسرائيلية" وتحويلها مع طائفتها الى طائفه مكروهة ومعزولة.
- بدأ فصل المقاومة واستطرادا الطائفة الشيعية عن المسيحيين في لبنان بعد تدمير آخر جسر تواصل بما عرف تفاهم "مار مخايل" مما شكل تحالفا غير معلن في وحده الموقف بين (التيار العوني والقوات اللبنانية والكتائب والبطريركية المارونية والأرثوذكسية) بمواجهه المقاومة والمطالبة بالحياد واغلاق جبهة الجنوب بالإضافة لاستنكار هذه القوى وتتهم الثنائية الشيعية بفرض رئيس للجمهورية الماروني والذي حدث في المرة الاولى عبر انتخاب الرئيس ميشال عون والذي تريد "الثنائية ،تكراره بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً مع فارق انه في حاله فرنجية انه معزول مسيحيا من القوى السياسية الثلاث والبطريركية المارونية!
بدأ الهجوم السياسي المسيحي عبر عظات البطريرك الراعي التي تتصاعد حدّتها ولهجتها ثم موقف التيار الوطني الحر بلسان الرئيس ميشال عون الذي رفض ربطه لبنان بغزة  وصولا الى الوفد النيابي (المسيحي والسني والدرزي) الذي يزور بريطانيا وبعض الدول الأوروبية للمطالبة بإنقاذ لبنان  وتطبيق القرار 1701 يضاف الى ذلك بدء التأسيس لحصار سياسي "سني" اطلق ومضته الاولى الرئيس سعد الحريري في زيارته الخاطفة الى لبنان ومقابلته الصحفية الذي اعاد تحميل الحزب مسؤولية اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، ويمكن ان تكون بداية امتحان للعودة.
لابد من مواجهة الخطة الأميركية الناعمة والساخنة في آن واحد بهدف ارباكها والضغط عليها لقبول الشروط الإسرائيلية التي يحملها الموفدون واعاده وتغيير استراتيجية المواجهة يوفق التالي:
-  اعاده النظر بأداء الثنائية المقاومة في السلطة والحكم والمبادرة لتصحيح الاخطاء والتقصير ،بما يحمي اهلها ويسحب من الامريكيين ورقة التحريض المرتكز على رفض الضرائب بالإضافة للتحرك لاستعادة ما تيسّر من اموال المودعين، والا الاستقالة حتى لا تتحول المقاومة أداة (بغير قصد) لتسهيل المشروع الأميركي لخنقها مع أهلها!
- المبادرة لفتح الحوار السياسي والتواصل مع كل الطوائف ورجال الدين والقوة السياسية في لبنان لتامين حد أدنى من الوحدة الوطنية وتجاوز منطق ان المقاومة ليست بحاجة الى وحدة وطنية، حيث يقول الامام الصدر (ان السلم الاهلي أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل) وان (نصف الموقف مع وحدة وطنية أفضل من موقف بلا وحدة وطنية)
- العمل على عدم الوقوع في فخ الاستنزاف الاسرائيلي طويل المدى زمنيا في حرب الاستنزاف والتي خطط "الاسرائيليون" والامريكيون ان تمتد حتى نهاية العام سواء في لبنان او في غزه لتامين القتل الناعم.
المعركة طويلة ومتعددة المحاور ولابد من فتح الباب لمشاركة جميع القوى والشخصيات الوطنية لمواجهة هذا المشروع الخبيث والخطير.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل