معركة التالينا الايطالية في يافا

الإثنين 04 آذار , 2024 12:21 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

في صيف ايطالي عام 1947، قام عدد من عصابة "الايتسل" الصهيونية، بقيادة مناحيم بيغن، بشراء سفينة "التالينا" الايطالية، بهدف نقل عدد كبير من يهود فرنسا إلى فلسطين، إضافة الى حمولة كبيرة من مختلف انواع الاسلحة والمتفجرات والسيارات المصفحة، اشتراها صهاينة اوروبا من فرنسا بهدف تهريبها الى عصابتهم في فلسطين، في محاولة لتعزيز قوتها العسكرية اثناء الحرب ضد الفلسطينيين. وبعد اعلان قيام الكيان الصهيوني في شهر ايار من العام 1948، رست السفينة في 23 حزيران 1948 عند شواطئ مدينة يافا، وكادت ان تؤدي إلى حرب أهلية.
كان بيغن عضواً ايضا في عصابة "الهاغاناه" التي كان يقودها ديفيد بن غوريون، لم يكن بيغن وبن غوريون متفقين في الأفكار والسياسات، فقد كان لكل منهما مواقف متناقضة تخص فكرة إنشاء "دولة إسرائيل"، وكيفية التعامل مع الحرب التي تهدف إلى فرض الدولة الجديدة على خريطة العالم، بل وجه بن غوريون اتهامات متعددة إلى بيغن حينها، أبرزها أنه فاشي ويشبه هتلر، إلى درجة كبيرة.
أراد بن غوريون ضم العصابات الصهيونية وتوحيدها في جيش واحد يمثل الكيان، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك توزيع للسلاح على اليهود ليتحولوا إلى مجموعات تعمها الفوضى، مؤكدا أن "الجيش" هو فقط المسموح له بامتلاك السلاح واستخدامه، فطلب بن غوريون من أعضاء عصابة "الإيتسيل" - وهي الجهة التي يفترض ان تتسلم حمولة السفينة - أن يسلموا كل الأسلحة التي كانت تحملها للجيش، لكن بيغن أصر على الاحتفاظ بها ثم تراجع وطالب بالاحتفاظ بجزء منها، وهنا بدأت حدة التوتر ترتفع بين الطرفين.
في 20 تموز من العام 1948 صعد بيغن على السفينة وقرر التمرد.. بن غوريون من جهته اعتبر ذلك اعلان حرب، وطلب من الجيش وقتها قصف السفينة، وكان الهدف كسر عصابة "الإيتسيل"، فشهد الساحل الفلسطيني حربا بين الطرفين.
تسبب الاقتتال وقتها بمقتل وإصابة العشرات من الصهاينة، اغلبيتهم من "الإيتسيل"، وعدد اخر من أعضاء عصابة "الهاغاناه"، لكن سرعان ما توقف الأمر بعد ان أعلن بيغن الاستسلام، الذي كان آخر الناجين منها، وكتب في مذكراته انه امر رجال "الإيتسيل" بعدم الرد على إطلاق النار، صارخا "حرب أهلية، مستحيل"، منبها لأهمية منع وقوع حرب اهلية، ومضيفا: "لو حدثت حرب أهلية متبادلة، لكانت دمرت اسرائيل".
واليوم، مجلس وزراء العدو أعلن عن سحب بعض الصلاحيات من ما يسمى وزير الامن ايتماربن غفير، والتي تختص بالمسجد والاقصى والصلاة فيه خلال شهر رمضان المبارك، وهذا يعني بداية توترات سياسية وتصريحات متضاربة بين الصهاينة أنفسهم، قد تصل الى ما هو ابعد من ذلك، والاجرام بحق الفلسطينيين عاجلا ام اجلا سيجري على وبين المجرمين.

جعفر سليم
عضو اتحاد كُتاب وصحافيي فلسطين


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل