ماذا لو استمرت الحرب الى نهاية العام ــ د. نسيب حطيط

الأربعاء 06 آذار , 2024 12:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

وفقاً للمؤشرات الميدانية والسياسية فإن طرفي القتال في غزة وصلا الى نقطة اللاعودة، فالعدو "الاسرائيلي" بقيادة اميركا وحلفائها العرب والأتراك يعتقدون ان الفرصة مؤاتية لتنفيذ مشروعهم لتهجير غزة والغاء كل مظاهر المقاومة المسلحة فيها، واذا قبلوا ببقاء سكانها فعليهم ان يكونوا ضمن "مخيم كبير" مسلوب القوه والهوية، وسيستمر "الاسرائيليون" في توحشهم وحصارهم حتى تستسلم غزة وترفع الراية البيضاء من الجوع والمرض والعطش، ليس بسبب استسلام المقاومة، فهم لا يختلفون على هذا الهدف وهذا الاسلوب، إنما يحاولون ان ينجزوا مشروعهم بالقتل بلا صراخ، ودون اثارة الراي العام والسبيل الوحيد وفق الخطة الأمريكية والطلب العربي ان لا ينفّذ الاجتياح البري "لرفح" ويتم تمديد الحصار حتى لو طال اشهرا طويلة وبعد الاختبار النفسي والميداني الذي تبرّع به العرب عبر هجومهم المظلي ورمي الغذاء جواً، حيث ظهرت الحالة المأساوية التي يعيشها اهل غزة وانهم وصلوا الى دائرة الجوع والتقاتل على رغيف الخبز وهذا ما شجّع الطرف الامريكي والاسرائيلي لإفشال المفاوضات مع مسرحية أمريكية يصدقها البسطاء والساذجون بأن "إسرائيل - نتنياهو" تتمرّد على اميركا، لكن الحقيقة ان اميركا تريد ان تنفذ المشروع وتغسل يديها من دماء الفلسطينيين.
اما الطرف الفلسطيني المقاوم في غزة وبعد كل هذه الاثمان الكبيرة من الشهداء والجرحى والدمار من الحصار، فيعتقد ان التنازل في هذه اللحظة وعدم تحقيق اهداف سياسية بالحد الادنى مع ضمان اعادة إعمار غزة، كما كانت وضمن فترة زمنية محددة فإنه سيصاب بهزيمة كبرى وتضييع الكل الانتصارات التي حقّقها مع نتائج سلبية، اولها شطب "حماس" بالمعطى العسكري والسلطة المستقلة، ولكن الاكثر خطرا انه في حال القضاء على المقاومة في غزة، فإن الشعب الفلسطيني ،سيحتاج الى عقد او عقدين من الزمن لإعادة انتاج حركة مقاومة مسلحة داخل فلسطين خصوصا لاستعادة حقوقه ،لأن استعادة الحقوق، بالمفاوضات وبعد تجربة30 عاما من اتفاقيات" أوسلو" فأنها لن تعيد للفلسطينيين حقهم!
وفق هذه المعطيات والوقائع وسواء كانت هناك هدنة قصيرة او طويلة او متعددة ،فإن المعركة في غزة ستكون طويلة، وربما ستطول سنة او سنتين، فإما ان يستطيع المحور (الأميركي - "الإسرائيلي" - العربي - التركي) القضاء على المقاومة في غزة وتنفيذ مشروعه او ان المقاومة في غزة مع حلفائها في محور المقاومة يستطيعون افشال المشروع.
واستدلالاً على هذا الامر لا بد من سماع ما يقوله الاسرائيليون وما يتصرف به العرب وما تقوم به اميركا من منع لمجلس الامن من اصدار قرار لوقف النار وانهاء الحرب مع التحضيرات التي تجريفي سيناء على الجانب المصري المعلنة وغير المعلنة ومن الاستدلالات ايضا المحاولات الأمريكية المتكررة لعزل غزة عن جبهات الاسناد والتي بدأت في العراق وتستمر في لبنان والتدخل العسكري الاميركي في اليمن ..
والسؤال المطروح... على مستوى لبنان خصوصاً وبعد اصرار المقاومة على ربط الهدنة في لبنان بحال غزة ، بالتزامن مع التهديد الاسرائيلي باستمرار العمليات في لبنان حتى لو تم توقيع الهدنة في غزة وكلا الامرين يؤديان الى ان جبهة لبنان حتى لو دخلت في الهدنة، فإنها ارتبطت زمنيا بالمشروع "الاسرائيلي" ضد غزة وربما بالقدس ايضا وهذا ما يدلّنا على اننا امام أشهر طويلة على جبهة لبنان.
حتى لا نقع بما أصاب الفلسطينيون عام 48 والذين خرجوا من بيوتهم ومفاتيح بيوتهم معهم ولم يعودوا بعد 70 عاما ..لابد من اعداد خطة استراتيجية على مستوى لبنان والجنوب خاصة لمعالجة قضايا النازحين والصامدين والذين تم تفاجأوا كما المقاومة في طوفان الاقصى ونزحوا من قراهم ،خاصة وان بعض الجمعيات الدولية التي تساعد النازحين بادرت للتواصل مع اصحاب البيوت "غير المكتملة" في منطقة صور وعرضت تشطيب بيوتهم ،بشرط ايواء النازحين بالتلازم مع اطلاق العدو القذائف والرصاص على خزانات المياه والواح الطاقة الشمسية للإبار والبيوت وهذا ما يؤشر ان فترة بقاء النازحين... ليست ليوم او اسبوع او شهر وانما لأشهر وربما أكثر من سنة!
اللحظة الاولى للعمليات كانت مفاجئة وانتجت نزوحا ودمارا ولابد من عدم البقاء في حالة انتظار انتهاء الحرب يوم غد.. بل علينا التحضير على ان الحرب ربما ستنتهي بعد أشهر او بعد عام وعلى اولي الامر ان يبادروا لوضع خطة تواجه حرب الاستنزاف الطويلة وعدم البقاء في "المياومة" الخدماتية والسياسية والمعيشية...او ربما الإهمال والتقصير والتقاعس.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل