"إسرائيل".. واغتيال الصوت الشعبي المقاوم _ د. نسيب حطيط

الخميس 07 آذار , 2024 02:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

من الامور اللافتة في الحرب القائمة على جبهة جنوب لبنان، مبادرة "اسرائيل" لاغتيال بعض المواطنين العاديين الذين ظهروا على الاعلام يعلنون بقاءهم في القرى وإصرارهم على الصمود، ويتحدّون "اسرائيل" بانهم غير خائفين رغم القصف وتدمير البيوت؛ فعندما اعلن احد المواطنين، وهو الشهيد محمد مزرعاني، والذي يعمل في تربيه المواشي في حولا، وظهر في شريط تلفزيوني يعلن البقاء في بلدته ، قتلته "اسرائيل" مع امه بتدمير بيتهم، ثم اعلن الشهيد حسين حسين البقاء مع اخته وتشغيل الفرن الوحيد في البلدة، وانه سيبقى صامدا، فاغتالته "إسرائيل"، ثم ظهر رجل كبير السن، وهو الشهيد حسن حسين، من الطيبين، في احد شوارع قريته معلنا بقاءه وتحديه للعدو، وانه سيبقى في "بوز المدفع"، وانه غير خائف، فقصفت "اسرائيل" بيته وقتلته مع زوجته وابنه.. ثم اغتالت الشهيدين حسين حمدان وزوجته منار عبادي في كفرا، واللذين ظهرا ايضا في شريط تلفزيوني يقومون بخبز المناقيش.. وكانت "اسرائيل" ايضا قد قصفت بيت إسماعيل ناصر في كفرشوبا، والذي تصدى لجرافة "إسرائيلية" قبل نشوب الحرب.
من قواعد الحرب ان يلجأ العدو لاغتيال المقاومين (قادة ومجاهدين)، وان يقصف المراكز العسكرية، او اي تحرك عسكري، لكن ان يلجأ العدو "لاغتيال الصوت الشعبي" المقاوم، وترهيب الناس وكل من ينطق كلمة مقاومة، سيتم التعامل معه كمن يطلق الرصاصة المقاومة.. كل مواطن يبقى في القرى الحدودية يحفظ دورة الحياة ويؤكد على الصمود سيتم التعامل معه على انه "مسلح مقاوم وارهابي"، وبيته او محله التجاري او مزرعته هي "مراكز عسكرية".
من يحمل معولا سيتم التعامل معه على انه يحمل بندقية..
ومن يحرث ارضه لزراعتها سيتم التعامل معه على أنه مقاوم يعمل لتحضير "عمل عسكري "..
من يفتح محله التجاري او ورشته الميكانيكية او اي شيء يدل على الحياة، فانه يحضّر لعمل عسكري، لان بقاء الناس في قراهم هو تحصين للمقاومين وحماية لهم، لذا يعمل العدو على تجفيف "البحر الشعبي" للمقاومة حتى يقتل السمك المقاوم بسهولة.
يحاول العدو ان يطبّق النموذج غزة في جنوب لبنان وبشكل تدريجي..
يقصف لترهيب الناس واجبارهم على النزوح!  
يقصف سيارات الاسعاف ومراكز الدفاع المدني والصحي ..
يغتال الصحفيين لمنع نقل صور التوحش الاسرائيلي"."
تدمير بيوت المدنيين والتي قاربت او تجاوزت 3000 بيت بين مدمر ومتضرر !
ترهيب الناس ومنعها من الوصول الى حقولها وكرومها وخسارة مواسمها الزراعية منذ الخريف الماضي.
إطلاق النار على خزانات المياه والواح الطاقة الشمسية، للآبار وللبيوت لإعدام الحياة!
يتصرف العدو على ان الجنوب كله مقاومة" مدنيين ومجاهدين" وان البيوت والمدارس والمراكز الصحية والاسواق التجارية هي مراكز وقواعد عسكرية!
العدو يعترف بأن اهل الجنوب مقاومين...وليسوا جمهوراً للمقاومة!
ان خطة العدو "الاسرائيلي" ان يكون جنوب لبنان النسخة الثانية المعدّلة من خطته في غزه والعمل ضمن خطه استراتيجية لابعاد الخطر والتهديد عن مستوطناته وهو الذي اجتاح وهدّد لبنان اكثر من 70 عاما!
الحرب في الجنوب انتقلت من دائرة "الاسناد لغزة" الى دائرة الصراع الاستراتيجي وتحقيق الاهداف الاستراتيجية للعدو الاسرائيلي بالقضاء على المقاومة والهدف الاستراتيجي للمقاومة بإبعاد التهديد الاسرائيلي !
لابد من التعامل مع هذه الحرب ، وفق مندرجات اجتياح عام 78 واجتياح عام 82 وحرب 2006 وربما تصبح جبهة الجنوب هي جبهة الصراع الرئيسي وان تتحوّل جبهة فلسطين الى جبهة مشاغلة واسناد.. وانقلاب صورة الميدان.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل