غزة أولى ضحايا "الديانة الإبراهيمية" ــ د.نسيب حطيط

الخميس 28 آذار , 2024 08:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يقع البعض في التباس خاطئ خلال محاولة فهم ما يجري في غزة، ويحصره بالصراع الفلسطيني - "الاسرائيلي"، او من نافذة أكثر ضيقا ومحدودية فيراه صراعاً بين جزء من الفلسطينيين والعدو "الاسرائيلي" بالمعطى العسكري والسياسي، وهذه نظرة خاطئة ومبتورة وعوراء.
ما يجري الان في غزة له جذوره التاريخية من احتلال فلسطين عام 1948، لكنه يقع ضمن دائرة الصراع الديني والاستعمار الاقتصادي، ولا يتعلق بجغرافيا غزة وحركة المقاومة فيها، وانما يرتبط بجغرافيا العالم العربي واقتصادياته، والاهم عقيدته الدينية، وهي الاسلام، بشكل اساسي، والمسيحية التي تم حصارها او تحييدها عن العمل السياسي والعسكري.
في شباط عام 2023 تم افتتاح "بيت الديانة الإبراهيمية" في الامارات، والاعلان عن "الديانة الإبراهيمية" بعنوان التعاون والتكامل بين الرسالات الثلاث السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام، وبدأ الترويج لها في العام 2019 بتوقيع "وثيقة الإنسانية" بين شيخ الازهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية.
ان "الديانة الإبراهيمية" التي يجري تثبيت جذورها في العالم العربي هي الحلقة الثالثة المكمّلة "للماسونية والصهيونية"، والتي تهدف اساسا لهدم الدين الاسلامي خصوصا كدين يواجه حتى اللحظة المطامع الاستعمارية الأمريكية والإسرائيلية خصوصا، بعدما استطاعت اميركا وبريطانيا تلقيح الدين الاسلامي منذ اكثر من قرنين ، بجرعات التحريف الديني من الفكر الوهابي والبهائية والقاديانية وغيرها من الجماعات التكفيرية وبعض الاحزاب الإسلامية الكبرى مع منظومة كبيرة من ما يطلق عليهم اسم علماء الدين او الوعّاظ او المراكز الإسلامية والتي استطاعت  تحييد العقل عن الدين.. ثم تحييد الدين عن مواجهة الحاكم الظالم او الاحتلال الاميركي والاسرائيلي وحصرت الدين ببعض الفتاوى السخيفة والكاذبة؛ من "ارضاع الكبير" الى "مضاجعة الميتة" او السماح ببيع الخمور ليلا وليس نهارا.. الى وجوب الهجرة من فلسطين اذ لم يستطع المسلم القيام بالفرائض الإسلامية ثم مساعده "اسرائيل" على التهجير وإلزام الدول العربية بالتوطين بعنوان منظومه "الخلافة" حيث يمكن للفلسطيني ان يكون مواطنا في اي بلد عربي لانها دول الخلافة الإسلامية عبر التفاف احتيالي واستخباري على تهجير الفلسطينيين وتوطينهم!
غزه المظلومة والمحاصرة والمقاومة هي الضحية الاولى "للديانة الإبراهيمية"، حيث اصطّف العرب المطبّعون الى جانب "اسرائيل" بعنوان "اولاد العم اليهود" وحاصروا الأخوة المسلمين في غزة!
الديانة الإبراهيمية تلتزم الوحي الامريكي والصهيوني ورسله الموفدين من وزراء الخارجية او الموظفين العاديين او مسؤولي الاستخبارات.. وتترك الوحي الالهي ورسول الله (ص) ونصوص القران الكريم.
الديانة الإبراهيمية تمد الجسم البري لفك الحصار عن العدو و"الاسرائيلي" الذي يحاصر غزة.. ولا تفتح معبر رفح.
الديانة الإبراهيمية تضغط على حماس لتتنازل وتعطي كل اوراقها، والا تم قطع التمويل عنها وطرد مسؤوليها او تكفيرها لأنها تتعاون مع الشيعة في لبنان والفرس في إيران.
الديانة الإبراهيمية لا يعنيها رمضان وصيامه، فتصوم بالوقت الذي لا يصوم الاحتلال عن ارتكاب المجازر في غزة لبنان ..وما بين الافطار والسحور.
الديانة الإبراهيمية تغلق مكاتب المقاومة... ولا تغلق السفارات "الإسرائيلية" في عواصمها!
لابد من التعامل مع قضية غزة من نافذه عقائدية واقتصادية وليس من دائرة عملية "طوفان الأقصى" الظرفية.
ولابد من الدفاع عن الاسلام ..كدين وفكر تحرري.. مقابل الثلاثية المتوحشة (الصهيونية والماسونية والديانة الإبراهيمية المستحدث ة)
ان واجب التصدي للديانة الإبراهيمية التي تمثل "ردّة عقائدية" وانسانية واستعادة لحرب اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم في "خيبر والمدينة "لإجهاض دعوته الدينية واقتلاع جذور الاسلام
لقد نجحت الماسونية والصهيونية في تحييد المسيحية وافراغها من دورها السياسي والعسكري ولم يبقى امامها سوى الاسلام ...
معركة "طوفان الأقصى" و "طريق القدس" معركة تتعلق بالعقيدة... ولا تنحصر بالجغرافيا والاقتصاد ولذا، فأنها ...ستطول بوجهيها الناعم والساخن...وعلى الجميع المشاركة فيها وفق استطاعته وعلى كل المستويات...ولا تنحصر ..بالميدان والصواريخ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل