غزة بين ميناء" بايدن"... والقوات العربية والإسلامية ــ د. نسيب حطيط

الأربعاء 24 نيسان , 2024 11:56 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في الثامن من اذار الماضي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن البدء ببناء ميناء مساعدات في غزة، وامر البحرية الأمريكية ببدء الاشغال، معلنا جهوزية الميناء بعد 60 يوما، ومؤكداً انه لن تكون هناك قوات أمريكية على ارض غزة، لكنه بحاجة إلى قوات تحمي المساعدات وتوزّعها، وترك الباب مفتوحاً وضبابياً حول هوية هذه القوات وعديدها ومهماتها؛ هل هي لتوزيع المساعدات ام ان لها دورا امنيا وسياسيا في غزة؟
على مشارف نهاية مهلة الستين يوما، وبشكل مفاجئ، تلتقي قيادة "حماس الخارج" مع الرئيس التركي "أردوغان"، ويعلن السيد اسماعيل هنية ترحيب الحركة والتعاون مع اي قوه عربية او اسلامية تهدف لمساعدة الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال، وبارادة فلسطينية، ويأتي هذا التصريح بعد تصريح وزير الخارجية التركي فيدان عن استعداد حماس لقبول حل الدولتين والاعتراف "بإسرائيل"، والتخلي عن الكفاح المسلح والتحوّل الى حزب سياسي، وهذا ما ابلغه الى الدول الأوروبية لطمأنتها وهي التي تتوجس من حركه حماس.
دخول تركيا على ساحة التفتيش عن الحل لتامين خروج "اسرائيل" وامريكا من المأزق والمستنقع الفلسطيني في غزه والاستفادة من الحصار والضغوط العربية على حماس والمقاومة في غزة، والتي استطاعت الصمود بشكل اعجازي على مدى سبعة أشهر وتستطيع الصمود عسكريا أكثر، لكنها تنوء تحت عبء الحالة الإنسانية التي يعيشها المدنيون نتيجة التوحش "الاسرائيلي" والحصار المصري بعدما اعلنت مصر انها اغلقت 1500 نفق من سيناء الى غزه ودعمت الجدار الفاصل.
تم تكليف تركيا وتقاطع مصالحها مع اميركا و"اسرائيل" ولعلاقتها الاستثنائية مع حماس من بوابة الاخوان المسلمين لتامين حل يلبي المطالب الإسرائيلية التي اعلنتها، وهي انهاء حكم "حماس" في غزة، واسترجاع الاسرى "الاسرائيليين"، وتامين وصاية عربية - اسلامية في مرحلتها الاولى، وربما تكون بشراكة دولية في مرحلة ثانية تكون بديلة للاحتلال "الاسرائيلي" المباشر، بعدما عجزت "اسرائيل" عن تامين "جيش لحد الفلسطيني" في غزة، ولكي لا تدفع ثمن بقائها كجيش محتل في غزة.
ان حرب التجويع والقتل البطيء ومجازر المستشفيات والمقابر الجماعية والاسرى مفقودي الاثر في غزة وعدم وجود اي ضوء يبشر بتوقيع هدنة، سواء انسانية او وقفا لإطلاق النار وبقرار "إسرائيلي" - امريكي، حيث يعمل نتنياهو لعرقلة اي اتفاق وتأجيله واستطاع نسف هدنة رمضان التي كان يراهن عليها الفلسطينيون ثم الغاء هدنه العيد، وبالتالي الغاء اي هدنة ممكنة حتى عيد الأضحى، فاذا استطاع "الاسرائيليون"، برعاية أمريكية وجهد عربي وتركي، ان تكون المقاومة في غزة هي "الأضحية" التي يذبحها الجميع من اجل امن "اسرائيل" وفتح الطريق امام السلام والتطبيع وبدء مشوار تصفيه حركات المقاومة في المنطقة، فسيكون ذلك، ولن يؤلوا جهداً في سبيل ذلك.
ان دخول تركيا على خط اقتراح الحلول ورعايتها يؤشر لتزايد المأزقالامريكي "الاسرائيلي" والعجز العسكري عن حسم الأمور، لكنه يؤشر ايضا الى بداية الحل السياسي الذي لا يوحي حتى اللحظة بانه لصالح المقاومة في غزة، حيث يتم رسم المشهد العام لما يتم تعريفه اصطلاحا "باليوم التالي" استغلالاً "لمرونة حماس" (مُكرهة) على الاسس التالي:
- القبول بحول بحل الدولتين والاعتراف "بإسرائيل".
-الانضمام الى منظمه التحرير الفلسطينية، والالتزام بكل مواثيقها ومعاهداتها الدولية ومع اسرائيل" اي الغاء الكفاح المسلح".
- اقامة حكومة وحده فلسطينية بين فتح وحماس لإدارة غزة والضفة بعد تخلي حماس عن المقاومة المسلحة مع التفتيش عن طريقه لتسليم السلاح.
-  تشكيل قوة عربية واسلامية لإدارة الوضع الامني في غزه والاشراف على الاعمار كمرحلة انتقاليه لتسليم السلاح المقاومة والانتقال للعمل السياسي بما يشبه "اتفاق الطائف" في لبنان وتسليم الميليشياتللسلاح.
هذا ما تحاول اميركا تسويقه عبر تركيا ويبقى السؤال: هل تستطيع المقاومة في غزه بالتعاون مع محور المقاومة منع هذا المشروع او تعديله وتخفيف الخسائر مما يستلزم اطاله المعركة في غزه وعلى جبهة لبنان خصوصاً، للوصول الى حل سياسي يحاول كل طرف ان يكون لصالحه؟
الاشهر القادمة أشهر "مقاومه سياسية" وإعلامية، بالتلازم مع المقاومة العسكرية، والخوف من ان تسلب المفاوضات انجازات الميدان.
مع الدعاء للمقاومين بالصبر.. والنصر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل