بعد الديرخبية... ماذا يهدف العدوان "الإسرائيلي- التكفيري" على حلب؟ _ حسان الحسن

السبت 30 آذار , 2024 12:39 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 
مادامت سورية متمسكةً بدورها التاريخي الداعم لحركات المقاومة والتحرر في المنطقة والعالم الأوسع، ستستمر تدفع الأثمان، نتيجة هذا الدور، وجراء مواقفها الثابتة تجاه القضايا الإنسانية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة اللبنانية التي دحرت العدو "الإسرائيلي" عن الأراضي اللبنانية، وطهرتها من رجس الإرهاب التكفيري أيضًا، ولم تتوان أيضًا في تقديم أغلى التضحيات، نصرةً لأهالي غزة. لا ريب أن لدمشق والقيادة السورية دوراً أساسياً في الحفاظ على هذه المقاومة و"وظيفتها" ومهماتها، مادامت سورية تشكل "العمود الفقري" لمحور المقاومة برمته.
ومنذ أوائل سبعينيات القرن الفائت، وسورية تواجه العدوان "الإسرائيلي" - الأميركي المستمر عليها، من دون انقطاعٍ، تارةً بالعدوان المباشر، كما حدث في الساعات الفائتة في ريف حلب، وطوراً باستهداف الاستقرار الأمني والاجتماعي السوري بسلاح الإرهاب، وطورًا بالحصار الاقتصادي، ناهيك عن المحاولات الغربية وسواها الرامية إلى "شيطنة" دمشق، وفبركة "الاتهامات" في حقها، "كالضلوع" في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كونها رفضت في موقفٍ مع حليفها الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود الخضوع لإملاءات وزير الخارجية الأميركية الأسبق والراحل كولن بول، الذي زار بيروت ودمشق في أيار من العام 2003 مهددًا لحود وحليفه الرئيس بشار الأسد لثنيهم عن دعم حركات المقاومة في المنطقة، ومستقويًا بقوات الاحتلال الأميركي للعراق، على اعتبار أن هذا الاحتلال صار على تماسٍ مباشرٍ مع سورية، غير أن بول لم يفلح في مهمته، فتهديداته لم تؤثر إطلاقًا في الموقف المشترك للأسد ولحود، لناحية الحفاظ على المقاومة ودعمها.
وبعد انتصار المقاومة اللبنانية في تموز 2006 على العدو الإسرائيلي، وبذلك نجحت أيضًا في تجنيب سورية شر عدوانٍ مماثلٍ، كان احتمال وقوعه قائمًا بقوةٍ وقتذاك، بدأ التحضير "للربيع التكفيري الإرهابي"، لإسقاط الدولة السورية، بتدخلٍ مباشرٍ من العدو الإسرائيلي، الذي قدّم ولا يزال يقدّم مختلف أنواع الدعم  للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تستهدف الاستقرار السوري، من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، أضف إلى ذلك فإن العدو لم يتردد في تقديم الدعم العسكري المباشر للإرهابيين، كما حدث في "معركة  الديرخبية" في ريف دمشق في صيف العام 2016، حيث قامت الطوافات "الإسرائيلية" بتأمين الغطاء الجوي للإرهابيين في هجومهم على المنطقة المذكورة، هذا على سبيل المثال لا الحصر. وما أشبه اليوم بالأمس، فهاهي المجموعات التكفيرية الإرهابية تستهدف في هجومٍ مشتركٍ مع العدو الإسرائيلي، مواقع الجيش السوري ومراكز الدراسات والبحوث العسكرية في ريف حلب في الساعات الفائتة.  فالرسائل النارية "الإسرائيلية" المتكررة لدمشق واضحة ولا تحمل أي "التباس"، ومفادها: "العدوان الصهيوني- التكفيري على سورية لن يتوقف، ما دامت متمسكةً بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل