لبنان بين السبت الأسود.. والجمعة السوداء ــ د. نسيب حطيط

الخميس 11 نيسان , 2024 12:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
السادس من كانون أول عام 1975 تاريخ دموي ومفصلي في الحرب الأهلية اللبنانية؛ فبعد اكتشاف أربع جثث لعناصر من حزب الكتائب في منطقة الفنار، باشر عناصر حزب الكتائب اللبنانية بالانتشار في ميناء بيروت والسوق المركزي، وبدأ إطلاق النار على الفلسطينيين والمدنيين المسلمين الذين لم يكونوا على علم بما حدث، وانتشرت الجثث في الشوارع وتم خطف الناس على الهوية وبدأ تقسيم بيروت بين مناطق شرقية (مسيحية) ومناطق غربية (إسلامية).
ما يجري الان بعد مقتل أحد مسؤولي القوات وتوجيه انذارات جماعية للسوريين وحواجز للقوات اللبنانية او من انصارها او من طوابير خامسة او حتى من عملاء الموساد الذين يعيشون ويتكاثرون في لبنان، وبالتكامل بين ما يجري ميدانيا مع التصريحات والمواقف السياسية والكنسية والشعارات التي ترفع، وقائع لا تبشر بالخير، إنما تدق جرس الانذار لما نحن مقبلون عليه يوم غد الجمعة اثناء تشييع المغدور من عصابة سرقة.
الخوف ان يكون الحادث مدبّراً او ان الخطة المدبّرة سابقا لإشعال الفتنة في لبنان قد وجدت ضالتها بهذا الحادث العرضي واستغلّته لتنفيذ مشروعها بسبب مداهمة الوقت لها وتسريع موعد الفتنة التي كانت تحضّر لها.
مما يثير الاستغراب انه مع تسعير الخطاب الطائفي والعنصري والفلتان ضد السوريين بشكل عام وانقلاب الموقف للقوات من التأييد والحماية للنازحين السوريين الى إعلان الحرب عليهم وفق مصالحها او وفق ما هو مطلوب، نرى الصمت المخيف من القوى السياسية الوطنية وحتى المسيحية المعتدلة، والصمت الحكومي والنيابي عما يتم التحضير له وعما يجري دون اي موقف وترك الامر على الجيش والقوى الأمنية التي تفتقد الغطاء السياسي والقرار السياسي لأعمالها وتعتمد المبادرة والاستقلالية في التصرف مع واقعها المأزوم مالياً وتدني الرواتب للعسكريين وتأمين الامور اللوجستية من محروقات وغيرها.
إذا تطورت الامور يوم غد الجمعة ولم يبادر العقلاء والمسؤولون الرسميون والسياسيون الى معالجة الامر ابتداء من اليوم قبل فلتان الأمور، فان النار ستصيب الجميع، وستحرق من اشعلها وستحرق من صمت ووقف على الحياد وستحرق من هو مستهدف.
"الجمعة السوداء" مقدمة للحرب الإسرائيلية على لبنان او مكمّل لها او بديل عنها فلنمنعها وننقذ لبنان باهله جميعاً.
لابد من تحركات سريعة سياسية وامنية احتياطا لما سيحدث يوم غد، لأنه إذا انطلقت شرارة القتل ضد السوريين فأننا امام صدام مسيحي - سوري سيتوسع الى صدام لبناني_ سوري ولبناني - لبناني في ظل الحرب "الإسرائيلية" على لبنان الجوية والأمنية مع فارق في الوقائع، ففي العام 1975 وما اعقبها كانت سوريا حاضرة لحماية المسيحيين في المرحلة الاولى بعد طلبهم منها ذلك ثم كقوات فصل وردع بين الطرفين ثم في مرحله ثالثة تم تكليفها بإدارة الشأن اللبناني.
ان سوريا اليوم ، خارج هذا الدور بسبب الحرب التي تعرضت لها ولا تزال وتم انهاكها وواقع المنطقة لا يوحي بان احدا عنده الإمكانية او الوقت لمعالجة الوضع اللبناني كما كان في الحرب الأهلية اللبنانية.
ايام خطيرة وساخنة لا يمكن التعاطي معها بالصمت واغماض العينين.
غدا الجمعة يوم يمكن ان يُشعل لبنان إذا لم يبادر العقلاء في كل الطوائف والاحزاب والحكومة والمجلس النيابي الى حصار النار.
للحذر والاحتياط ولا تكونوا اهدافا سهلة ووقودا لفتنة يريد البعض اشعالها.
منعا "لجمعة سوداء" تعيد تقسيم البلد من جديد ليس بين منطقتين (شرقية وغربية) فقط بل تقسيم لبنان بين والسوريين والفلسطينيين واللبنانيين وبين بعضهم.
لإعلان حالة طوارئ سياسية وامنية لحصار الفتنة ومنع الجمعة السوداء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل