للمرة الأولى "الأوروبيون" يطرحون قضية عودة النازحين السوريين إلى ديارهم ــ حسان الحسن

السبت 20 نيسان , 2024 12:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
عادت قضية عودة النازحين السوريين إلى ديارهم إلى واجهة الاهتمامات الدولية والمحلية معًا، وتزامن ذلك إثر جريمة قتل مسؤول منطقة جبيل في القوات اللبنانية باسكال سليمان في إحدى قرى قضاء جبيل في الأيام الفائتة، على يد عصابةٍ سرقة ٍوتشليحٍ، أفرادها من التابعية السورية، حسب ما جاء في التحقيقات الأمنية والقضائية اللبنانية.
لا ريب أن كان لهذه الجريمة وما رافقها من ردود أفعالٍ انتقاميةٍ في حق بعض المارة والعمال السوريين في بعض المناطق اللبنانية، تأثيرًا محليًا محدودًا لجهة إعادة طرح ملف "إعادة النازحين" على طاولة البحث لدى المعنيين في السلطات اللبنانية. لكن وبحسب الوقائع فقد تم تحريك ملف النزوح السوري في شكلٍ أكثر جديةٍ من الغرب. فمنذ بدء الحرب الكونية على سورية في منتصف آذار 2011، لم يطرح في الأروقة الغربية قضية "عودة النازحين" إلى المناطق الآمنة في سورية، كذلك لم يتداول الإعلام الغربي هذه القضية منذ ذلك التاريخ إلى حين الأيام القليلة الفائتة، فقد بدأ هذا الإعلام تداول معلوماتٍ تفيد أنه "يتم في بعض أروقة الاتحاد الأوروبي البحث في إمكان عودة النازحين إلى الأماكن الآمنة في سورية للمرة الأولى منذ بدء الحرب عليها".
وفي السياق، تكشف بعض المعلومات غير المؤكدة أن "الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، بحث خلال زيارته بيروت، في الأيام القليلة الفائتة، مع الجانب اللبناني ملفي الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى قبرص والتعاون في ضبطها، وترسيم الحدود البحرية، كذلك تناول البحث قضية "عودة النازحين" إلى الأماكن الآمنة في سورية". فإذا صحت المعلومات، فهذا يعدّ تطورًا في الموقف الأوروبي حيال أزمة النزوح السوري، بعد رفضٍ أوروبيٍ شديدٍ لأي طرحٍ يفض إلى إعادة "النازحين" إلى ديارهم خلال السنوات الفائتة، على اعتبار أن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي.
وفي الصدد، يؤكد باحث في الشؤون الأوروبية أن "هناك حالة تململ في الأوساط الأوروبية من استمرار هجرة النازحين واللاجئين السوريين غير الشرعية إلى دول الاتحاد الأوروبي، في وقت تنعم المناطق الواقعة تحت سيادة الدولة السورية بالاستقرار الأمني التام، كذلك أن هناك حالة رفض لدى الأوروبيين للسياسة الغربية إزاء أزمة النزوح السوري، التي انتهجها الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب الكونية على سورية في ربيع العام 2011، هذه السياسة التي شجعت على النزوح، خصوصًا إلى البلدان المجاورة لسورية، التي لم تعد قادرة بدورها على ضبط هجرة النازحين غير الشرعية إلى الدول الأوروبية". ويكشف أن "هناك أصوات لدى الأوساط الأوروبية بدأت تطالب بعودة النازحين السوريين إلى الأماكن الآمنة في بلدهم، خصوصًا في ضوء الانفتاح العربي، تحديدًا الخليجي على دمشق في الآونة الأخيرة". وهنا، يؤكد المرجع أن "هذا الانفتاح ما كان ليحدث، بدون غض طرفٍ أميركيٍ عن هذا الانفتاح، لحساباتٍ أميركيةٍ خاصةٍ، قد تعتبر فيها أن الانفتاح المذكور سيؤدي إلى إضعاف النفوذ الإيراني في سورية، أو سوى ذلك"، ودائمًا بحسب رأي ومعطيات المرجع عينه. غير أن مصادر في المعارضة السورية تستبعد عودة النازحين إلى ديارهم في المدى المنظور، تحديدًا قبل بدء عملية ترميم البنى التحتية في سورية، وهذا الأمر متوقف على صدور قرار أميركي- غربي، لم تلح بشائره في الأفق القريب".
ولكن في المقابل، تؤكد مصادر سياسية سورية أن "دمشق مقبلة على مزيدٍ من الانفتاح العربي وغير العربي عليها، وبدا هذا الأمر جليًا من خلال رسائل وبرقيات التهنئة التي تلاقاها الرئيس بشار الأسد في عيد الجلاء في السابع عشر من نيسان". ويختم بالقول: "في عيد جلاء المقبل، سيتلقى الرئيس الأسد مزيد من التهانئ، من الدول التي تدور في المدار الغربي، وهذا مؤشر إلى أن سورية تتقدم بخطىٍ ثابتةٍ نحو حل أزمتها ومتفرعات هذه الأزمة وفي مقدمها أزمة النزوح، كذلك استعادة دورها في المنطقة".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل