ما خابَ من توكَّل على الله

السبت 04 أيار , 2024 09:12 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

صدقتُ في اعتماد قلبي على الله في استجلابِ ما ينفع ودفع ما يضرُّ، وهذا يقتضي إيماناً بالله كبيراً قويَّاً مفادُه: لا يُعطي إلا الله، ولا يمنع إلا الله، ولا ينفع إلا هو، ولا يضرُّ إلا هو، وقد وردَ عن الحسن البصري رضي الله عنه (معنى توكُّل العبد على الله: علمُه أنَّ الله هو ثقتُه).

والدعوة إلى التوكُّل والحضِّ على التحقق به ورد في القرآن الكريم سبعَ مرات ومن جملتها: (وتوكَّل على الحيِّ الذي لا يموت)، و: (وعلى الله فليتوكِّل المؤمنون).

وقد ذكرَ أهلُ العلم أنَّ التوكُّل على الله يتحقَّق به العبدُ إذا فعل أموراً أو نفَّذها، أولها: البعدُ عن الذنوب والمعاصي. ثانيها: الإيمانُ بالقدر، فما كتبَ الله نافذٌ وما قدَّره كائن: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، ثالثها: التوكُّل على الله لا ينافي الأخذَ بالأسباب والسَّعي بها ولها ومعها، لأن السَّعي بالأسباب يكونُ بالجوارح، وأما التوكُّل فمحلُّه القلب. ولهذا حضَّ القرآن على اتخاذ الأسباب: (وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوَّ الله وعدوكَّم)، وترك الأسباب من دون إلهام صادق صائب يجعلُ التوكُّل تواكلاً مذموماً.

وصدقَ المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "لو أنَّكم تتوكَّلون على الله حقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزقُ الطَّير، تغدو خِماصاً وتروحُ بِطاناً" رواه البغوي وحسَّنه علماء الحديث.

أخيراً: هنيئاً لك أيها المتوكِّل محبة الله لك، فقد قال جلَّ شأنه: (إن الله يحب المتوكلين).

اللهم حقِّقنا بالتوكل عليك كما تحب أن يُتوكَّل عليك.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل