الولايات المتحدة... و"ديمقراطية" الأفيون 2/3

الإثنين 04 شباط , 2019 12:25 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ مقالات

واشنطن تخوض حروب اليانكي خارج أراضيها وتنفذ إبادات بشربة

 

يبدو أن مفهوم الديموقراطية لدى الأميركيين والغربيين هو ان تأتي نتائجها دائما وفق مشيئتهم وما عدا ذلك ،فهو مخالف للأصول و"الإرادة الديموقراطية"، لأنهم ببساطة هم لا يريدون سوى "ديموقراطية النبلأ" او طبقة الاسياد ،وفقا للمفهوم الاغريقي ،فالنظام السياسي في أثينا القديمة ، منح حق ممارسة الديمقراطية لفئة النخبة من الرجال "الأحرار " أي طبقة النبلاء واستُبعد العبيد والنساء من المشاركة السياسية . وفعلياً، في جميع الحكومات الديمقراطية على مر التاريخ القديم والحديث، تشكلت الممارسة الديمقراطية من فئة "النخبة "حتى منح حق العتق الكامل من العبودية لجميع المواطنين البالغين في معظم الديمقراطيات الحديثة من خلال حركات الاقتراع في القرنين التاسع عشر والعشرين.

ثمة حقيقة بات واجبا كشفها، هل ان هناك ديموقراطية حقيقية، وفقا للممارسة الرأسمالية الغربية، إذ كثيرا ما يشارك في عملية انتخابية دون ال 60 بالمئة من مجموع الناخبين على سبيل المثال لا الحصر، فيفوز حزب ما او مرشح معين بنسبة خمسين وربع بالمئة من المقترعين، فيحظى بالسلطة، أي يكون فائزا بأقل ب 30 بالمئة من مجموع الناخبين، مما يجعل الفائز متحكما بالبلاد والعباد، وربما بمصير العالم.

ورغم   هذا الواقع، فإن الأميركي والغرب، يقيس النتائج وفق مصالحه فقط، وهكذا هو مدافع عنيد عن "واحة الديموقراطية" في السعودية، ومتحمس لديموقراطية أوكرانيا، ومع محمود عباس المنتهبة ولايته منذ أكثر من ولايتين، ومع عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني غير المنتخب والمستقيل والفار من بلاده موفرا غطاء لأبشع حروب الإبادة البشرية التي تقودها مملكة الكاز الكبرى ضد الشعب اليمني الصابر والمقاوم، إلى اخر ما هنالك من امثلة عن "العدوانية الديموقراطية " الأميركية والغربية.

لنعدد بعضا من الحروب الأميركية ضد شعوب العالم ،رغم تاريخ الولايات المتحدة  القصير نسبيًا الذي لم يتخطّ القرنين ونصف القرن من الزمن – منذ إعلان استقلالها عن ممالك أوروبا عام 1776 – إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر الدول التي خاضت حروبًا في العالم في التاريخ المعاصر، وتحديدًا تلك التي تتطلب خوض المعارك والحروب الكبرى واسعة النطاق خارج أراضيها، بخلاف التدخلات العسكرية المحدودة والغارات الاستثنائية مثل القصف الأمريكي لليمن وسوريا والصومال وليبيا وعدّة بلدان أخرى، فمنذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا لم تَخُض أمريكا معركة واحدة بمعناها الحقيقي على تُربة أمريكية، وإنما كانت الأراضي الأجنبية دائمًا مسرحًا للمعارك والحروب الكبرى.

من حروب واشنطن ضد الشعوب نذكر:

 

الحرب الأمريكية الإسبانية 1898

وكانت الخسائر البشرية فيها379 جنديًّا أمريكيًّا و4234 جنديًّا إسبانيًّا

في الأول من مايو (أيّار) 1898 خاض أسطول الولايات المتحدة الأمريكية أوّل معاركه البحرية في خليج «مانيلا» قرب جزر الفلبين، وقام بإلحاق هزيمة نكراء بالأسطول الإسباني، ثم سيطرت القوات الأمريكية على مانيلا نفسها، وبذلك كان جيش الولايات المتحدة يحارب الإسبان في كُلّ من كوبا والفلبين.

بعد أن تكبدت إسبانيا خسائر كبيرة، وبدت الكفة أرجح نحو الولايات المتحدة، وافق الطرفان على إنهاء الحرب في ديسمبر(كانون أول) 1898 بتوقيع اتفاقية باريس، والتي انسحبت إسبانيا على إثرها من مستعمراتها في كُل من كوبا وبورتوريكو وجزيرة «جوام».

الحرب الأمريكية الفلبينية 1899 – 1902

وكانت الخسائر البشرية فيها 4390 جنديًّا أمريكيًّا و 20 ألف جندي فلبيني و200 ألف مدني فلبيني

الحرب العالمية الأولى 1917 – 1918

وكانت الخسائر البشرية: 116.500 ألف جندي من إجمالي 4 ملايين جندي تم تحريكها خارج الأراضي

الحرب العالمية الثانية 1942 – 1945

الخسائر البشرية: خَسر العالم ما يتراوح بين 45 و55 مليون إنسان – منهم 416 ألف جندي أمريكي

الحرب الكورية 1950 – 1953

الخسائر البشرية: 2.5 مليون مدني وعسكري كوري – 33 إلى 36 ألف جندي أمريكي

حرب فيتنام 1965 – 1975

الخسائر البشرية: 1.5 إلى 2 مليون مدني وعسكري فيتنامي – ما يقرب من 58 ألف جندي أمريكي.

حرب الخليج 1990 – 1991

الخسائر البشرية: 8 إلى 10 آلاف عراقي مدني وعسكري – 219 جنديًّا أمريكيًّا.

حرب أفغانستان 2001 – 2014

الخسائر البشرية: 42 ألف مدني وعسكري أفغاني – 2371 جنديًّا أمريكيًّا.

حرب العراق 2003

الخسائر البشرية: ما يقرب من 800ألف عراقي – 4326 جنديًّا أمريكيًّا.

(... وللبحث صلة)

 

أحمد زين الدين

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل