​كش .. ولي العهد

الإثنين 11 شباط , 2019 10:10 توقيت بيروت عــربـي ,أقلام الثبات

الثبات - مقالات

استوت عملية مقتل الصحافي جمال خاشقجي على عرش  الجرائم السعودية، لان حكام المملكة، هذه المرة، لم يتمكنوا من اخفاء مسلل التخطيط للجريمة، كما جرت العادة في الجرائم الاخرى، والانكار الرسمي المطلق في الايام الاولى من الجريمة في 3 تشرين الاول،تحول الى اعتراف تدريجي بحصول الجريمة مع ظهور المعطيات التي قسطتها تركيا وفقا للحاجة المصلحية، وصولا الى الزاوية الاخيرة، فبات الهم الرسمي السعودي محصورا بحماية، ولي العهد محمد بن سلمان من اثار الجريمة، وهو الامر الذي نطق به وزير التضليل الاول حول الجريمة، وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير  بان القيادة السعودية "خط احمر"، دون ان يخطر بباله، أن الجريمة ارتكبت، رغم الخبرات السعودية المتراكمة، لكن لا "احمر" من الطريقة التي حصلت. او ربما يعلم، ولكن ليس باليد حيلة.

لقد عادت قضية مقتل خاشقجي الى واجهة الجرائم الدولية مع انطلاق عمل لجنة التحقيق الاممية بقيادة اغنيس كالامارد التي قالت بصريح العبارة بعد استماعها الى تسجيلات "مروعة" عن وقائع حصول الجريمة، ان الاغتيال جاء بتخطيط مسبق، ونفذه مسؤولون سعوديون .

يضيق الخناق اكثر على ولي العهد السعودي، بحيث ان المخابرات الاميركية نفسها -حامية العهد السعودي ووليه- لم تجرؤ على اخفاء دور ولي العهد،وكذلك اعضاء في الكونغرس الذين يطالبون بانزال العقاب بالشاب المتهور، رغم اعلان الادارة الاميركية وعلى رأسها دونالد ترامب ان المصلحة - طبعاً المالية - توجب عدم التفريط بولي العهد - اي بمعنى اخر حمايته من العقاب الذي يستحقه. ولربما بسبب الحاجة اليه لارتكاب جرائم اكثر فظاعة من الحرب على اليمن، وهي الحرب الافظع في التاريخ منذ القرون الوسطى، او لربما حتى تمرير اقذر صفقة في التاريخ ايضا، تلك المسماة صفقة القرن.

لقد اجتمع ولي العهد السعودي على متن يخته الأكثر فخامة مع امبراطور الاعلام الكندي، مؤسس شبكة "فايس" الكندية - الاميركية شين سميث في البحر الاحمر، والهدف "اعادة تشكيل صورة السعودية او تلميعها في وسائل الاعلام الغربية، لمواجهة خصوم السعودية"، لكن يبدو ان الامر لم يقنع سميث رغم المغريات الهائلة، ربما لقناعته التي لم تصل الى حد تلميع الجرائم، وسكب العسل على دماء الضحايا ليتلذذ ولي العهد بلحس المبرد.

 

يونس عودة

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل