كتاب يكشف عن إخفاقات مخجلة للاستخبارات الأمريكية: مؤسس طالبان كان مختبئاً قرب قاعدة أمريكية

الإثنين 11 آذار , 2019 01:27 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي


عاش مؤسس حركة طالبان الملا عمر على بعد مسافة قصيرة من قاعدة أمريكية في أفغانستان، وذلك بحسب كتاب جديد يكشف عن إخفاقات مخجلة للاستخبارات الأمريكية.

وظنّت واشنطن أن الزعيم الذي فقد إحدى عينيه كان مختبئاً في باكستان، لكن سيرة جديدة للملا عمر بينت أنه كان يعيش على بعد حوالي 4 كيلومترات من قاعدة عمليات عسكرية أمريكية متقدمة في مسقط رأسه في ولاية زابول، إلى حين وفاته عام 2013.

والكتاب المعنون “البحث عن العدو” الذي أعده الصحافي الهولندي بيتي دام، يظهر أن زعيم طالبان كان يعيش كراهب افتراضي، يرفض استقبال أفراد عائلته ويكتب على الدفاتر بلغة وهمية.

وأمضى الصحافي خمس سنوات من الأبحاث من أجل كتابه، وقابل الحارس الشخصي لعمر، جبار عمري الذي ساعده في الاختباء وقام بحراسته بعد إسقاط نظام طالبان.

وبحسب الكتاب، استمع عمر إلى نشرات أخبار شبكة (بي بي سي) بلغة البشتون، لكنه لم يعلّق إلا نادراً على الأحداث التي كانت تحصل في العالم الخارجي، حتى عندما علم بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وبعد هجمات 11 أيلول 2001 التي أدت إلى سقوط طالبان، وضعت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 10 مليون دولار لمن يعثر على عمر الذي كان مختبئاً في مجمع صغير في قلات عاصمة الولاية، بحسب ما كتب دام.

وفي مرحلة ما، اقتربت دورية أمريكية فيما كان عمر وعمري يسيران في الفناء واختبأ الرجلان خلف كومة من الخشب بعد رؤية الدورية، لكن العسكريين الأمريكيين مروا من أمام المكان دون أن يدخلوا إليه.

وفي المرة الثانية، فتشت القوات الأمريكية المنزل الذي كان يعيش فيه، لكن أخفقت في اكتشاف المدخل السري إلى غرفته. وليس واضحاً ما إذا كان ذلك التفتيش روتينيا أو جاء نتيجة معلومات وصلت إلى الأمريكيين.

وقرر عمر المغادرة بعدما بدأ الأمريكيون بناء قاعدة لغمان الأمريكية للعمليات العسكرية المتقدمة في 2004 على بعد أمتار قليلة من مخبئه.

وعلى الرغم من خشيته من أن يتم الإمساك به، لم يجرؤ عمر على تغيير مكانه مرة جديدة ولم يخرج من مخبئه إلا نادراً، وغالباً ما احتمى داخل أنفاق لدى تحليق الطائرات الأمريكية.

وبحسب دام، كان عمر يتحدّث غالباً إلى حارسه وطباخه، واستخدم هاتفاً قديماً من نوع نوكيا لا خطّ فيه ليسجل صوته وهو يتلو مقاطع من القرآن.

ومنذ تسليمه قيادة الحركة في عام 2001، بات عمر بمثابة قائد روحي لها، وأبقيت وفاته سراً في عام 2013 لمدة عامين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل