5 سنوات في سجون الإحتلال بسبب قصيدة

الثلاثاء 16 تموز , 2019 01:19 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور، ثلاث سنوات ونصف مدة سجنها المتنوّع، في سجون الإحتلال، ولم تحدد أي تُهمة ارتكبتها، فمرة اتهمت بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، ومرّة بالتحريض على العنف والإرهاب، وأحيانا مرة تسجن انفرادياً وأخرى في الإقامة الجبرية، كل هذا لأنها كتبت قصيدة قالت فيها «قاوم يا شعبي» ولا تزال قضيتها لم تنتهِ من خمس سنوات.

ولم تفلح إجراءات القمع والتنكيل الإسرائيلية كافة، ومحاولات الإخضاع وتكسير الرأس التي مارستها شرطة العدو، بحق الفلسطينية دارين طاطور لثنيها عن كتابة الشعر المقاوم.

  فبعدما سُجنت ثلاثة أعوام ونصف متنقلة بين الحبس والإقامة الجبرية، لم تشعر بأنها نالت حريتها إلا عندما استأنفت على قرار منعها من كتابة الشعر لتسترد حقها بالكتابة لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقبل بضعة أيام استأنفت النيابة العامة على ما استردته طاطور، وأوصلت القضية إلى المحكمة العليا.

طاطور شاعرة في الثلاثينيات، وهي من بلدة الرينة الواقعة في الجليل الأسفل شمال فلسطين المحتلة، أُشير إليها أكثر من مرّة بـ«أيقونة المقاومة»، لأنها عُدَّت مصدراً للإلهام وعنواناً للصمود، بدأت حكايتها قبل خمسة أعوام مع اندلاع الهبّة الشعبية نهاية 2015، ولم تنتهِ حتى الآن، بدأت القضية عندما نشرت قصيدة «قاوم يا شعبي» فاعتقلتها الشرطة الإسرائيلية، وخاطت لها لائحة اتهام تنوعت ما بين التحريض على العنف وتأييد منظمة فلسطينية.

 وتقول طاطور، إنه حتى يضخموا لائحة الاتهام وضعوا أمامها لقطة شاشة تتضمن خبراً عن الجهاد الإسلامي كانت قد شاركته على صفحتها في 2014 وأضافوه إلى التهم الموجهة إليّها، علما أنها صحافية وناشطة ولا يوجد أي قانون يمنع إنساناً أو فناناً من التعبير عن رأيه.

استمرت التحقيقات مع دارين لأوقات طويلة ومتباعدة، مارس خلالها المحققون التعذيب النفسي، وتشير إلى أن معظم المدة قضتها في زنزانة منفردة حتى يجبروها على الاعتراف بأمور لم تحدث، تعرضت لمحاولة تحرش من أحد المحققين، وطلبوا منها الاعتذار عن القصيدة، لكنها لم تفعل.

 ثلاث سنوات ونصف قضتها موزعة بين خمسة أشهر متنقلة في السجون، وثلاثة أخرى في الإقامة الجبرية، ثم أمضت سنتين في مستوطنة بحراسة أمنيّة مشددة، حيث كانت مربوطة بقيد إلكتروني، ومُنعت من استخدام وسائل الاتصال أو الزيارات أمّا السنة الأخيرة من العقوبة، فقضتها بمنزل عائلتها في إقامة جبرية أيضاً.

دارين حملت قضية شعبها داخل قضبان السجن، لتخرج بعد ذلك وحملها مضاعف مثقلة بالهموم بسبب واقع الأسيرات الفلسطينيات، خمسة أشهر قضتها في الأسر لتحصل كما تقول على شرف مرافقة بعض الأسيرات وعيش معاناتهن عن قرب.

بعد خروجها من السجن استمرت بالدفاع عن حقها في كتابة الشعر، رفعت قضية وأرفقتها بادعاء مُفصّل حول التعديات التي مورست بحقها خلال التحقيق والسجن برأتها المحكمة المركزية في الناصرة جزئياً، ما يعني إزالة كل التهم المتعلقة بالكتابة وحرية التعبير، فسمحت لها بكتابة الشعر من جديد، انتزعت دارين حقها في 2019-5-16، لكن المحكمة سمحت للنيابة بالاستئناف حتى 2019-6-30، فاستأنفت الأخيرة محيلة الملف على المحكمة العليا بالقدس المحتلة، لتطلب منع طاطور من الكتابة.

تقدّر الشاعرة السبب في أنها بصدد إخراج كتاب للنور تتحدث خلاله عن تجربتها وتفضح فيه الممارسات الإسرائيلية ضد الأسيرات الفلسطينيات، بالإضافة إلى الموندراما التي حاولت خلالها توثيق معاناتها خلال الاعتقال والسجن والتحقيق وعرضتها في أكثر من بلدة ومدينة في الأرض المحتلة عام 1948 وتقول إن الإجراءات العقابية والملاحقة التي مورست بحقها لكسر إرادتها لن تمرّ هذه المرّة أيضاً، فهي ستستمر في المواجهة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل