حملة في قطاع غزة لمواجهة أساليب الإحتلال التجسسية

السبت 12 تشرين الأول , 2019 01:01 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

يشهد قطاع غزة حاليا حملات توعية أمنية ومجتمعية، في ضوء كشف وزارة الداخلية والأمن الوطني في القطاع، عن أساليب جديدة تتبعها المخابرات الإسرائيلية للإيقاع بالمواطنين في شراكها، وجلب معلومات عن الشعب الفلسطيني ومقاومته.

مسؤول خيري وصحفي

واستدلت وزارة الداخلية على ذلك بتسجيلين عبر تطبيق واتساب، نشرتهما على صفحتها الإلكترونية الرسمية، يظهران أساليب مخابرات الاحتلال بانتحال شخصية مسؤول في جمعية خيرية يسعى لتقديم مساعدات، وصحفي إسرائيلي يتواصل مع صحفي فلسطيني، والهدف جمع معلومات استخباراتية، وقالت وزارة الداخلية إن من بين الأساليب المخابراتية ما تسمى صفحة "المنسق" على مواقع التواصل الاجتماعي وهي صفحة يديرها ضابط إسرائيلي يتابع أوضاع قطاع غزة.

وذكرت الوزارة، أن الأجهزة الأمنية نجحت في إطار الصراع الأمني المعقد مع الاحتلال من شل قدرة عملائه مما جعله يعيش حالة من العجز، ومحدودية القدرة على التحرك داخل قطاع غزة، أو جمع المعلومات الاستخبارية، فعمد أخيراً إلى استخدام طرق جديدة للوصول للمعلومات الأمنية بطريقة التحايل والخداع، في شكل جمعيات ومؤسسات وصفحات تقدم المساعدات والخدمات للمواطنين وتسهل أعمالهم.

رفع الغطاء

وفي هذا الصدد، أعلنت "غرفة العمليات المشتركة" التابعة لفصائل المقاومة في غزة أنها قررت رفع الغطاء عن كل شخص يتعاطى مع "المنسق"، معتبرةً تعامل بعض الشخصيات الفلسطينية مع المنسق وضباط مكتبه خطورة بالغة، وسلوكا يتنافى مع القيم الوطنية.

وأكد خبير التوعية المجتمعية محمد أبو هربيد أن أجهزة مخابرات الاحتلال تعمل على بناء "بنك معلومات"، باستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر صفحات مثل "المنسق" ومراكز الدراسات والتعليم، والجمعيات الخيرية، وتمارس من خلالها "فن الخداع واختراق العقول".

وحث أبو هربيد الأسرة الفلسطينية "على توعية أبنائها بمخاطر أساليب المخابرات الحديثة، من دون اللجوء إلى الحرمان الكامل من استخدام التكنولوجيا، فالحرمان يؤدي إلى الانحراف، وإنما ينبغي الحرص على المراقبة الناعمة وخلق الثقة مع الأبناء.

كنز معلومات

وأكد الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور إبراهيم حبيب أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أخطر الأساليب المخابراتية، في ظل حالة الانفتاح الكبير، والوصول إلى المستهدفين بسهولة أكبر من أساليب الإسقاط والتجنيد التقليدية.

وحذر حبيب من خطورة الاستهانة بالمعلومات المتداولة عبر هذه الصفحات، مهما كانت بساطتها، فهي تشكل "كنزاً" من المعلومات التي تستطيع أجهزة المخابرات تحليلها وتوظيفها في رسم صورة دقيقة عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكل جوانب الحياة.

وقال الباحث في أمن المعلومات محمود أبو غوش، ينبغي عدم الوثوق الكلي في أن هناك برنامجا إلكترونيًّا آمنًا بنسبة 100%، فبمجرد دخولك شبكة الإنترنت تصبح في فضاء مكشوف، ولكن هناك إجراءات حماية تحد من خطورة الاختراق.

ونصح مستخدمي أجهزة الهواتف الذكية بعدم استخدام أي تطبيقات إلا عبر متاجرها الرسمية، والحرص على قراءة شروط الاستخدام، ومعرفة الصلاحيات التي يطلب التطبيق الحصول عليها، لجهة الوصول إلى الكاميرا والحسابات الشخصية وبيانات الهاتف، لافتًا إلى أن التطبيقات غير الرسمية تحمل أحيانًا برامج تجسس دقيقة وتطلب الوصول غير المبرر لكثير من بيانات وتطبيقات الهاتف الأخرى.

ولتحقيق درجة عالية من الأمان، حث أبو غوش مستخدمي الإنترنت على عدم استخدام الشبكات اللاسلكية العامة في الشارع، مجهولة المصدر، وتفعيل خاصية "المصادقة الثنائية"، والحرص على عدم حفظ صور وبيانات شخصية مهمة على ذاكرة الهاتف.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل