جبهة التحرير الفلسطينية تصدر بيانا حول اخر المستجدات في الاراضي المحتلة

الأحد 16 شباط , 2020 07:58 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

أصدر الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية بياناً يتناول آخر المستجدات في الأراضي المحتلة جاء فيه :

- ندعو السلطة الفلسطينية على الفور بوقف خطابها السياسي المدمر بحق القضية الوطنية والمصلحة الفلسطينية العليا ، والخروج من قواعد اللعبة الأميركية – الصهيونية والرباعية الدولية وهذا لا يليق بشعب المقاومة والبطولات .
- على السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن هذا السلوك الاستسابي الأحادي بعيداً عن الإجماع الوطني والشعبي الفلسطيني  واستمرار هذا النهج يشكل طعنة للمشروع الوطني والجهود الحثيثة نحو وحدة وطنية شاملة .
- الطريق الوطني الإنقاذي لإنهاء الانقسام يتمثل في الدعوة الفورية لحوار وطني شامل بحضور الكل الفلسطيني ، وبمراجعة فكرية سياسية جادة ، تحدد طبيعة هذا العدو الصهيوني كعنصرية ابارتهيد في القرن الحادي والعشرين ، والخروج بإستراتيجية وطنية فلسطينية جديدة وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كخيار ائتلافي جبهوي عريض لحركة التحرر الوطني والتزامها مروحة الخيارات الكفاحية المقاومة على مختلفها .
- تدعو الجبهة الفصائل الفلسطينية كافة في هذه المرحلة المصيرية للتحفز والانخراط بإرادة وطنية وسياسية بوقف عبث السلطة وإدارة ظهرها للوحدة الوطنية ، والمشاركة بتوسيع فعاليات الانتفاضة وتشكيل الأطر القيادية الميدانية لها ، ونحو إحكام الربط بين كل البيئات السياسية النضالية في ارض فلسطين التاريخية وأماكن اللجوء في الخارج .
- وجهت القيادة المركزية التحية لصمود الجمهورية العربية السورية ولانتصارات الجيش العربي السوري ووقوفها إلى جانب سوريا في مواجهة العدوان المزدوج الصهيوني – التركي على الأراضي السورية.
- أدانت الجبهة في بيانها محاولات الأنظمة الرجعية العميلة بحق الانقلاب على أسس الصراع العربي الصهيوني ومفهوم الأمن القومي العربي بافتراض الجمهورية الإسلامية الإيرانية المكون الأصيل في الإقليم كعدو ، ومحاولة النيل من صلابة موقفها ضد الحلف الأميركي – الصهيوني ونحو عالم متوازن جديد. 
   
    افتتحت القيادة المركزية للجبهة اجتماعها بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد المهندس إبراهيم الدلقموني ( أبو علي ) عضو اللجنة المركزية للجبهة والنقابي البارز والشخصية الوطنية والاجتماعية فهو سليل أسرة مناضلة وابن بار لشهيد قضى على طريق تحرير فلسطين فكان من حراس الثوابت ، الأمر الذي اكسبه ثقة رفاقه وزملائه وأصدقاءه في اربد وعموم الأردن وفلسطين .  
هذا وتوقفت القيادة المركزية للجبهة أمام المشهد الفلسطيني ومفاعيله وأبعاده العربية والإقليمية والدولية وعلى وجه الخصوص الاستحقاقات الذاتية اللازمة كشرط أساسي لإسقاط صفقة القرن التي تستهدف تصفية قضية فلسطين وتحقيق أحلام المشروع الصهيوني في عموم المنطقة من خلال تحقيق( السلام الإقليمي ) والذي يكفل للصهيونية الدخيلة على المكونات الأصيلة في الإقليم تحت مسمى ( الشرق الأوسط الجديد ) بحيث يضمن للكيان الصهيوني دوراً ريادياً على المستوى التكنولوجي والاقتصادي ، والاستثمار في الثروات والعمالة العربية .
   سجلت القيادة المركزية للجبهة فلسطينياً رفضها لاستمرار السلطة الفلسطينية في خطابها السياسي الداخلي والخارجي ، على الرغم من كل المناشدات التي أطلقتها عديد القوى الفلسطينية على مختلفها ، وعلى رأسها مغادرة خياراتها وأوهامها السياسية لقد طولبت على الدوام أن تخرج من هذا المسار السياسي الاوسلوي المدمر ووقف التنسيق الأمني على الفور وسحب وثيقة الاعتراف المتبادل وإلغاء بروتوكول باريس الاقتصادي ، وإلغاء تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني ، الأمر الذي يتطلب وبمقتضى المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني التوقف عن السياسة الأحادية الإستنسابية ، بعيداً عن الإجماع الوطني الذي يقتضي حواراً وطنياً شاملاً وقد تأخر كثيراً ، فلا زالت الأوهام تعشعش في العقل السياسي لهذا الفريق الذي يصر على أن التفاوض هو خياره الاستراتيجي والأغرب تمسكه بالرباعية الدولية مما يعني تمسكه بنهج  أوسلو المدمر الذي وصل بهم الى طريق مسدود ، فالخطاب السياسي منذ أن أعلن ترامب عن نقل سفارته إلى القدس واعتبارها عاصمة موحدة لهذا للكيان العنصري الاحلالي والاجلائي والذي ارتقت جرائمه إلى مستوى التطهير العرقي والذي تجاوز بسلوكه  نظام الابارتهيد في جنوب أفريقيا ، كما أغلق ترامب مكتب م ت ف في واشنطن ومحاولة تقويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي أنشئت وفق القرار الاممي الذي يحمل الرقم (302 ) وهو الشاهد على مستوى القانون الدولي والإنساني على جريمة العصر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ، هذا القرار الذي يرتبط اشد الارتباط بمأساة الشعب الفلسطيني ويجسد إلى جانب القرار ( 194 ) جوهر قضية فلسطين المتمثل بحق العودة إلى الديار والممتلكات .
   غير أن الأمر المؤسف أن السلطة الفلسطينية في خطابها السياسي الخارجي ، إن على مستوى القمم العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز والاتحاد الإفريقي إلى أروقة الأمم المتحدة ولعل ما جرى في مجلس الأمن الدولي مؤخراً خير دليل وشاهد على تطميع أصحاب هذا المشروع وأدواتهم الرجعية ، الذين ذهبوا إلى ابعد من التطبيع والانخراط بمشروعات اقتصادية كبرى واعدة بالنسبة للعدو ، هذا الخطاب الذي لم يتجاوز البيانات الإنشائية ولم يرتق إلى أي إجراءات وخطوات حتى على مستوى دبلوماسي كاستدعاء السفراء على سبيل المثال ، وعليه فان خطاب رئيس السلطة الفلسطينية الأخير في مجلس الأمن ليس فقط مخيباً للآمال ولا يرتقي إلى مستوى المخاطر التي تحيق بقضية شعبنا الوطنية ، إنما قدم وصفات إضافية جديدة  تمس مباشرة بتأصيل المشهد الفلسطيني كمشهد تحرر وطني والتخلي عن القانون الدولي واتفاقيات جنيف التي تكفل للشعوب حقها في مواجهة الاحتلال ، فمقاومة شعبنا لم تكن ولن تكون ( إرهاباً ) في يوم من الأيام ومن حق شعبنا وقواه الوطنية الحية امتلاك مروحة الخيارات النضالية المتاحه وفق البيئات السياسية الفلسطينية في الداخل والخارج  بينها لتامين الوحدة الوطنية واستجماع اوراق القوة للحالة الوطنية الفلسطينية .
بناءً على ما تقدم فان القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية تدعو إلى ما يلي :
اولاً : أن الشرط الأساسي الأول اللازم لإسقاط صفقة القرن يتمثل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على الفور، ونقول للسلطة الفلسطينية كفى وان فلتتوقفوا عن اضاعة الوقت واستمرار المراهنات على الأوهام السرابية التي تهدد الشعب الفلسطيني تاريخاً وحضارة ، حاضراً و مستقبلاً وليتوقف على الفور هذا الأداء السياسي الإستنسابي ، فلا اللقاءات الثنائية على ذات قواعد اللعبة السياسية – الصهيونية – الاميركية والتي استعانت على الدوام بإطراف عربية للإبقاء على هذا الانقسام باعتباره مطلباً صهيونيا للاستفراد بالشعب الفلسطيني وتصفية حقوقه الوطنية والتاريخية غير القابلة للتصرف وعليه فان جبهة التحرير الفلسطينية ترى لامناص من الحوار الوطني الشامل وبحضور الكل الفلسطيني وعلى المستوى السياسي القيادي الأول وبحضور النخب الفكرية والقانونية والاتحادات الشعبية والشخصيات الوطنية الاجتماعية ، هذا الحوار الذي يفضي إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد والخروج بإستراتيجية وطنية جديدة ، استنادا إلى مراجعة بالفكر السياسي لأوهام استمرت منذ عقود ، هذا هو طريق الخلاص طريق الوحدة الوطنية الناجزة الذي يعيد للقضية اعتبارها ولمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار ائتلافي جبهوي عريض لحركة التحرر الوطني الفلسطيني وامتلاك مروحة الخيارات وفق البيئات السياسية الفلسطينية التي يجب ان يحكم الربط في ما بينها لمواجهة كيان الابارتهيد العنصري الصهيوني في القرن الحادي والعشرين فهذا هو التوصيف الدقيق لطبيعة العدو.
ثانياً : تطالب جبهة التحرير الفلسطينية كافة الفصائل والقوى الفلسطينية بإحداث هذه المراجعة وان لا تبقي على هذا المشهد الذي لا يرتقي إلى مستوى المخاطر ، بما في ذلك فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر ومحاولة استغلال معاناته نحو تهدئة مزمعة ،فطبيعة المهمات الوطنية تقتضي عدم السماح باستفراد القدس والضفة ، وبالتنسيق مع مناطق احتلال 1948 والشتات نحو انتفاضة ثالثة وفق مروحة الخيارات المتاحة ، وهذا يتطلب من القوى كافة ان تتجاوز الخطاب الإعلامي إلى الانخراط بهذه الفعاليات بإرادة سياسية وطنية والذهاب إلى تشكيل قيادات وطنية ميدانية موحدة من شانها ان تستنزف العدو على أكثر من جبهة وبنفس الوقت تشكل حالة شعبية ضاغطة على المستوى السياسي لاستعادة الوطنية الوطنية .
ثالثا : على المستوى العربي تطالب الجبهة كل الحالة الوطنية الفلسطينية تعديل خطابها السياسي الوطني حيال المبادرات العربية ، التي قوضت أسس الصراع العربي – الصهيوني ومفهوم الامن القومي العربي ، والتي أكلت من منسوب ما تبقى من القانون الدولي المتعلق بالقضية الفلسطينية ، الم تفضي( المبادرة العربية تحت مسمى إستراتيجية السلام ) والتي داسها شارون بعد سويعات من خلال (عملية السور الواقي ) واعتبرها بانها لا تساوي الحبر قيمة الذي كتبت به ، علما أنها قدمت هدية مجانية يتعلق بالمس بالقرار الاممي 194 ، حين ضمنت القمة في بيانها مضطرة وتحت الضغط صيغة ( حل عادل يتفق عليه ) بشان اللاجئين ان الجبهة تطالب وعلى الفور إلغاء كافة هذه المبادرات وما بني عليها وآخرها الصادر عن قمة بيروت للعام 2002 ، ووقف هذا الاستهداف الممنهج نحو التطبيع واختزال قضية الصراع العربي الصهيوني الى ( نزاع فلسطيني إسرائيلي ) .
  ولعل مساعي ما تبقى من النظام العربي المنهار افتراض الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمكون أصيل في الإقليم لمصلحة الدخيل الصهيوني يفصح عن اصطفاف هذه الأدوات وانقلابها على مفهوم الصراع والأمن القومي الحقيقي ، الأمر الذي يقوض من مركزية القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة .
رابعاً : علينا أن ننظر بعين الاعتبار والثقة المتزايدة من انتقال قوى المقاومة من الصمود الى الانتصارات ، فنحن أمام نصف الكأس المملوء ، فانتصارات الجيش العربي السوري وصمود الجمهورية العربية السورية دولة الصراع العربي – 

وإنها لثورة حتى التحرير والعودة
دمشق 16 – 2 – 2020                                            

القيادة المركزية

 لجبهة التحرير الفلسطينية


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل