"الجائحة أم الاختراع".. مهندسون فلسطينيون يتمكنون من ابتكارِ نظام عزل صحي متنقل

الأربعاء 15 نيسان , 2020 08:21 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

"الجائحة أمُ الإختراع".. تمكَّن مهندسون فلسطينيون من ابتكارِ نظام عزل صحي متنقل، في محاولة لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد_19)، لاسيما في ظل عدم وجود أسرةَ عزلٍ تراعي المعايير الصحية والطبية والهندسية في فلسطين.

وفرض تفشي فيروس كورونا على العقول الفلسطينية مواجهة نقص الإمكانيات الطبية، والفنية، واللوجستية، والتي من بينها أسرة العزل الخاصة بالمصابين بالفيروس، إذ توصل المهندسون الفلسطينيون إلى أسرة عزلٍ قادرةٍ على عزل المريض كلياً عن البيئة المحيطة.

وتقوم فكرة نظام العزل الصحي للمريض على تنقيه الهواء الداخل للمريض من أي فيروسات قد تؤدي إلى تدهور وضعه الصحي، وتنقيه زفير المريض المصاب بالفيروس، كي لا يصاب به غيره عن طريق الهواء.

ويحوي السرير العازل الذي يتمتع بأعلى درجة من المعايير الطبية والمقاييس الهندسية العالمية على فتحات خاصة بالتهوية، وفتحات خاصة لإدخال اليدين، وبه مكان لإدخال معدات طبية صغيرة دون فتح كامل النظام، وتم عمله من نظام معزول شفاف ونظام لون برتقالي ليناسب الإسعاف واللون الطبي.

والمنظومة مزودة بمكان لإدخال الهواء إلى داخل غرفة العزل، ويوجد به مكان لسحب الهواء الملوث، وتم بناء نظام Vacuum حيث يتم عمل فرق ضغط ما بين داخل غرفة العزل وخارجها لضمان عدم تسرب الجراثيم، كما، أنَّ نظام سحب الهواء الملوث يعمل على تنقية الهواء من خلال فلتر تم عمله، إلى جانب القدرة على التحكم في كمية الهواء الداخل والخارج من نظام العزل بطريقة يدوية سهلة، إلى جانب تخصيص مكان لإدخال الأكسجين لداخل الغرفة المعزولة إن اقتضى الأمر.

ويتميز النظام أنَّ وزانه خفيف للغاية، إذ يمكن طيه بسهولة ونقله من مكان لآخر، مع الإشارة إلى أنَّ نظام سحب الهواء منفصل عن وحدة العزل ويمكن ايصالهما بنظام خرطوم كبس سهل جداً، كما ولم يستخدم شيء معدني في نظام العزل، لضمان عدم إصابة المريض بأي خدوش.

يقول الدكتور اياد الهشلمون رئيس دائرة الهندسية الميكانيكية في جامعة "بولتكنيك فلسطين" الجهة المشرفة على منظومة سرير العزل: السرير جرى ابتكاره وصناعته على أيدي مهندسين وأطباء أكفاء، كما أنه يراعي المعايير الصحية والطبية والهندسية العالمية.

وأوضح أنَّ النظام أثبت نجاعته في قدرته على عزل المريض كلياً عن البيئة التي تحيط به، مشيراً إلى انَّ العقول الفلسطينية تبدع على الرغم من قلة الإمكانيات.

وأشار إلى أنًّ الجامعة كرّست جلّ إمكاناتها منذ اليوم الأول للجائحة، ووضعت جهود وخبرات باحثيها تحت تصرف الحكومة الفلسطينية إدراكاً منها بأهمية التكاتف والتلاحم من جهة، وإيماناً بما تملكه الجامعة من جهود واعدة في القطاعات الطبية والصحية.

وذكر أن الجامعة أطلقت مبادرة لمساندة القطاع الصحي وبمتطوعين بمختلف المجالات من خريجين جامعة بوليتكنك فلسطين وغيرهم في مختلف مناطق فلسطين وغزة، وحيث تم تقسيم المتطوعين الى مجموعات لعمل أفكار وتنفيذها لخدمة القطاع الصحي، واليوم تكلل هذا النجاح بإنجاز عمل الأولى الأقنعة الواقية والثانية نظام العزل الصحي.

 

المصدر: فلسطين اليوم


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل